مخيم الهول... كرة اللهب في إقليم شمال وشرق سوريا
من احتواء نازحي حرب العراق إلى مأوى لعوائل جهاديين يهددون العالم، هذا هو واقع مخيم الهول الذي أصبح شبه معتقل لآلاف العوائل التي انضم أفراد منها لداعش.

سناء العلي ـ سيلفا الإبراهيم
الحسكة ـ لا تنتهي تطورات مخيم الهول فبعد أن تناساه المجتمع الدولي واكتفى بدعم المنظمات الإنسانية لتغطي احتياجاته جاء سقوط النظام السوري ليفتح باباً جديداً من الأمل للمتضررين في المنطقة بإنشاء محكمة دولية تعيد كل شخص إلى دياره، وتنطفئ الجمرة المتقدة في إقليم شمال وشرق سوريا.
مخيم الهول ليس كأي مخيم فعدا عن خطره بضمه لأكثر النساء تطرفاً على الإطلاق هو مدينة كاملة عدد الموجودين فيه أكثر من عدد سكان مدينة الهول نفسها، وعند زيارتك له ستعرف قيمة الأمان، الذي لن تشعر به إلا عندما تبتعد سيارتك عن تلك القنبلة الموقوتة، ولكن ليس الخوف وحده ما يتملك قلبك هناك الألم على هؤلاء الأشخاص ضحايا الفكر المتشدد وخاصة الأطفال الذين لا ذنب لهم إلا أن أمهاتهم وآبائهم لم يكونوا على وعي كافي لإنشاء عائلة سليمة في ظروف أفضل.
عودة آمنة وكريمة
في مخيم الهول وحسب آخر إحصائية رسمية تم الحصول عليها من الإدارة المدنية للمخيم ما تزال فيه 10274 عائلة من العراق وسوريا و42 جنسية أخرى، ويبلغ العدد الإجمالي للأفراد 36052 شخصاً أغلبهم نساء، ينقسمون حسب الفئة العمرية بين (0ـ11) عام (14887) طفلاً، والمراهقين والمراهقات بين (12 ـ 17) عاماً (7021)، وعدد النساء 11700 امرأة، والرجال 2444 رجلاً.
وقد انخفض هذا العدد مع إخراج مئات العوائل إلى قراهم في ريف دير الزور، كما أن العراق من أكثر البلدان تعاوناً مع الإدارة الذاتية في ملف الهول، فمنذ عام 2021 أعاد 13 ألف شخص، وبفضل ذلك انخفض العدد من 74000 عام 2019 إلى 36052 في الأشهر الأولى من عام 2025، وما يزال العراق ينسق لاستعادة جميع مواطنيه في المخيم حتى استكمال العودة الكاملة نهاية هذا العام.
لكن ما أثار غضباً واعتصامات داخل المخيم في الأيام الماضية هو أن شرط العودة يكون على البطاقة التي تحمل أرقاماً مختلفة لكل فرد من العائلة، وهو ما تسبب في انقسام العائلة بين عائد وباقي للدفعات القادمة، مع أن المدة الفاصلة للم شملهم لا تتجاوز الأشهر.
تقف فريال أحمد سليمان 30 عاماً والتي اتجهت مع عائلتها إلى مخيم الهول عندما قُصف منزلهم في الموصل، وقتلت 15 عائلة من أقربائها، عند المكتب المسؤول عن إعادة مواطني العراق غاضبة من قرار ترحيل قسم من العائلة وبقاء قسم آخر تقول إن اختها خرجت وبقيت هي وزوجات أشقائها، وتريد العودة بأسرع وقت إلى الموصل، لأن الوضع لا يطاق بعد أن قل الدعم الغذائي وحتى المياه خلال الفترة الأخيرة.
ليست هي وحدها المستاءة من الوضع فأيضاً اشتكت جميع النساء اللواتي قابلناهن من الصعوبات التي تواجههن ومنها انقطاع المياه لأيام وكذلك الخبز وذلك بسبب تراجع المساعدات الإنسانية عما كانت عليه في السابق بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خفض المساعدات الدولية الأمريكية بشكل كبير ولا سيما من خلال إلغاء 92 بالمئة من تمويل برامج التنمية والمساعدات الخارجية التي تقدمها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، هذا القرار قال عنه الأمن القومي العراقي أنه يعيق عملية إعادة العراق لمواطنيه.
