"حان الوقت لنساء العراق" مبادرة لتمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في مواقع صنع القرار

تهدف مبادرة "حان الوقت لنساء العراق" إلى تعزيز دور المرأة وضمان وصولها إلى مراكز صنع القرار وخلق مجتمع متوازن يرتكز على العدالة بين الجنسين ودعم قضايا النساء من خلال المناصرة الفعالة والتعاون مع النشطاء المدنيين والاجتماعيين والسياسيين المؤثرين.

رجاء حميد رشيد

العراق ـ في خطوة هامة لتعزيز حضور المرأة في مواقع صنع القرار السياسي والاجتماعي، أطلقت عدد من المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة من مختلف المدن العراقية مبادرة تحت عنوان "حان الوقت لنساء العراق"، مقرها السليمانية، تهدف المبادرة إلى تعزيز حضور المرأة في تلك المواقع في إطار سعي جماعي لتحقيق عدالة اجتماعية ومجتمع متوازن يضمن المساواة بين الجنسين.

تولت خانم لطيف، رئيسة منظمة "أسوداً"، قيادة المبادرة التي ستعمل وفق أجندة متفق عليها بين المنظمات المشاركة، وذلك لتعزيز مكانة المرأة في عملية صنع القرار كشريك فاعل مع الرجل من خلال عقد لقاءات مكثفة مع المؤثرين في المجالات السياسية والاقتصادية.

وقالت خانم لطيف، إن فكرة المبادرة بدأت قبل أكثر من ستة أشهر، ومن خلال خبرتها الطويلة كناشطة ورئيسة منظمة التي تمتد إلى حوالي 24 عاماً، لاحظت خلال هذه الفترة العديد من الإخفاقات في تنفيذ القوانين، ورغم وجود عدد من الشبكات المختصة بشؤون المرأة في مجالات معينة، فقد تبين لها وجود فراغ وتراجع في الاهتمام بقضايا المرأة، ليس فقط في العراق، بل في جميع أنحاء المنطقة العربية، حيث اقتصرت نشاطات المنظمات على تنظيم الفعاليات والمشاريع دون التركيز بشكل كافٍ على تغيير السياسات أو تعزيز حضور المرأة في مجالات صنع القرار.

وأضافت "نحن مقبلون على انتخابات جديدة لدورة برلمانية في نهاية العام الحالي، وبالتالي باتت الحاجة ملحة للعمل مع الأشخاص المؤثرين في النظام السياسي، سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي والديني، يجب أن يكون للنساء صوت واضح، ويجب أن نعمل على تعزيز تمثيلهن من خلال نظام الكوتا والسعي لمشاركة المرأة في الانتخابات، خصوصاً أولئك اللواتي تمتلكن المؤهلات والكفاءة للمشاركة في عملية صنع القرار، وهذا لا يقتصر فقط على النساء، بل يشمل الرجال أيضاً".

وأوضحت أن الهدف الرئيسي للمبادرة هو تعزيز صوت المرأة وخلق مجتمع متوازن، مع التركيز على العدالة بين الجنسين والمساواة أمام القانون وفي الفرص، كما تسعى المبادرة لترشيح النساء المؤهلات من مختلف الأحزاب داخل الكتل السياسية في البرلمان، والعمل بما يخدم ملفات النساء الأرامل والمطلقات وذوات الإعاقة، من خلال مشاركتها كعنصر فعال في كافة المجالات وصولاً إلى الوزارات السيادية.

وأشارت إلى أنه حان الوقت لأن تكون المرأة شريكاً أساسياً في العملية السياسية، وضمان وجودها على طاولة المفاوضات، سواء كانت لتشكيل الحكومة أو لاختيار الوزيرات، أو حتى في المفاوضات المحلية والدولية والإقليمية.

وأكدت خانم لطيف على ضرورة أن يكون للنساء صوت قوي وفاعل في مختلف المجالات خاصةً السياسية والاقتصادية، وأن تكن جزءاً من صناعة القرار السياسي في العراق، خاصة في ظل اقتراب الانتخابات البرلمانية المقبلة.

من جانبها تحدثت الدكتورة عبير الجلبي رئيسة منظمة لباب للتنمية وحقوق الإنسان، عن المبادرة التي أسستها وتقودها خانم لطيف، وهذه المبادرة مكرسة لتعزيز صوت المرأة وتمكينها في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وشددت على أن هذه المبادرة انطلقت من إيمان المجموعة بأن المرأة العراقية تستحق أن تأخذ دورها وأن يكون صوتها مسموعاً، وأن تلعب دوراً مهماً وتحدث التغيير في المجتمع، تماشياً مع أهداف المبادرة التي تسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وخلق مجتمع متوازن يرتكز على العدالة بين الجنسين على حد سواء وتمكين النساء من الوصول إلى مراكز صنع القرار وتعزيز حقوقهن الأساسية ودعم قضاياهن من خلال المناصرة الفعالة والتعاون مع الفواعل المدنية والاجتماعية والسياسية المؤثرة.

وأشارت إلى أن هذه المبادرة تحمل رسالة إنسانية حيث تدعو جميع النساء للمشاركة في البناء والتقدم من خلال العمل معاً لغرض تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع العراقي على نحو يضمن حقوق الأفراد والعدالة الاجتماعية لسائر مكونات المجتمع.

 

 

من جانبها قالت الناشطة فاطمة البهادلي رئيسة جمعية الفردوس العراقية، إن مبادرة "حان الوقت لنساء العراق" هي مبادرة مجموعة نسائية مستقلة تسعى إلى خلق منصات حوارية مع كافة الجهات الفاعلة (المدنية، الدينية، والسياسية) لتعزيز المناصرة لقضايا المرأة، وبناء شراكات استراتيجية تُساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان حقوق المواطنة الكاملة للجميع، دون أي استثناء أو تحفظ. 

وأضافت "نؤمن بأن الوقت الحالي هو لحظة تاريخية لنساء العراق، حيث أصبحت المشاركة النسائية الفاعلة ضرورة مُلحّة لتحقيق التغيير الإيجابي"، داعية جميع النساء إلى الانخراط في مسيرة البناء والتقدم، من خلال العمل الجماعي الذي يرتكز على التعاون مع كافة المكونات الاجتماعية، لصنع مستقبل يُكرّس مبادئ المساواة والإنصاف.

وأكدت فاطمة البهادلي على أن المبادرة مستمرة في عقد سلسلة لقاءات حوارية مع قيادات سياسية ودينية واجتماعية بارزة، بهدف كسر الحواجز وبناء جسور الثقة بين النساء ومختلف فئات المجتمع.