'بريادة المرأة الحرة انتصرت مقاومة الشعب في كوباني'

أثبتت المرأة الكردية خلال مقاومة كوباني عام 2014، للعالم أجمع مدى قوتها وقدرتها على المقاومة وكيف بإمكانهن حماية أرضهن.

نورشان عبدي

كوباني- تصدت وحدات حماية الشعب والمرأة وبتكاتف أهالي المدينة لهجوم مرتزقة داعش على مدينة كوباني، وبمقاومة عظيمة دامت لمدة 134 يوماً وبريادة المرأة الحرة انتصرت إدارة الشعب في المدينة.

صادف 15 أيلول/سبتمبر، الذكرى السنوية التاسعة لهجوم داعش على كوباني، هذا التاريخ الذي أصبح بقوة وإرادة المرأة تاريخ القضاء على مخططات مرتزقة داعش، والذي كان انطلاقة الأولى للقضاء على داعش جغرافياً.

حول بداية ظهور مرتزقة داعش وخلفيتها التاريخية وفكرها والسياسة التي أبادت فيها الشعوب تحدثت لوكالتنا العضوة العامة في مجلس حزب الاتحاد الديمقراطي في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا سارا قواص "مرتزقة داعش هي كتلة استخباراتية دولية تضم أعضاءها من جميع الدول وبشكل منظم يخدم ويهدف لتحقيق المصالح السياسية لتلك الدول، والتي تعمل لخدمة المصالح الدولية وفي مقدمة هذه الدول الاحتلال التركي كونها تعرف عبر تاريخها بأنها دولة تهدف للعنف والقتل والاحتلال والاستغلال".

وأكدت بأن كان لتركيا أهداف خاصة وبشكل خاص في سوريا والمناطق الكردية لذلك عملت على دعم مرتزقة داعش "تركيا استطاعت استغلال مرتزقة داعش كوسيلة لفرض سياستها في سوريا وحصراً في المناطق الكردية، بكونها تعتبر الشعب الكردي منذ التاريخ الطويل بأنهم الخصم الأول والأخير أمام سياستها الهادفة للاحتلال"، مضيفة أن "مرتزقة داعش ليس فقط إلا وسيلة أو آلة تخدم مصالح الدول المتسلطة والرأسمالية وتخدم تلك الدول بحسب مطالبهم السياسية في المناطق الأخرى".

وأوضحت بأن داعش أخاف العديد من القوات العسكرية لكنها لم تخيف الشعب الكردي "بالرغم من وحشية مرتزقة داعش والتي أخافت العالم بأجمعه إلا أن الشعب الكردي لم يخاف من تلك الوحشية وبشكل خاص النساء الكرديات القياديات والمناضلات بإرادتهن ونضالهن تصدوا وقاوموا وتمكنوا من القضاء على أخطر قوى إرهابية كانت ومازالت تهدد الشرق الأوسط والعالم".

 

مشاركة النساء في المقاومة

شاركت العشرات من نساء مدينة كوباني في المقاومة التاريخية التي أبدت في المدينة أثناء التصدي لهجوم مرتزقة داعش، النساء اللواتي لم تكن لهن التجربة بحمل السلاح والقتال ولكن روح المقاومة دفعتهن للبقاء إلى جانب أبنائهم المقاتلين من أجل إعداد الطعام لهم والاهتمام بالجرحى ورفع معنوياتهم خلال الحرب، وكانت عدلة بكر من بين النساء اللواتي كنا شهادات على المقاومة من جهة وعلى جرائم وانتهاكات مرتزقة داعش من جهة أخرى.

حول مشاركتها في المقاومة قالت عدلة بكر من مدينة كوباني بإقليم الفرات "في الذكرى السنوية التاسعة لهجوم داعش على كوباني نستذكر الشهداء/ت الذين قاتلوا من أجل وصولنا لهذا المكان وتواجدنا هنا، في 15 أيلول من عام 2014 بدأت هجمات المرتزقة على قرى التابعة لكوباني في ذلك الوقت كانت القوات العسكرية جاهزة للتصدي، إلى جانب وحدات حماية الشعب والمرأة والعديد من أهالي المدينة، وأنا كنت من بينهم لم أستطيع التخلي عن مدينتي عندما كنت أشاهد المقاتلين وهم يتصدون بإرادة وقوة وكنت استمد القوة منهم وقررت البقاء".

وقالت "جميع النساء اللواتي شاركن في المقاومة لم تكن تعلمن بتكتيكات الحرب والقتال لكن قرر البقاء في المدينة من أجل أن تكن شاهدات على لحظات النصر، عندما كنا نرى المناضلات وهن تقاتلن من أجل حرية هذه المدينة، تزداد روح المقاومة والنضال من أجل عدم التخلي عن المقاتلين والمدينة حتى تحقيق النصر".

استذكرت عدلة بكر لحظات الأولى لهجوم داعش على المدينة "في البداية حاصرت المرتزقة المدينة من كافة الجهات الجنوبية والغربية والشرقية وبالطبع الجهة الشمالية أيضاً كانت محاصرة من قبل الاحتلال التركي، المرتزقة هاجمتنا بأبشع الطرق وبالأسلحة الثقيلة والمدافع والدبابات كانوا يعتقدون بأنهم سوف يسيطرون على المدينة خلال أيام والجميع راهن على ذلك، لكنني أستطيع القول بكوني كنت شاهدة على ما حصل بأن منذ لحظات الهجوم الأولى إرادة وريادية المرأة الكردية أرهبت داعش وتصدت لتلك القوة التي أخافت العالم بأجمعه، كان البدل كبير راح ضحية ذلك الانتصار الآلاف من الشهداء/ت"، مضيفةً أن "زغاريد المقاتلات كانت تخيف داعش كنا نسمع بأنهم يقولون أذا مسكنا مقاتلة منكن سوف نقطعها تقطيع ولكنهم لم يستطيعوا لمس خصلة من شعرهن وبقوتهن ونضالهن انتصرن".

وقالت "دافع أبناء مدينة كوباني عنها بقوة وإصرار وتصدوا لخطورة داعش بأسلحتهم الخفيفة الفردية، مرتزقة داعش أشكالها كانت مخيفة لباسهم ولحتيهم ودباباتهم كانت رهيبة للغاية، لكن قواتنا لم يتراجعوا ولو للحظة قاتلوا ليلاً ونهاراً ودحروا المرتزقة، كل ما كان يظهر أمام المرتزقة كانت تقتله حتى الحيوانات لم تسلم من شرهم، مارسوا أساليبهم الوحشية البعيدة عن الإنسانية".

 وفي ختام حديثها قالت عدلة بكر "لا يمكننا نسيان ما حصل في كوباني الشيء الذي عشنها خلال المقاومة ما زال عالقاً في مخيلتنا، لم أستطيع نسيان المقاتلات اللواتي كنا يتمني رؤية كوباني محررة وقبل اعلان النصر وصلن للشهادة أتمنى لو أني أستطيع التحدث لهم وأخبارهم أننا انتصرنا وانتصرت إرادة المرأة الحرة وانتصر شعار "Jin jiyan azadî" لكي تطمأن قلوبهن، ومن أجل الوطن والأرض والشهداء سنفعل كل ما يقع على عاتقنا من أجل ذلك ولن نتراجع يوماً عن مبادئنا المبنية على أساس الحرية والديمقراطية حتى الوصول لتحقيق النصر".