الإفراج عن قاتل عائشة تايوراك... الطب الشرعي تجاهل الأدلة

قُتلت آلاف النساء على أيدي رجال في تركيا في السنوات العشرين الماضية، وارتفع عدد القتلى بشكل حاد في السنوات الأخيرة. النساء اللواتي بدأن بالتحرك على إثر حوادث الموت المريبة، تسلطن الضوء على حقيقة أن وراء كل حالة وفاة مشبوهة هناك بالتأكيد جريمة قتل

قررت النيابة العامة الإفراج عن آدم تايوراك الذي اعتقل في فارقين بعد الوفاة المشبوهة لعائشة تايوراك. الطب الشرعي لم يهتم بآثار الضرب على ظهر ورقبة عائشة، وقال إنه لا يوجد دليل طبي على أنها أُعدمت قسراً.
 
مدينة مامد أوغلو
آمد ـ . عندما تكون نتيجة التحقيقيات هي لصالح النساء، فإن القضاء لا يحقق بشكل كافٍ في الحادث، ويحدث أن تم تبرئة العديد من الجناة. حُكم يوم أمس الثلاثاء 21 كانون الأول/ديسمبر، في قضية مقتل عائشة تايوراك البالغة من العمر 41 عاماً، والتي يُزعم أنها فقدت حياتها في 8 تموز/يوليو الماضي في منطقة فارقين في آمد.
 
قال أبناؤها: لا انتحار... بل جريمة
عندما عُثر على عائشة تايوراك ميتة في مطبخ منزلها في 8 تموز/يوليو الماضي، قال أطفالها "ليست عملية انتحار بل جريمة" في إشارة إلى توجيه أصابع الاتهام إلى والدهما، آدم تايوراك. قال اثنان من الأطفال إنهما شهدا بأن والدهما دخل المنزل ليلة الحادث، وضرب والدتهما على ظهرها ووضع يدها على رقبتها. قال الأطفال والجيران أيضاً أن عائشة تايوراك تعرضت للعنف المنهجي من قبل آدم تايوراك وحُكم بينهما بالتفريق مرتين. وكانت عائشة ناشدت المنظمات النسائية بسبب هذه الصعوبات ودعت إلى دعمها ومساعدتها. تم القبض على آدم بتهمة القتل بعد شهادة منظمات نسائية وشهادة أطفال عائشة تايوراك، وأفرج عنه بعد تقرير الطب الشرعي يوم أمس الثلاثاء.
 
تم تجاهل الآثار الظاهرة نتيجة الكشف الحسي
بعد ستة أشهر، تمت إضافة تقرير الطب الشرعي في اسطنبول إلى ملف التحقيق والذي لا يحتوي إلا على مذكرة التوقيف وتقرير التشريح الأولي. ذكر تقرير مؤلف من 16 صفحة أرسل إلى مكتب المدعي العام في فارقين أن عائشة تايوراك فقدت حياتها نتيجة الإعدام. وأشار التقرير إلى أن الآثار التي ظهرت في الفحص الخارجي تثبت أن التغييرات الصادمة في فحص التشريح الخارجي بسبب خصوصيتها وشدتها لا يمكن أن تؤدي إلى الوفاة من تلقاء نفسها، لافتاً إلى أنه لا يوجد دليل طبي على وفاة الشخص نتيجة للصدمة سوى أن يكون تعرض للإعدام.
 
لم يتم العثور على دليل طبي بخصوص الإعدام القسري
وجاء في نهاية التقرير "نتيجة لتشريح الجثة، ظهرت كدمات في النسيج العضلي تحت السلك المحيط برقبة الشخص، وورد في المعلومات الواردة في ملف الطب الشرعي إن الإجراء وقع أثناء وجود الضحية على قيد الحياة؛ عندما تم العثور على الضحية ميتة في حمام منزلها، تم العثور على كدمات في الانسجة العضلية حول العنق، الملاحظات مجهرية للأعضاء الداخلية، وفحص البيئة التي فيها تم العثور على الجثة، ومراجعة نتائج التحقيق في مكان الحادث، تؤكد أنه لا يوجد دليل على أن عملية الإعدام نفذت بالقوة من قبل شخص آخر".
 
تم إطلاق سراح الجاني بعد التقرير
أفرج مكتب المدعي العام في فارقين عن أدم تايوراك، المشتبه به في جريمة القتل بعد صدور تقرير الطب الشرعي.