فرض اللغة التركية في المناطق المحتلة... أعباء على الطلاب وطمس للهوية العربية

يتذمر الأهالي في المناطق المحتلة، من الصعوبات التي يواجهها أطفالهم في تقبل وتعلم اللغة التركية بعد قيام تركيا بإقحام اللغة في المناهج التعليمية لجميع المراحل الدراسية ضمن إطار سياسة التتريك والتغيير الديموغرافي التي تتبعها.

لينا الخطيب

إدلب ـ تفرض تركيا سياسة التتريك في مناطق الشمال السوري، وتسعى لإضفاء الطابع التركي على كامل الأراضي السورية التي تسيطر عليها، وذلك من خلال تغيير أسماء الأماكن العامة والمدارس من العربية إلى التركية، إضافة لفرض اللغة التركية في المناهج التعليمية، وافتتاح معاهد خاصة وعامة لتعليمها، كما باتت اللغة التركية في مقدمة اللغات المطلوبة ضمن شروط فرص العمل.

اضطرت الخريجة الجامعية غادة العبيد (25) عاماً من مدينة إدلب للخضوع لدورة لتعلم اللغة التركية بعد عدم قدرتها في الحصول على وظيفة في منظمات المجتمع المدني، وعن ذلك تقول "بعد تخرجي من جامعة إدارة الأعمال، وجدت أن إتقان اللغة التركية هو شرط للحصول على وظيفة في معظم المنظمات، لذلك اضطررت للخضوع لدورة لتعلمها، على أمل أن أحصل على وظيفة أعيل بها نفسي وأساعد عائلتي".

وبينت أنها وجدت أن اللغة التركية غير مضبوطة بمنهج معيّن، فهي تختلف من مركز لآخر، كما أن تعلمها ليس سهلاً بسبب مفرداتها الغريبة، ما يشكل عبئاً على الخريجين الذين يأملون بالانتهاء من هموم الدراسة ومصاريفها.

وأكدت أن تعلم هذه اللغة الدخيلة بات منتشراً بين الطلبة والأكاديميين، وبات يحضر في القطاع التعليمي بشكل ملحوظ، مع الانتشار الواسع لمجموعات تعلّم اللغة التركيّة، والورشات التدريبيّة التي تطلقها مراكز التدريب ورفع القدرات في الشمال السوريّ، بالإضافة إلى مراكز التعليم الخاصّة.

لميس جلو (41 عاماً) النازحة من مدينة خان شيخون إلى مدينة عفرين، أم لأربعة أطفال في سن التعليم، تستنكر إدخال اللغة التركية إلى المناهج الدراسية من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية "إلى جانب العربية والإنكليزية أصبحت اللغة التركية أساسية في المدارس، الأمر الذي يرهق أطفالنا، فضلاً عن مساوئ التركيز والاهتمام باللغة التركية على حساب اللغة العربية الأم".

صفاء العيساوي (22 عاماً) النازحة من مدينة معرة النعمان إلى مدينة إدلب، اضطرت لتعلم اللغة التركية بهدف إكمال دراستها في الجامعات التي شيدتها تركيا في مناطق سيطرة فصائل المعارضة، وعن ذلك تقول "بعد نجاحي في الشهادة الثانوية قررت تعلم اللغة التركية بهدف متابعة تعليمي الجامعي في الجامعات التي افتتحتها تركيا في الشمال السوري، وذلك لأن الجامعات المحلية غير معترف بشهاداتها".

من جانبها استنكرت المعلمة عهود الخليف (35) عاماً من مدينة الباب انتشار اللغة التركية وسياسة تركيا في المنطقة "تفرض تركيا تتريكاً ممنهجاً في مناطق الشمال السوري من خلال نشر ثقافتها بين أجيال من الأطفال والشباب السوريين عبر بوابة التعليم والتربية".

وتنتقد عهود الخليف فرض اللغة التركية كلغة أساسية، فحصصها تعادل حصص اللغة العربية، فضلاً عن المناهج التي تم تغييرها بشكل كامل بما يتناسب مع وجهة نظرها فيما يتعلق بالأحداث التاريخية.

ولفتت إلى أن تركيا عمدت إلى تغيير السجل المدني للسكان الأصليين في المناطق السورية، وسحبت البطاقة الشخصية والعائلية السورية من القاطنين في تلك المناطق واستبدلت بأخرى تركية.

وبينت أنه تم تغيير أسماء غالبية الشوارع والأحياء في مناطق ريف حلب إلى أخرى تركية، منها ما حصل في إحدى المدارس القديمة والعريقة التي كانت تحمل اسم "آمنة بنت وهب"، ليقوم المجلس المحلي لمدينة الباب بإزالة الاسم ووضع اسم جندي تركي قُتل في الأراضي السورية بدلاً من الاسم القديم، إضافة لفرض التعامل بالليرة التركية، ما يعكس النوايا التركية المضمرة في قضم تلك المناطق بشكل دائم وضمها إل