مهريبان سلام

حلبجة ـ شهدت بحيرة سيروان في مدينة حلبجة خلال الأسبوع الماضي نفوقاً جماعياً لعدد كبير من الأسماك، ما أثار قلق السكان المحليين والسياح والصيادين، هذه الظاهرة غير المعتادة دفعت الجهات المعنية إلى فتح تحقيق عاجل لتحديد الأسباب المحتملة وراء هذا النفوق.

ويعد نهر سيروان، الممتد من جسر تنكي سيد محمد وجسر التوقف وصولاً إلى الإمام الزامن ثم إلى خقارو وحلبجة ودربندخان، مصدراً مهماً للأسماك في المنطقة، ورغم الحظر المفروض على الصيد في بعض المناطق، لا يزال المواطنون يقصدون النهر كمصدر رزق وصيد.

واستجابةً لتزايد حالات نفوق الأسماك، قامت مديرية الزراعة في حلبجة ومديرية الثروة الحيوانية بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في أسباب هذه الظاهرة.

 

مؤشرات أولية على التلوث

خلال زيارة ميدانية لموقع الحادث، حصلت وكالات محلية على معلومات تفيد بأن مياه الصرف الصحي القادمة من المستشفيات تصب مباشرة في البحيرة، ما قد يكون سبباً رئيسياً في تلوث المياه وموت الأسماك.

وتحدثت بديعة محمود عن أسباب تلوث النهر وموت الأسماك "لقد كان هذا العام مختلفاً عن الأعوام السابقة، لقد أصبح الماء ملوثاً، ومياه الصرف الصحي من المستشفيات تصب كلها في البحيرة، مما يؤدي إلى موت الأسماك وعدم قدرتها على المقاومة، أصبحت البحيرة ذات رائحة كريهة، وهو ما يتسبب في انزعاج السكان والسياح".

من جانبها قالت الطبيبة البيطرية دلنيا فاروق "طريقة موت الأسماك وبأعداد كبيرة قد تشير إلى احتمال وجود تسمم، لكن يجب إجراء تحقيق دقيق للتأكد من ذلك".

وأوضح مسؤول قسم الثروة الحيوانية أن "النوع المتضرر يُعرف باسم سمك الرقة، وهو لا يتحمل درجات الحرارة العالية، فارتفاع درجات الحرارة قد يكون سبباً في نفوق هذه الأسماك. وقد قمنا بفحص المياه وهي نظيفة ولا توجد أي مشكلة تتعلق بالتسمم".

وتأتي هذه الأزمة في ظل تقارير سابقة عن تدهور البيئة في حلبجة، حيث سجلت إصابة أكثر من 2500 شخص بحالات إسهال وتقيؤ ناجمة عن تلوث المياه، كما أن المدينة لا تزال تعاني من آثار التلوث الكيمياوي الناتج عن القصف الذي تعرضت له عام 1988، حيث تستعد ثلاث وزارات اتحادية لفتح المقبرة الجماعية وتقييم التلوث الكيمياوي المتبقي.