في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة... بيت المونة يوفر فرص عمل للنساء
تهدف لجنة الاقتصاد التابعة لمجلس تجمع زنوبيا إلى توفير فرص عمل للنساء في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، من خلال افتتاح مشاريع تحقق النساء من خلاله استقلالهن المادي والاقتصادي.
يسرى الأحمد
الطبقة ـ أكدت العاملات في بيت المونة أنهن تقمن بصناعة مختلف أنواع المونة الشتوية والصيفية لتحقيق استقلالهن الذاتي ومساعدة النساء خاصة اللواتي تعمل في مجالات مختلفة.
تعمل لجنة الاقتصاد التابعة لمجلس تجمع زنوبيا في مقاطعة الطبقة بإقليم شمال وشرق سوريا منذ تأسيسها عام 2017على توفير فرص عمل للنساء، عبر افتتاح مشاريع متنوعة من بينها بيت المونة التي يوفر فرص عمل للنساء.
وفي كل موسم تتجهز العاملات في بيت المونة لأعداد أنواع مختلفة من المونة، ففي فصل الصيف يبدأ موسم شجيج الباذنجان والكوسا وتجفيف الملوخية، ورب البندورة ودبس الفليفلة، ومختلف أنواع المربيات، أما الموسم الشتوي يتضمن أعداد اللبن والجبنة واللبنة والقريشة وغيرها.
قالت الناطقة في لجنة اقتصاد في مجلس تجمع زنوبيا في مقاطعة الطبقة غالية محمد، إن لجنة الاقتصاد منذ تأسيسها تعمل على أطلاق مشاريع مختلفة، ومن أبرزها مشروع بيت المونة كون العمل فيه يناسب جميع النساء وبمختلف الأعمار، لافتةً إلى أن مشاريع المونة ساهمت في توفير الوقت والجهد للنساء خاصة الموظفات اللواتي لا تملكن الوقت لصنعها لذلك تقمن بطلبها من بيت المونة "نحاول قدر الإمكان تقديم المساعدة وتسهيل عملية الشراء، فهناك نساء لا تستطعن دفع المبلغ بشكل مباشر فنقوم بتقسيطها".
وأوضحت أن انخراط النساء ضمن مشاريع لجنة اقتصاد المرأة كان بمثابة مصدر حماية لهن، إذا حققت من خلالها استقلالها الاقتصادي والذاتي، مؤكدةً أنه لطالما عانت المرأة من قيود المجتمع خاصة بعد سيطرة داعش على المدينة، فكان من النادر رؤية امرأة تعمل، لكن اليوم انخرطت في جميع المجالات وكسرت المفاهيم التي تمنع تواجدها ضمن سوق العمل.
وأشارت إلى إن المرأة لعبت دوراً بارزاً منذ اندلاع ثورة روج أفا وحققت خلالها العديد من الإنجازات وفق مبادئ مشروع الأمة الديمقراطية وتطبيق نظام المساواة بين الجنسين، مضيفةً أن الاقتصاد يعتبر من أهم وأبرز أعمدة بناء المجتمع لذا يقع على عاتق المرأة ان يكون لها دور في النهوض به وتطويره.
وأكدت أن هناك العديد من خطط العمل يتم نقاشها كمشروع صناعة المعجنات والحلويات، ومشروع تربية المواشي "سنقوم بافتتاح مشاريع مشابهة حتى نحقق اكتفائنا الذاتي في سوق العمل".
من جانبها قالت عوش محمد الأحمد إحدى العاملات في بيت المونة "بعد قيام لجنة اقتصاد المرأة بافتتاح مشاريع مختلفة منها بيت المونة لم أتوانى للانضمام إليها، بهدف وتأمين مصاريف المنزل"، موضحةُ أنه خلال عملها لم يتغير عليها شيء فأعداد المونة بمختلف أنواعها ليس بأمر جديد عليها.
وأضافت "أعمل كل عام على أعداد المونة في منزلي ففي كل فصل يوجد موسم خاص لصناعة المونة، ففي فصل الصيف نقوم بأعاد المونة الصيفية والتي تتضمن قطف الملوخية وتجفيفها، وصناعة دبس بندورة والفليفلة إضافة لكافة أنواع المربيات، أما في الموسم الشتوي نصنع الألبان ولأجبان واللبنة والمكدوس".
وحول أهمية مشاريع المونة في المنطقة أوضحت "تعد المونة من أساسيات الطعام لدى الأهالي في المنطقة، لذا هناك العديد من الطلبات التي تأتينا من قبل الأهالي والنساء، إضافة إلى أننا نقوم بتصديرها في الأسواق".
وعن اختلاف المونة المنزلية عن المونة الصناعية قالت "يفضل الأهالي صنع المونة المنزلية كونها تختلف عن الجاهزة، فالمونة التي تصنع في المنزل أكثر نظافة وتتميز بجودة طعمها الطازج وبموادها الطبيعية الخالية من المواد الكيمائية عكس الصناعية التي تسبب الكثير من الأضرار".
أشارت إلى أنه هناك عدة مراحل وخطوات لصناعة المونة وتختلف كل مادة بطريقة صنعها "نقوم بصناعة أنواع المربيات لأننا في التوقيت المناسب لصناعتها أضافة لرب البندورة والتي تمر بعدة مراحل فنقوم بتقطيع البندورة وطبخها على النار حتى يصبح عصير رائب، ثم ننشرها على الأسطح تحت أشعة الشمس لعدة أيام الى حين تجفيفها وتعبئتها في مطربانات زجاج للحفاظ عليها".
وشددت على أنه يجب أن تنخرط المرأة في كافة محافل الحياة وتعمل في جميع مجالات العمل والتي سيكون بوابة لكسر كافة المفاهيم الخاطئة التي تسعى لأقصاء دورها في المجتمع "أن افتتاح تلك المشاريع سيساهم في توفير فرص العمل للنساء وبالتالي ستحققن نهضة في الإنتاج المحلي في المنطقة".