أمل إسماعيل: حالات الخطف والقتل هدفها تقويض مكانة المرأة السورية

باتت المرأة السورية ضحية لانتهاكات جهاديي هيئة تحرير الشام، مع تزايد حالات الخطف والقتل والاغتصاب.

سيلفا منلا عثمان

حلب ـ تواجه المرأة السورية اليوم واقعاً مأساوياً من انعدام الأمان والاستقرار، خصوصاً في المناطق الخاضعة لسيطرة جهاديي هيئة تحرير الشام، حيث تتعرض لأبشع أشكال الانتهاكات، من قتل واغتصاب وخطف، وسط غياب تام للمحاسبة والعدالة، ورغم جسامة هذه الجرائم، تصف الحكومة المؤقتة تلك الانتهاكات بأنها "تصرفات فردية"، متجاهلة حجم المعاناة والآثار المدمرة على النساء.

كما ساهمت هذه الحكومة في تهميش دور المرأة، وكرست خطاباً يزرع الكراهية بين مكونات المجتمع السوري، مما أدى إلى تفكيك النسيج الاجتماعي. ويعمل مرتكبو هذه الانتهاكات على تقويض استقرار المرأة، وإضعاف إرادتها، وكسر قوتها النفسية والجسدية، بهدف حرمانها من ممارسة دورها الحيوي في الحياة السياسية والإدارية، وجعلها عرضة للهشاشة والتهميش.

 

"الاستنكار غير كافي"

تحدثت الناطقة باسم منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة في حلب، أمل إسماعيل، عن المرحلة التي تمر بها سوريا ووصفتها بالأصعب والأكثر فوضى منذ بداية الأزمة السورية حيث يعاني المجتمع من تزايد حالات الاختطاف في ظل اعتلاء جهاديي هيئة تحرير الشام السلطة في دمشق.

وبينت أن الاستنكار والتنديد بالانتهاكات أصبح اليوم أمراً غير كافياً، وترى أنه من الضروري التوصل لحلول واضحة تحاسبهم على انتهاكاتهم وأعمالهم.

وأوضحت أن "السبب الرئيسي لما وصلت له البلاد اليوم من انفلات أمني هو وجود الجهاديين الأجانب ضمن الجيش السوري"، لافتةً إلى أنه "بعد سقوط نظام البعث كان لدى الشعب السوري أمل كبير بسوريا جديدة مليئة بالحريات والأمان، لكن ما نراه اليوم هو عكس كل التوقعات".

 

"تنوع سوريا بالثقافات والأثنيات"

وأكدت أمل إسماعيل على تميّز سوريا بالتنوع الثقافي والعرقي وغناها بجميع الطوائف والأديان، لكن الجهاديين المسيطرين على السلطة في دمشق يستخدمون التنوع الموجود فيها كذريعة وحجة تُبرر انتهاكاتهم وأعمالهم الوحشية، مشيرة إلى أن الشابة هيفاء طيار المختطفة منذ ما يقارب خمسة أيام ما هي إلا مواطنة كردية مدنية  "لا شيء يبرر لهم هذه الأعمال".

وبينت أن تصاعد حالات الاختطاف وانتشار الفوضى ينعكسان سلباً على الشباب من الجنسين، لا سيما فيما يتعلق بمسيرتهم التعليمية، فهؤلاء الشبان والشابات، يطمحون إلى بناء مستقبلهم ومواصلة دراستهم، مؤكدة أن هذه الظواهر لا تقتصر على طائفة أو عرق معين، بل تمس المجتمع بأسره.

 

"استهداف النساء"

وأوضحت أمل إسماعيل أن الجهاديين يستهدفون النساء من جميع الفئات والمجالات سواء كانت طبيبة أو معلمة، وحتى يستهدفون القامات العلمية في سوريا ولا يوجد ما يُبرر لهم أعمالهم.

وأكدت أن "رد فعل الشعب السوري الذي عانى وتهجر وتشتت سيكون أقوى من تلك الثورة التي بدأت ضد نظام البعث، وهذه الانتهاكات التي تطال المواطنين ستؤدي حتماً إلى قيام ثورة جديدة كبرى".

تندرج حوادث الخطف ضمن مخطط ممنهج يستهدف تقويض مكانة المرأة السورية وزعزعة وجودها في المجتمع، وقد سُجلت آخر هذه الحوادث يوم السبت 13 أيلول/سبتمبر الجاري، حين اختُطفت الشابة الكردية هيفاء عادل طيار أثناء مرورها بطريق دير حافر ـ حلب في طريقها إلى حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، كما فُقد الاتصال بالشابة الكردية نورمان جلال سرحان، القادمة من ألمانيا لزيارة أقاربها في إقليم شمال وشرق سوريا، وذلك أثناء عبورها نفس الطريق.