المرأة ودورها في نشر الوعي بمخاطر التغير المناخي
أكدت مختصات ليبيات في الشأن البيئي أن المرأة تُعد من أكثر الفئات تضرراً من مخاطر التغير المناخي في ليبيا والمنطقة، معتبرات إياه أحد أخطر الملفات التي تهدد المجتمعات، خاصة في المناطق الهشة مثل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

هندية العشيبي
ليبيا ـ تلعب النساء دوراً حيوياً في مكافحة تغير المناخ من خلال قيادتهن للتغيير السلوكي داخل الأسرة، والمساهمة في الزراعة المستدامة وإدارة الموارد الطبيعية، وتعزيز الابتكار في التقنيات الخضراء، والمشاركة في عمليات صنع القرار المتعلقة بالمناخ.
ازداد قلق العالم في السنوات الأخيرة بالتحولات البيئية في مناطق كثيرة من العالم، إلى جانب الارتفاع الملحوظ بنسبة الكوارث الطبيعية المرتبطة بالتغيرات المناخية بمقدار الضعف، وثلاثة أضعاف تقريباً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بحسب مركز المستقبل للدراسات والأبحاث المتقدمة.
وتقول المستشارة القانونية والإخصائية في برامج "شباب" للتنمية المستدامة ريما المسماري أن "موضوع التغير المناخي من أخطر الملفات وأهمها على الصعيد المحلي والدولي، والذي يرتبط بجهود كل دول العالم للحد من مخاطره"، موضحة أنه "على مؤسسات المجتمع المدني أن تعمل على مواكبة تطورات العالم الخارجي، وتنظيم برامج وأنشطة مختلفة تهتم بهذا الموضوع، لرفع الوعي بين النساء والشباب في كل المدن والمناطق الليبية".
وأكدت أن المرأة تُعد من أكثر الفئات تأثراً بتداعيات التغير المناخي، نظراً لهشاشتها الاجتماعية والاقتصادية، خاصة في المناطق الريفية والزراعية التي تعتمد عليها في تأمين سبل العيش، مثل المزارع ومصادر المياه، مشددةً على ضرورة تعزيز الوعي لدى النساء والشباب، باعتبارهم القوة الداعمة لنشر ثقافة التغير المناخي في المجتمع، بهدف الحد من مخاطره على المدى القريب والبعيد.
وتشير هيئة المرأة بالأمم المتحدة إلى أن النساء يساهمن في إنتاج نصف الغذاء العالمي، وتصل مساهمتهن في الدول النامية إلى نحو 80%، وبفضل خبراتهن كمزارعات اكتسبن مهارات التعامل مع آثار التغير المناخي والتكيف معها، من خلال تبني الزراعة المستدامة، واستخدام البذور المقاومة للجفاف، وتطبيق تقنيات زراعية منخفضة التأثير، وإدارة التربة العضوية، فضلاً عن قيادتهن لمبادرات إعادة التشجير والترميم على مستوى المجتمعات المحلية.
دور المرأة والشباب في التوعية المناخية
وأكدت الباحثة الأكاديمية المتخصصة في تقييم الآثار البيئية، منال كامل، على أهمية الدور الحيوي الذي تلعبه المرأة والشباب في نشر الوعي بمخاطر التغير المناخي، خاصة في ليبيا، بعد الكارثة التي شهدتها مدينة درنة عام 2023، والتي أودت بحياة الآلاف نتيجة للتغيرات المناخية المفاجئة.
وأشارت إلى أن النساء والشباب يُعدّون رواداً في العمل البيئي، من خلال مشاركتهم الفاعلة في المبادرات والمشروعات المعنية بالقضايا المناخية، ومساهمتهم في صياغة مخرجات السلام البيئي، مما يستدعي ضرورة دعمهم وتثقيفهم بشكل مستمر.
كما كشفت عن جهود مؤسسات مدنية لتنظيم مؤتمر عالمي حول مخاطر التغير المناخي في المنطقة، يستهدف المرأة والشباب والباحثين والمهتمين من مختلف التخصصات، بالتعاون مع جهات محلية ودولية، لافتةً الانتباه إلى الدور المحوري الذي يلعبه المجتمع المدني في تعزيز الوعي البيئي، من خلال تقديم الدعم الإنساني والخدمات النفسية والاجتماعية للمتضررين خلال الكوارث والأزمات.
والجدير ذكره أن هيئة المرأة التابعة للأمم المتحدة تؤكد أن أزمة المناخ تُفاقم الفجوة بين الجنسين، إذ تتحمل النساء والفتيات العبء الأكبر من آثارها، مما يهدد سبل عيشهن وصحتهن وسلامتهن بشكل خاص، ووفقاً لتقرير "لمحة عن النوع الاجتماعي 2024"، فإن التغير المناخي قد يدفع بحلول عام 2050 نحو 158 مليون امرأة وفتاة إضافية إلى دائرة الفقر، أي بزيادة قدرها 16 مليوناً مقارنة بعدد الرجال والفتيان المتأثرين.