في يومه العالمي... دعوات للتحرر من استخدام البلاستيك

يعد التلوث البلاستيكي من أهم القضايا البيئية، وقد تم تحديد يوم 25 أيار/مايو باعتباره اليوم العالمي للخلو من البلاستيك. وفيه تتم التوعية بالتلوث البلاستيكي، وخاصة البلاستيك ذو الاستخدام الواحد، وشعار هذا العام "لا تشتري، لا تقبل، لا تستخدمه".

مركز الأخبار ـ يعد الخامس والعشرين من أيار/مايو يوم عالمي للتحرر من البلاستيك والهدف منه رفع مستوى الوعي حول النفايات البلاستيكية، وخاصة ذات الاستخدام لمرة واحدة، وتشجيع الناس على عدم استخدامها.

بحسب إحصائيات المنظمات البيئية، يتم إنتاج أكثر من 380 مليون طن من البلاستيك في جميع أنحاء العالم كل عام، ونصفها للاستخدام الفردي، أي يتم التخلص منها بعد الاستخدام لمرة واحدة فقط، وتشمل هذه المواد البلاستيكية زجاجات المشروبات وتغليف المواد الغذائية المنزلية وتغليف أغذية المصانع والأكواب التي تستخدم لمرة واحدة والقش والأغطية والأكياس البلاستيكية، وتستغرق هذه الأكياس ما بين 100 إلى 500 عام لتتحلل، اعتماداً على نوع البلاستيك.

وفي الوقت نفسه، يتم إعادة تدوير أقل من 9% من إجمالي البلاستيك المنتج في العالم، وعدا عن تلويث الغابات والمراعي والأراضي الزراعية وزيادة مواقع التخلص من النفايات، يتم إلقاء 11 مليون طن من البلاستيك في المحيطات كل عام، أما الأمواج والرياح وأشعة الشمس فهي تحول البلاستيك الموجود في المحيطات والأرض إلى جزيئات صغيرة تسمى اللدائن الدقيقة، وهي تسبب تلوث الماء والغذاء، وتدخل النظم البيئية للهواء والأرض، وتدخل في السلسلة الغذائية البشرية، وقد وجد العلماء جسيمات بلاستيكية دقيقة في دم الإنسان، على الرغم من أن آثارها الصحية لا تزال غير واضحة.

النفايات البلاستيكية تلوث الماء والتربة ولا تختفي مع مرور الوقت، فهي تتسبب بالضرر لملايين الكائنات البحرية والبرية كل عام، وتتشابك الحيوانات البحرية والبرية في النفايات البلاستيكية وينتهي بها الأمر بالغرق أو الاختناق أو الموت جوعاً، أو تناول البلاستيك والموت بسبب التسمم أو انسداد الجهاز الهضمي، والمعاناة من الآثار طويلة المدى لتناول المواد البلاستيكية الدقيقة والجسيمات البلاستيكية النانوية.

إن الجزيئات البلاستيكية الصغيرة المعروفة باسم اللدائن الدقيقة هي مادة محظورة بشكل عام عالمياً وتوجد بشكل رئيسي في مستحضرات التجميل وضارة بيولوجياً ولا تختفي، كما أنها تحتوي على مواد كيميائية سامة تبتلعها الماشية والأسماك ويمكن أن تدخل في النهاية إلى السلسلة الغذائية البشرية.

ويحتوي البلاستيك غالباً على مواد مضافة تجعله أقوى وأكثر مرونة وأكثر متانة، وهذا أيضاً يزيد من عمر إعادة تدويره في الطبيعة، وتستغرق بعض الأنواع خمسة قرون لتتحلل تماماً، كما يضر التلوث البلاستيكي على الأرض بالنظام البيئي وصحة الإنسان، ويهدد سلامة الأغذية بسبب إطلاق المواد الكيميائية الضارة في الأراضي الزراعية ومياه الشرب، ويزيد من أضرار الفيضانات بسبب انسداد الممرات المائية والأنهار، ويؤثر على التنوع البيولوجي، وله آثار طويلة المدى على صحة الإنسان.

مبادرة اليوم العالمي لعالم خالي من البلاستيك تم إطلاقها من قبل المنظمة البيئية " Free the Ocean تحرير المحيطات" عام 2019 لإزالة البلاستيك من المحيط وتهدف إلى لفت الانتباه إلى كمية البلاستيك التي يتم استخدامها ولتشجيع الناس على تجنب استخدام البلاستيك من نوع مرة واحدة ولو ليوم واحد.

 

طرق بديلة للبلاستيك

ويقول خبراء البيئة إن هناك طرقاً فعالة من حيث التكلفة لتقليل استهلاك البلاستيك، وأسهلها هو استبدال المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد بخيارات قابلة لإعادة الاستخدام. على سبيل المثال، شراء زجاجة ماء قابلة لإعادة الاستخدام أو كوب قهوة قابل لإعادة الاستخدام على المدى الطويل وهو ليس فعالاً من حيث التكلفة فحسب، بل إنه مفيد للبيئة أيضاً، كما أن شراء البضائع غير المعبأة من محلات السوبر ماركت المحلية يعد طريقة أخرى، وفي الوقت نفسه، يمكن أن يُطلب من تجار التجزئة إرسال البضائع دون تغليف بلاستيكي عند شحنها.

 

إيران هي الدولة الخامسة المستهلكة للبلاستيك في العالم

بحسب الإحصائيات تحتل إيران المرتبة 17 من حيث عدد السكان في العالم، حيث تنتج 500 ألف طن من البلاستيك، وهي الدولة الخامسة التي تستهلك البلاستيك في العالم.

وفي السنوات الأخيرة كانت هناك حملات عامة عديدة للحد من هذا الاستخدام وتنفيذ أنشطة واسعة النطاق من أجل التوعية ولكن لا تزال النفايات البلاستيكية بالقرب من الشاطئ والغابات والسهول والصحاري وغيرها، حيث يمكن رؤية جميع أنواع الأكياس والزجاجات البلاستيكية المتروكة في حضن الطبيعة، والسبب الرئيسي لهذا الاضطراب هو عدم وجود قوانين تمنع ذلك في إيران والتي لم تنضم إلى "الحركة العالمية للأكياس البلاستيكية" ولم تفرض أدنى قيود على استهلاك وإنتاج وبيع المواد البلاستيكية ذات الاستخدام لمرة واحدة.