بمشروعها الخاص ألهمت العديد من النساء
لأول مرة في مقاطعة دير الزور بإقليم شمال وشرق سوريا، امرأة تفتتح مشروعها الخاص في مجال تربية النحل، مما يمثل خطوة رائدة ومميزة في عالم ريادة الأعمال النسائية في المقاطعة.
زينب خليف
دير الزور ـ حمده العبد الله إحدى أبرز النماذج الملهمة للمرأة الريفية التي تحدت الظروف وابتكرت لنفسها مساراً في مجال تربية النحل، ومن خلال شغفها العميق بتربية الحيوانات، استطاعت تأسيس مشروعها الخاص الذي يعكس روح الإصرار والعزيمة لدى المرأة.
رحلتها بدأت كهواية، لكن سرعان ما تحولت إلى قصة نجاح ملهمة حول قدرة المرأة على تحقيق ذاتها وطموحاتها في مجالات غير تقليدية، حمده العبد الله إحدى نساء مقاطعة دير الزور تمكنت من تأسيس مشروعها الخاص في تربية النحل، تحدت التقاليد بمشروع الذي عكس شغفها في تربية الحيوانات بعد أن اكتسبت الخبرة الكافية في مجال تربية النحل من خلال الأقارب، وبتطوير ذاتها ومهاراتها أصبحت مثالاً تحتذي به نساء مجتمعها.
وعن بداية مشروعها، قالت حمده العبد الله إنه بدأ بزيارة أقارب لها يهتمون بتربية النحل، حيث شاهدت عملهم المتقن وإنتاجهم الجيد وتعلمت منهم كيفية العناية بالنحل على كافة النواحي، مما زاد من حماسها للقيام بهذا العمل، بعد ذلك بدأت بالسؤال عن ثمن صناديق النحل وكمية النحل المناسبة للبدء بهذا المشروع.
تابعت حمده العبد الله حديثها بالقول "يتطلب الأمر متابعة مستمرة، حيث يجب فحص إطارات الشمع كل 20 يوماً للتأكد من سلامة الخلايا، أحياناً أُلاحظ أن الملكة قد غادرت الخلية، مما يتطلب مني اتخاذ إجراءات لتأمين الخلايا وملكات جديدة".
على مدى خمس سنوات عملت على تطوير مشروعها، لكن تربية النحل ليست مجرد هواية، بل تتطلب الكثير من الرعاية والاهتمام على حد قولها، "يحتاج النحل إلى الماء والأزهار والبيئة المناسبة، في فصل الصيف يعاني النحل من انخفاض الإنتاج والحركة بسبب ارتفاع درجات الحرارة الأمر الذي يؤثر على صحته وإنتاجه، كما أن سوء التغذية قد يؤدي إلى هجر النحل لخلاياه".
كما أكدت حمده العبد الله أنه رغم شغفها الكبير بتربية النحل، إلا أنها واجهت تحديات مادية في استمرارية مشروعها، فالإنتاج لم يكن كافياً لتوفير دخل مناسب لعائلتها، حيث كانت الكميات التي تنتجها لا تغطي الطلب أو احتياجات الأهل، لذلك كانت بحاجة إلى دعم مالي لتطوير المشروع وزيادة الإنتاج.
وعن أنواع النحل أوضحت أن هناك عدة أنواع رئيسية من النحل، منها نحل العسل الأكثر شيوعاً في مجال تربية النحل لإنتاج العسل، حيث يتميز بإنتاجه لكميات كبيرة وقدرته على التكيف مع البيئات المختلفة، أما النحل الطنان يُستخدم في تلقيح النباتات لكنه ليس مصدراً رئيسياً للعسل، إلى جانب النحل البري الذي يُعتبر أقل شيوعاً ولكنه يُستخدم في بعض المناطق لإنتاج العسل.
وبحسب حمده العبد الله تعتبر تربية النحل مجالاً غنياً بالفرص، حيث ينتج النحل العسل ومنتجات أخرى، وللعسل عدة أنواع بناءً على مصدر الرحيق "كل عسل يتميز بنكهته الفريدة فعسل الحمضيات يستخلص من أزهار أشجار الحمضيات، طعمه مميز ومنعش، أما عسل البرسيم يُعتبر عسلاً خفيفاً ولذيذاً، يُنتج من أزهار نبتة البرسيم، وهناك عسل السدر الذي يعد من أغلى أنواع العسل وأفضلها ويُنتج من أزهار شجرة السدر".
وعن صعوبات العمل التي تواجهها قالت إن كونها امرأة كان ذلك أصعب ما قد تواجهه في مجال غالباً ما يكون حكراً على الرجال، لكن تصميمها على النجاح وإبراز قدرات المرأة كانا سبباً لنجاحها، وتأمل أن تكون مثالاً تحتذي به النساء الأخريات، وتشجعهن على دخول هذا المجال إيماناً منها بأن لا شيء مستحيل إذا كان لديهن الشغف والعزيمة.
وفي ختام حديثها وجهت حمده العبد الله رسالة للنساء قالت فيها "لا تخفن من التحديات، بل استمررن في العمل على مشاريعكن الخاصة ولا تستسلمن للصعوبات، وعلى المجتمع دعم النساء الطموحات لتمكينهن من تحقيق أحلامهن"، معتبرةً أن عملها في تربية النحل مثالاً ملهماً للعديد من النساء، وأن شغفها وعزيمتها على النجاح يعكسان قوة الإرادة والإصرار على تحقيق الأهداف.