للمرأة الدور الأكبر في الحث على تعزيز الأمن البيئي
حثت روفند عبدو الإدارية في مديرية البيئة بمدينة الحسكة شمال وشرق سوريا على ضرورة تعزيز الأمن البيئي وسط الثورة الصناعية التي سببت كوارث بحق الطبيعة.
دلال رمضان
الحسكة ـ كشفت مديرية البيئة في مدينة الحسكة بإقليم الجزيرة شمال وشرق سوريا عن مجموعة من المشاريع لتحسين الواقع البيئي في مدينة الحسكة في ظل ما تتعرض له من جفاف وتصحر بسبب قلة المياه التي قطعها الاحتلال التركي ومرتزقته.
عُرفت المرأة بارتباطها الوثيق بالطبيعة حيث وثقت في بعض الحضارات رموز لحماية الطبيعة، ودورها المساهم في تعزيز الأمن البيئي، وتوجيه الرأي العام والمجتمع لأساليب التعامل مع البيئة، لما تراه من مسؤولية على نفسها للحد من استنزاف الموارد الطبيعة مثل الطاقة والمياه.
عن أهمية المحافظة على البيئة قالت الإدارية في مديرية البيئة في مقاطعة الحسكة روفند عبدو "البيئة هي المكان الذي نعيش فيه فبقدر ما كانت صحية وسليمة خالية من التلوث انعكس ذلك بشكل إيجابي وصحي على حياتنا".
وبينت أن جهود مديرية البيئة في الحفاظ على نقاء البيئة يتطلب منهم اهتماماً كبيراً، مشيرةً أنهم يعملون على "زيادة الغطاء النباتي عبر التكثيف من افتتاح المشاتل، وغرس الأشجار"، مذكرةً بعدد من المشاريع التي قامت بها دائرة البيئة "باشرنا بمشروع صفر نفايات في كومينات مدينة الحسكة، إلى جانب التوعية البيئية في الكومينات والمدارس بالإضافة إلى فرض الشروط البيئية على المعامل، من خلال أقسام الرصد والتقييم البيئي".
وعن العلاقة الوطيدة بين المرأة والبيئة والنقاط التي تعرضا فيها للاستغلال أشارت أن "المرأة قريبة من الطبيعة والبيئة، فضلاً عن أن كلاهما تعرض للاستغلال من نفس الذهنية، فالبيئة تدهورت وتعرضت للكوارث منذ الثورة الصناعية، التي هي نتاج ذهنية الأنظمة الرأسمالية، التي كانت ولا زالت تعتمد على النظام الربحي على حساب تخريب البيئة واستنزاف الموارد الطبيعية، وكذلك المرأة استغلت بنفس السلطة والعقلية والهيمنة الذكورية".
وتعتبر روفند عبدو حماية البيئة أحد أبرز اهتمامات ثورة المرأة في المنطقة لأنها إحدى أهم المبادئ الأساسية التي يعتمدها المشروع الذي تنتهجه الإدارة الذاتية، وبينت أن هنالك ثلاثة ركائز أساسية وهي تحرير المرأة، والديمقراطية والأيكولوجية.
ولفتت إلى ضرورة محافظة المرأة على علاقتها بالطبيعة لأن "المرأة كلما ابتعدت عن الطبيعة والبيئة ابتعدت عن ذاتها أيضاً، وظهرت مؤخراً الكثير من الحركات النسوية الإيكولوجية هدفها حماية البيئة والعودة للمجتمع البيئي".
وترى روفند عبدو أن الإنسان جزء من الطبيعة ومن هنا تأتي ضرورة حمياتهما من الاستغلال عبر توحيد الحركات النسوية "يجب أن تتحد مطالب الحركات النسائية مع الحركات الأيكولوجية ليتحرر المجتمع من الاستغلال، لأننا نعتبر الإنسان جزء من الطبيعة وليس له سلطة عليها لاستغلالها، وعليه أن يحترمها، المرأة تعود إلى مجتمعها الطبيعي كلما تحررت، فالمجتمع لا يتحرر دون حرية المرأة، والمرأة لا تتحرر إذا لم تحل الأزمة الأيكولوجية".
كما ركزت على دور الأم والمعلمة في زرع حب الطبيعة والمحافظة على البيئة لدى الأطفال والطلبة، وأن تكون المرأة القدوة في المحافظة على البيئة.
وتطرقت إلى مساهمتهم في الرفع من نسبة الوعي لدى المجتمع تجاه البيئة "السنوات الماضية عملنا على زيادة التوعية البيئية في المدارس بمقاطعة الحسكة، إضافة إلى حملات توعوية بمقاطعة قامشلو، وإنشاء المشاتل البيئة لزيادة عدد الأشجار وتحقيق الاكتفاء الذاتي، إضافةً لمشاريع الغابات الاصطناعية، ومشروع صفر نفايات بهدف اعتماد الأهالي على فرزها وإعادة تدويرها، كل هذه المشاريع كانت نسبة المرأة فيها 70 بالمئة".
وكما كشفت عن خططهم لعام 2024 من أجل المحافظة على البيئة "نتطلع لمشاريع مستقبلية في الهيئة الخاصة بالمرأة من دراسات المرأة وتنفيذها وميزانيتها المالية، ومشاريع صناعة السماد الطبيعي، إلى جانب حملات التوعية في المدارس والتي ستتضمن التوعية من أجل النظافة وحملات المحافظة عليها بمشاركة الأطفال، وزراعة مداخل مدينة الحسكة بالإضافة إلى إنشاء غابات صناعية لما تتعرض له مدينة الحسكة من الجفاف والتصحر بسبب قلة المياه خلال السنوات الأخيرة، لعلها تحسن من الأجواء المناخية وخفض درجات الحرارة ولهذا يجب أن نركز على زراعة الأشجار، ومشاريع زراعية ضمن جبل كزوان، وأن تكون المرأة الجزء الأساسي لهذه المشاريع".
وعن تأثير قطع الاحتلال التركي للمياه على مدينة الحسكة قالت "تتحمل المرأة جميع أعباء وأعمال المنزل ناهيك عن الضغوطات المضاعفة نتيجة عدم توفر مياه الشرب فضلاً عن تضررها صحياً من التلوث البيئي فأي تلوث في المياه او الهواء، او التربة او الغذاء ينتقل إلى الجنين والطفل".
وأكدت الإدارية في هيئة البيئة روفند عبدو في ختام حديثها أنه "يتطلب من كل إنسان أن يكون له وعي بيئي داخله يتحمل المسؤولية البيئية تجاه مدينته وأرضه لأن المؤسسة لا تستطيع لوحدها حماية البيئة كذلك المجتمع يجب أن يتكاتف مع المؤسسات والكومينات لنؤمن معاً بيئة نظيفة من أجل مجتمع وحياة أفضل".