الحركة السياسية النسوية السورية تأسست رداً على إقصاء النساء وتهميشهن
مع ارتفاع صوت السلاح باتت الجهود السياسية غير مسموعة ومع إقصاء النساء كان لابد من تحرك عاجل لتكون المرأة جزء من التاريخ السوري حتى لا ترسم خطوط مستقبله جهات تقصي المرأة.

لميس ناصر
دمشق ـ الحركة النسائية في سوريا عريقة لكن حكم البعث أثر على حركتها وربطها بمنظوره عن النضال لتكون تابعة بدلاً من فاعلة، ومع اندلاع الثورة السورية وانحرافها عن مسارها وسيطرة جماعات جهادية وتابعة لأجندات إقليمية تم إقصاء النساء.
لكن مهما خفت صوت النساء يبقى لديهن ما تقلنه عن العقد ونيف من الزمن من تاريخ سوريا، وعن الجهود النسائية لتكون المرأة جزء من الحل السوري، ومن هذه التنظيمات الحركة السياسية النسوية السورية، قالت المحامية وعضوة الأمانة العامة في الحركة راوية الشمر "الحركة ولدت نتيجة إقصاء النساء وتهميشهن من العمل السياسي، بالفترة ما بين 2016 و2017، لكن المؤتمر التأسيسي الأول عُقد في تشرين الأول 2017 في باريس، بحضور 28 امرأة، وهناك تم إطلاق الحركة السياسية النسوية".
وأوضحت أن دور الحركة السياسية النسوية السورية في هذه المرحلة مهم "الحركة تولي أهمية كبيرة للوضع الحالي بسوريا، انطلاقاً من رؤية سياسية خاصة بها، ونعتمد في عملنا على نساء ذوات كفاءات تمتلكن قدرات للمضي بالبلاد قُدماً".
وبينت أن الحركة "تسعى للمشاركة الفاعلة للمرأة في كل مناحي الحياة، بما في ذلك وصولها إلى جميع مراكز القرار، مع تطبيق نظام الكوتا بنسبة 30%، والحفاظ على الحقوق المتساوية للجميع رجالًا ونساءً".
وأكدت على ضرورة أن يكون للمرأة "دور فاعل وحقيقي، والنساء لديهن خبرات في مختلف المجالات المهنية والسياسية لذلك يجب أن تحضرن مختلف اللجان من التحضيرية إلى المؤتمر العام".
ولفتت إلى أهمية العمل على الأرض "لدينا برامج مختلفة منها برنامج المشاورات الوطنية، وهو أحد أعمدة الحركة الأساسية، ومنذ عام 2018، تواصلت العضوات مع نساء مناطقهن ومدنهن سواء في السويداء، أو طرطوس، وكذلك قامشلو، وعقدت عدة جلسات حوارية، وآراء المشاركات تغني حركتنا بإضافات مهمة وبناءة".
ووجهت راوية الشمر رسالة للنساء السوريات المعتكفات عن العمل السياسي قالت فيها "لم يسلم الرجال والنساء من انحسار العمل السياسي بسبب هيمنة الدولة والقمع الأمني لكن علينا الاستفادة من هذه المرحلة، ونأمل أن يكون هناك انفتاح على الحوار والأخذ بجميع الآراء دون خوف فالساحة السورية خصبة ومتنوعة والجميع تقع عليه مسؤولية المشاركة في بناء سوريا المستقبل".