تجمع نساء زنوبيا... مسيرة مستمرة نحو تعزيز حقوق المرأة

في مسعى مستمر لتحسين واقع المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، يواصل تجمع نساء زنوبيا مسيرته الحافلة بالدفاع عن حقوق المرأة وتعزيز الوعي المجتمعي تجاه قضاياها، مشكّلاً نقطة انطلاق نحو تغيير جذري في واقع النساء.

زينب خليف

دير الزور ـ يتعاون تجمع نساء زنوبيا مع لجان الصلح المنتشرة في مناطق عدة من مقاطعة دير الزور مثل هجين والبصيرة وأبو خشب والجزرة والصور، في محاولة لحل القضايا العائلية والاجتماعية والظواهر السلبية التي تؤثر على حياة المرأة، خاصةً القضايا المتعلقة بالطلاق، الحضانة، والنفقة، كما يولي التجمع اهتماماً خاصاً لمشكلة زواج القاصرات، التي تعد إحدى الظواهر المنتشرة في المنطقة.

في ظل تحديات كبيرة يوجهها المجتمع من فرض للعادات والتقاليد البالية التي تقمع حقوق النساء، وانتشار ظاهرة زواج القاصرات وزيادة الضغوطات الاجتماعية والنفسية والثقافية، يعمل تجمع نساء زنوبيا على حل المشاكل التي تعانيها النساء في المنطقة ويواصل جهوده من خلال التعاون مع لجان الصلح في مناطق دير الزور لتقديم الدعم ومساعدة النساء في القضايا العائلية والاجتماعية، رغم التهديدات التي يواجهها، يصر التجمع على تعزيز حقوق النساء القانونية والنفسية والمساهمة في تغيير واقعهن نحو الأفضل.

 

أهداف التجمع ونضاله المستمر

أكدت حياة إسماعيل عضوة لجنة الصلح في تجمع نساء زنوبيا بهجين "رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها التجمع، بما في ذلك التهديدات والضغوطات من بعض الجهات التي تنتهك حقوق المرأة ودورها في ريادة المجتمع، إلا أن الجهود لا تزال مستمرة، ومن أبرز النجاحات التي حققها التجمع، تمكنه من التدخل في قضايا النساء السوريات، ومنها قضية فتاة من مدينة اللاذقية، حيث عمل التجمع على حل المشكلة".

وأوضحت أن التجمع يعمل منذ تأسيسه على رفع الوعي بحقوق المرأة وتعريفها بحقوقها الشخصية "الضغوطات الاجتماعية الكبيرة جعلت المرأة غير قادرة على معرفة ذاتها وحقوقها، مما أدى إلى زيادة القضايا الاجتماعية المتعلقة بالنساء، وعدم لعب دورها في القضايا السياسية والاجتماعية".

 

 

ومن جانبها بينت سحر حسن مصطفى الإدارية في دار المرأة بمنطقة الكسرة، أن هناك تعاوناً مستمراً مع لجان الصلح في مختلف قرى دير الزور لمعالجة قضايا النساء، وخاصة الخلافات الزوجية والطلاق والحضانة والنفقة، مؤكدةً أنهم يستمرون في متابعة القضايا في المحكمة والتأكد من حلها بشكل قانوني، إلى جانب مساعدة النساء في نيل حقوقهن.

 

 

معالجة الظواهر الاجتماعية التي تؤثر سلباً على النساء

وأشارت إلى أن "الجهود المستمرة للتوعية والنضال من أجل حقوق النساء ساعدت في تقليص ظاهرة زواج القاصرات بشكل ملحوظ، حيث شهدت الفترة الأخيرة انخفاضاً في عدد القضايا المتعلقة بها".

وأكدت أن "تجمع نساء زنوبيا يبقى نموذجاً يُحتذى به في سعيه لتحقيق العدالة والمساواة في مقاطعة دير الزور والمناطق الأخرى في إقليم شمال وشرق سوريا، بفضل جهود أعضاءه المستمرة وتعاونهم مع لجان الصلح، كما يسعى التجمع إلى إحداث تحول حقيقي في حياة النساء، حيث يُبرز دورهن الفاعل في بناء المجتمع ويؤكد على أن حقوق المرأة يجب أن تكون جزءاً أساسياً من أي تطور اجتماعي وثقافي".

وشددت على أهمية مواصلة التجمع عمله بكل حزم، متطلعاً إلى تحقيق العدالة والمساواة للنساء في إقليم شمال وشرق سوريا، وتمكينهن من الحصول على حقوقهن في جميع جوانب الحياة.