مديرة صندوق النقد الدولي: خفض الانبعاثات مسؤولية تاريخية

طالبت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا قادة العالم المشاركين في قمة المناخ "كوب 26"، بخفض الانبعاثات الكربونية والالتزام بتقديم تعهدات سنوية للدول منخفضة الدخل

مركز الأخبار ـ مع بداية العام الجديد.
ناشدت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجينا أكثر من 120 من قادة العالم المجتمعين في قمة المناخ "كوب 26" التي بدأت في 31 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وستستمر أسبوعين متتالين في المدينة الاسكتلندية غلاسكو، للقيام بإجراءات حاسمة لخفض درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية، كما طالبتهم بإيجاد حلول لخفض الانبعاثات الكربونية "من باب العدالة والمسؤولية التاريخية" على حد تعبيرها.
ودعت الدول المتقدمة للوفاء بتعهداتها التي نصت على تقديم 100 مليون دولار أمريكي سنوياً للدول منخفضة الدخل مع بداية العام الجديد، وذلك من أجل تعويضها في حالة تم التخلي عن استخدام الوقود الأحفوري الذي اعتبره قادة العالم هو الحل الأنسب لخفض الانبعاثات الكربونية.
وأعربت عن قلقها من المستويات العالية لانبعاثات الكربون بحلول عام 2030 مقارنة بالتعهدات والوعود التي قطعها القادة للتقليل من الانبعاثات وخفض الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية، وقالت "حتى لو تم الوفاء بالالتزامات الحالية لعام 2030، فإن هذا لن يصل إلا لما بين ثلث وثلثي التخفيضات اللازمة لأهداف درجات الحرارة".
وأضافت "بغض النظر عن كيفية انتشار التخفيضات عبر مجموعات البلدان، يتعين على الجميع فعل المزيد"، وأكدت أن الأرقام الأخيرة تظهر أننا "ما زلنا بعيدين عن هذا الهدف".
ورأت أن وضع أسعار للكربون يمكن أن تلعب "دوراً مركزياً" في سياسة المناخ، وأن إصلاحات تسعير الكربون يمكن أن يعود بالفائدة على الفقراء حول العالم، وذلك من خلال استخدام إيراداته في تقوية شبكات الأمان الاجتماعي وزيادة ضريبة الدخل الشخصية، بالإضافة لاستخدامها في الاستثمارات العامة في مجال الصحة والتعليم.
وأكدت أن 135 دولة تسببت في أكثر من ثلاثة أرباع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لذلك حثت كريستالينا جورجيفا إلى الإسراع في اعتماد بنية تحتية تكنولوجية نظيفة، بالإضافة للتوسع في محطات شحن السيارات الكهربائية والاستثمارات في الطاقة منخفضة الكربون.
من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس "آن الأوان للقول كفى، كفى لانتهاك التنوع البيولوجي، كفى لقتل أنفسنا بالكربون، كفى للتعامل مع الطبيعة كمكب قمامة، كفى للحرق والحفر والاستخراج على أعماق أكبر، إننا نحفر قبورنا بأنفسنا".
وقد أعلنت الحكومة البريطانية أمس الاثنين 1 تشرين الثاني/نوفمبر أن أكثر من 100 من القادة الذين تغطي بلادهم 85% من غابات العالم، سيوقعون اليوم الثلاثاء 2 تشرين الثاني/نوفمبر على اتفاق تاريخي لحماية واستعادة غابات الأرض بحلول عام 2030.
وستكون البرازيل وروسيا من الدول التي ستوقع على الاتفاقية كونهما من الدول المتهمة بتسريع إزالة الغابات على أراضيها، بالإضافة للولايات المتحدة الأمريكية والصين وكذلك أستراليا وفرنسا.  
ويأتي مؤتمر غلاسكو الذي يأخذ أهدفه من اتفاق باريس التاريخي، الذي أبرم عام 2015، الذي شهد موافقة الدول على وضع حد للاحتباس الحراري العالمي عند "أقل بكثير" من درجتين مئويتين، مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي، في وقت تعكس ظروف الطقس الصعبة في مختلف أنحاء العالم التداعيات المدمرة لتغير المناخ الناجم عن استخدام الوقود الأحفوري على مدى 150 عاماً.
وكان قد توجه ناشطين شباب إلى اسكتلندا رغم العقبات الماثلة جراء الوباء، لمتابعة المؤتمر، وقالوا في رسالة مفتوحة صدرت عن عدد منهم، بمن فيهم الناشطة السويدية غريتا تونبرغ التي وصلت الأحد 31 تشرين الأول/أكتوبر بالقطار، "كمواطنين من مختلف أنحاء الكوكب، نحضكم على مواجهة حالة الطوارئ المناخية... لا العام المقبل ولا الشهر المقبل... الآن".