الاستقلال الاقتصادي... السبيل لتحقيق حرية المرأة

تسعى الكثير من النساء لتحقيق استقلالهن الاقتصادي، من خلال افتتاح مشاريع صغيرة أو العمل بمجالات عديدة.

سيبيلييا الابراهيم

الرقة ـ أكدت سهام زيدان عبدي نازحة من تل أبيض/كريسبي المحتلة، على أهمية اعتماد المرأة على ذاتها وتفعيل مشاريع خاصة بها لتحقيق استقلالها الاقتصادي الذي سيكون السبيل الوحيد لتحررها.

تشهد سوريا أزمة كبيرة على مدار السنوات التي مضت عقب الثورة التي تحولت فيما بعد إلى أزمة عالقة والتدخلات الخارجية التي ساهمت بتعميقها وعلى رأسها تركيا التي احتلت عدد من مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، لتقوم باتباع سياسة التهجير القسري والتغيير الديموغرافي، ليزيد ذلك من معاناة المهجرين قسراً من مناطقهم، إلى جانب الحصار الاقتصادي الذي تشهده المنطقة، مما دفع العديد من النساء للبحث عن فرص عمل وافتتاح مشاريع صغيرة خاصة بهن، ومن هؤلاء النساء سهام زيدان عبدي نازحة من مدينة تل أبيض/كريسبي المحتلة، تقطن حالياً في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا.

وفي إحدى زوايا الحياة الصعبة والمليئة بالتحديات، تحاول سهام زيدان عبدي ذات الـ 24 عاماً، أن تغير من واقعها من خلال الاعتماد على ذاتها والعمل في أكثر من مجال، إذ نزحت مع زوجها وأطفالها الخمسة من مدينة كريسبي المحتلة إلى مقاطعة الرقة بسبب احتلال الدولة التركية للمنطقة، تاركة خلفها منزلها وكل شيء اعتادت عليه، ولكنها لم تترك إرادتها القوية وحبها لعائلتها وأطفالها وتمسكها بأرضها على أمل العودة.

في مدينة الرقة، بدأت سهام زيدان عبدي تواجه واقعاً جديداً مكللاً بالتحديات نتيجة الواقع المعيشي الصعب، حيث قالت "كان واقعنا في مدينة كريسبي مستقر وجيد من الناحية الاقتصادية لكن عقب احتلالها وخروجنا منها لم نستطع أن نجلب معنا شيء وفي ظل هذه الظروف العديد من سكان المدينة اختاروا أن يغادروا البلاد بأكملها، بينما كان اختياري النزوح إلى مقاطعة الرقة حيث عشنا في منزل بالإيجار لأنه لم يكن لدينا سكن محدد على أمل أن تتحرر مدينتنا ونعود يوماً ما إليها".

ورغم قسوة الظروف أرادت أن تصنع من الصعاب فرصة جديدة "قررت أن استثمر مشروع صغير وهو أن أجلب القليل من البضاعة من العراق كمستحضرات التجميل وملابس الأطفال والألبسة النسائية والزي الكردي وبيعها إلى أهالي الحي والأصدقاء بأسعار معقولة على حسب الطلب".

ولتحسين دخلها وتأمين احتياجات عائلتها تعمل مربية في روضة للأطفال إلى جانب عملها في بيع المستلزمات "أعمل في روضة الأطفال، وكأحد الأسباب التي دفعتني للعمل في أكثر من مجال هو توفير التعليم لأطفالي وتلبية احتياجاتهم خاصة في الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء الأسعار العمل يتوجب على أكثر من فرد ضمن العائلة لتوفير قوت يومنا".

وبالرغم من انشغالها بالعمل، وإدارة مشروعها لم تنسى واجباتها العائلية، حيث قالت "استيقظ في الصباح الباكر لتجهيز أطفالي للذهاب إلى المدرسة، وابدأ بتجهيز نفسي وطفلتي الصغرى للذهاب إلى الروضة، ومن ثم انطلق إلى عملي الذي يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً إلى غاية الساعة الرابعة عصراً، وبعد انتهاء عملي أعود إلى منزلي لأبدأ بأعمالي مثل التنظيف وإعداد الطعام، ليبدأ بعدها النساء الراغبات بشراء مستلزماتهن بالتوافد لغاية ساعات متأخرة من المساء".

وأكدت أن "أحد أحلامي وطموحاتي هو توسيع مشروعي وأن يصبح لدي متجر كبير خاص لبيع مستحضرات التجميل والعديد من الأشياء، لأنني امرأة طموحة ولدي مساعي وأهداف كثيرة لتطوير ذاتي"، مبينة أن "المشاريع تبدأ من الأشياء البسيطة لتصبح مشاريع كبيرة".

واختتمت سهام زيدان عبدي حديثها بتوجيه رسالة بأنه يجب على كافة النساء الاعتماد على ذاتهن وألا تمدن أيديهن لأحد "لأن المرأة عندما تعتمد على ذاتها فهي تتحلى بالقوة وتعزز الثقة بنفسها وتلهم من حولها بالاقتداء بها".