'المياه مورد مهدد والوعي هو خط الدفاع الأول'
البشر والحيوانات والطبيعة في جميع أنحاء العالم أمام خطر حقيقي يتمثل باستمرار انخفاض منسوب المياه على مستوى العالم.

نورشان عبدي
كوباني ـ تعتبر أزمة المياه في العالم والشرق الأوسط خصوصاً مشكلة بيئية كبيرة تهدد بشكل مباشر حياة الإنسان واستقرار المجتمع، وهذا النقص سيؤثر على البيئة والثروة الحيوانية والطبيعية بشكل كبير وبذلك سيصبح الحصول على المياه سبباً رئيسياً للصراعات على مستوى العالم في المستقبل.
يعاني أكثر من 2 مليار إنسان من نقص في الحصول على المياه وتأمين مياه نظيفة، وأكدت الدراسات الأخيرة بأن موارد المياه الجوفية والأنهار والبحار في جميع أنحاء العالم والشرق الأوسط انخفضت مستوياتها بشكل كبير، وهذه المشكلة ستسبب للإنسان والطبيعة والحيوانات مشكلة وأزمة كبيرة.
وتعود أسباب انخفاض مستويات المياه إلى استخدام كميات كبيرة منها في الأراضي الزراعية التي تستهلك ما يقارب 70%، وكذلك أدى التغير المناخي إلى تراجع نسبة هطول الأمطار وذوبان الجليد بالإضافة إلى زيادة النمو السكاني، كما أن للتلوث دور كبير في انخفاض المياه كونه يجعل الكثير من الأنهار غير صالحة للشرب.
وإقليم شمال وشرق سوريا هو أحد أكثر المناطق تأثراً بهذه الأزمة، فعدا عن التغير المناخي وانخفاض منسوب هطول الأمطار وموجات الجفاف يستمر الاحتلال التركي بقطع المياه عن المنطقة التي تعتمد على نهر الفرات بتأمين الموارد المائية ولكن في الآونة الأخيرة فقد النهر حوالي أربعة مليارات متر مكعب من مخزونه الفعال، ويبلغ إجمالي المخزون في السد نحو 14 مليار متر مكعب، وأيضاً انخفض منسوب السد بمقدار 6 أمتار عن الحد الأقصى البالغ 304 أمتار فوق سطح البحر.
"أزمة عالمية"
وقالت الرئيسة المشتركة لمديرية المياه في مدينة كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا زوزان خليل أن العالم يعيش أزمة مائية حقيقة وكبيرة دفعت العديد من المجتمعات لرفع الصوت "تعتبر أزمة المياه أزمة عالمية وليست محلية، ولذلك يجب العمل على إيجاد حل لتأمين المياه لأن نقصها يهدد البشرية في جميع أنحاء العالم".
وأشارت إلى أسباب انخفاض منسوب المياه حول العالم "هنالك عدة أسباب لانخفاض منسوب المياه في العالم كزيادة ارتفاع درجات الحرارة أكثر من معدلاتها المعتادة، وزيادة حرائق الغابات والأشجار التي غيرت المناخ مما تسببت في انخفاض منسوب المياه الجوفية، وهذا ليس فقط في مناطقنا ولكن في العالم أجمع التي تعيش أزمة مائية حقيقة".
وأكدت زوزان خليل أن انخفاض منسوب المياه أجبر العديد من المجتمعات في الكثير من الدول حول العالم للهجرة والنزوح إلى أماكن تتوفر فيها المياه "لقد تخلى الناس عن أرضهم ومنازلهم وحياتهم من أجل تأمين مياه نظيفة وصالحة للشرب".
أما عن أزمة المياه في سوريا وإقليم شمال وشرق وسوريا خصوصاً قالت "تعتمد سوريا نهر الفرات كمصدر رئيسي لتأمين المياه الذي انخفض منسوبها عن السابق بشكل كبير، فقبل أعوام كان يتم ضخ 500 متر مكعب بالساعة، ولكن الآن انخفض هذا المنسوب إلى 150 متر مكعب في الساعة"، مؤكدة أن آثار هذا الانخفاض واضحة في السنوات الـ 10 الأخيرة.
"يجب المحافظة على الموارد المائية"
وحول جهود مديرية المياه في إقليم شمال وشرق سوريا بينت زوزان خليل "في مناطقنا نحاول تغطية نقص المياه لأن أنابيب سحب المياه بعد نقص المنسوب لم تعد قادرة على العمل، وضخ الكميات المطلوبة من المياه من أجل تلبية احتياجات السكان، وهذا تسبب بتوقف بعض المضخات لدينا في مقاطعة الفرات، وعدد من الآبار تحولت لمستنقعات ولم تعد قابلة للاستخدام وهذا أيضاً يتسبب بانتشار الأمراض".
وفي نهاية حديثها دعت الرئيسة المشتركة لمديرية المياه في مدينة كوباني زوزان خليل الأهالي للحد من هدر المياه "على شعوب العالم المحافظة على ما تبقى من مياه، وترشيد استهلاكها بشكل جيد في قطاعات الزراعة والصناعة وتحلية مياه البحار وإعادة تدويرها لتصبح صالحة للشرب ويجب أن تكون هناك حماية دولية للموارد المائية في العالم، بالإضافة إلى نشر وعي مجتمعي عن أهمية المحافظة على المياه والمواد المائية".