'للنساء دور فعال في حماية الموارد الطبيعية من الاستنزاف'

النساء تلعبن دوراً أساسياً وبارزاً في الحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئة، من خلال ترسيخ العادات والسلوكيات الفضلى لحماية الموارد الطبيعية من الاستنزاف.

رجاء خيرات

المغرب ـ أكدت الناشطة والباحثة في الكيمياء والتطوير سارة القباج أن النساء هن الأكثر تأثيراً وتأثراً بالبيئة، حيث إنهن قادرات على التوعية بأهمية ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية والحفاظ عليها، سواء كربات بيوت أو فاعلات وناشطات في المجال.

يعد الإجهاد المائي من أكثر القضايا التي تشغل المؤسسات المدنية المعنية بالبيئة والأفراد في السنوات الأخيرة بسبب ندرة المياه وتعاقب مواسم الجفاف وقلة الأمطار والتغيرات المناخية في المنطقة، وهو ما يضع النساء في موقع المسؤولية أمام هذه الإشكالية وغيرها من المشاكل البيئية والصحية، بحسب ما أكدته الناشطة والباحثة في الكيمياء والتطوير سارة القباج.

وأضافت أن النساء يمكن أن تلعبن دوراً أساسياً في الحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئية، فهن يقع على عاتقهن مسؤولية توفير بيئة سليمة لأطفالهن وتربيتهم وتوعيتهم بأهمية البيئة ودورها في العيش السليم، من خلال ترسيخ العادات الجيدة والسلوكيات لحماية الموارد الطبيعية من الاستنزاف، وأن هذا لن يتأتى في غياب الوعي لديهن بأهمية الموارد وضرورة حمايتها من الاندثار.

ولفتت إلى أهمية البرامج التوعوية بالنسبة للنساء بحكم قدرتهن على إدارة الموارد داخل المنزل وعدم تعريضها للاستنزاف وإعادة استعمال المياه بدل هدرها، والحد من الاستهلاك المفرط لبعض المواد، وكذلك مراقبة الأطفال أثناء الاستعمال اليومي للمياه.

وأكدت على دور الباحثات في مجال البيئة والمحافظة على الثروات الطبيعية، من خلال الأبحاث التي أنجزنها، "يكفي أن يتم إخراجها من الرفوف ومن أسوار الجامعة وتطبيقها على أرض الواقع، لأنها ستساهم في تقديم العديد من الحلول التي يمكنها أن تحد من الاستنزاف الذي تعرفه الموارد خاصة المائية منها".

ولفتت سارة القباج إلى أن الإجهاد المائي الذي تعانيه البلاد خلال السنوات الأخيرة، ناتج عن عدة ظروف طبيعية منها قلة الأمطار والاحتباس الحراري، بالإضافة إلى الاستنزاف المائي الذي تسببت فيه بعض القطاعات الأخرى منها الصناعة والفلاحة والري العشوائي، وأن المرأة هي المعنية الأولى بالحفاظ على الموارد المائية، بحكم قضائها وقت طويل في المنزل، لذلك ينبغي أن تتسلح بالوعي الكافي والحس بالمسؤولية للحفاظ على الموارد الطبيعية والمائية بشكل خاص.

وأضافت "هذه العوامل ليست وحدها مسؤولة عن استنزاف الموارد المائية، بل هناك سلوك بعض الأشخاص الذين لا يتعاملون بشكل عقلاني مع الموارد المائية، وهو ما نلاحظه في الحمامات الشعبية مثلاً، حيث يتم استهلاك كميات هائلة من المياه الصالحة للشرب بشكل عشوائي دون مراقبة ولا محاسبة".

وعن الحد من هذا الاستنزاف قالت سارة القباج إنه "تم طرح سياسات أخرى تعتمد على معالجة المياه العادمة، وهو مشروع كنت عضوة في فريقه لسنوات، يقوم على استعمال هذه المياه في ري الحدائق وملاعب الغولف المنتشرة في مدينة مراكش بكثرة، وكذلك من خلال تحلية مياه البحر التي تتطلب تكاليف باهظة بسبب استعمالها للطاقة الكهرمائية"، لافتةً إلى أن المياه الجوفية مهمة في توفير المياه الصالحة للشرب لذلك يجب المحافظة عليها وعدم استعمالها في عمليات الري وغيرها نظراً لقيمتها وندرتها.

وثمنت المجهودات التي قامت بها بعض الجهات العلمية، مثل تعاونية "SMART ALGUES" التي طورت طريقة ذكية في معالجة المياه العادمة عن طريق استعمال الطحالب المجهرية ومخلفات بعض الأسماك مثل "القريدس" في امتصاص الملوثات التي تحتوي عليها هذه المياه، مما يجعلها صالحة للاستهلاك البشري، وهو المشروع الذي بدأ يعرف طريقه إلى العديد من المشاريع الفلاحية داخل عدد من القرى بضواحي مراكش، كل ذلك بفضل الأبحاث التي قامت بها باحثات ومهندسات في هذا المجال.

وفي ختام حديثها أكدت سارة القباج على الدور البارز الذي تلعبه النساء في الحافظ على الموار المائية من الاضمحلال، من خلال الأبحاث التي تطورنها في مجالات علمية أخرى غير المائية مثل الطاقة، حيث هناك خبيرات في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما أنهن تسهمن بشكل فعال في نشر العديد من الأبحاث القيمة سنوياً في مجلات علمية دولية متخصصة، كما تعملن في الجامعات من خلال مواكبة الطلبة وتأطيرهم وتقاسم خبراتهن ومعارفهن بتكوين فرق علمية متخصصة وخلق مشاريع وبرامج تستجيب للسياسات العمومية، من خلال نهج مقاربة تشاركية مع مؤسسات أخرى لتفعيل هذه الأبحاث وتطويرها على أرض الواقع.