ماريا داوود عبد كاسار تبلغ من العمر 56 عاماً وهي من الأنبار غادرت مدينتها جراء القصف واتجهت نحو سوريا وجاء اسمها مؤخراً ضمن المجموعة التي ستتم إعادتها لكن ابنها وابنتها سيبقون في المخيم حتى الدفعات القادمة، وبذلك لا يمكنها العودة لأن ابنتها مصابة برأسها ولا يمكنها تركها، وعن الخدمات الطبية المقدمة قالت إنها جيدة حيث تم اجراء عمليتين لابنتها التي أصيب في الباغوز بإخراج شظيتين وبقيت شظية وبذلك تحتاج لرعاية طبية وعملية ثالثة وتأمل استكمال علاجها في العراق.
عن تطورات عملية الإعادة قالت الرئاسة المشتركة لمخيم الهول جيهان حنان "نعمل حالياً على إعادة السوريات بشكل طوعي بالتنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، وربما ستبدأ السوريات بالعودة إلى مدنهن فمن جهتنا لا نمنع أحد من ترك المخيم ولكن يحتاج ذلك للتنسيق مع الحكومة الانتقالية أما بالنسبة للعراق فالقائمة تصلنا منهم بحسب أرقامهم على بطاقة المفوضية".
أيضاً تنقسم العائلات بسبب اختلاف جنسية الزوجين وهناك مئات الحالات من أزواج عراقيين وزوجات سوريات، وعندما سألنا جيهان حنان عن سبب عدم ترحيل السوريات مع أزواجهن أوضحت أن الأمر متعلق بالحكومة العراقية وأن هذه الزيجات تحتاج لإجراءات قانونية لأن الزواج غير مثبت بالمحكمة إذاً لا يمكن أن تذهب مواطنة سورية إلى العراق.
وهذا ما تعانيه جميلة رمضان ذات الـ 30 عاماً من مدينة البوكمال في دير الزور والتي تزوجت شخصاً من العراق، وجاء اسمه ضمن قائمة الخروج، لكن الحكومة العراقية ترفض استقبالها هي وأطفالها الأربعة، لأن الزواج غير مثبت في المحكمة، وعلى ذلك طالبت بإيجاد حل لمشكلتها "يرفضون إخراجنا إلى سوريا وكذلك إلى العراق. طفلي مريض وقرر الأطباء قطع ساقه، ونحاول إيجاد علاج له دون خسارتها، نريد حلاً فزوجي لاجئ من العراق ولم ينضم إلى داعش".
متمسكات بأيديولوجية التنظيم
لا يخفى على أحد أن مخيم الهول لم ينشأ لعوائل داعش بل كان ملاذاً للهاربين من الحرب التي أشعلها صدام حسين مع الكويت، وأعيد افتتاحه للاجئين من الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، ليصبح المكان الذي يأوي عائلات داعش الذي تم دحره في آخر معاقله الباغوز بريف دير الزور.
وفي عام 2019 قضت قوات سوريا الديمقراطية على داعش عسكرياً، وهي نفس القوات التي أكدت مراراً أن الفكر المتطرف لهذا التنظيم لم يمت وأن المخيم قنبلة موقوتة إذا لم تتضافر الجهود لتفكيكها ستنفجر وتودي بالعالم للهلاك.
فعند حديثنا مع العراقيات والسوريات لم تبدين أي ندم على انضمام ابنائهن وأزواجهن لداعش، وهذا سبب طبيعي لعدم وجود برامج تأهيل، لكنهن ابدين موقفاً أقل صلابة في الدفاع عن أيدولوجية داعش، أملاً منهن بالعودة إلى بلادهن، ومنهن من أنكرن علاقة عوائلهن بداعش، وقلن أن الحرب في الموصل والأنبار وحلب أجبرتهن على النزوح لينتهي بهن المطاف في الباغوز، ثم سلمن أنفسهن لقوات سوريا الديمقراطية التي نقلتهن إلى المخيم، وبدا هذا واضحاً من حديث العراقية فريال أحمد سليمان التي قالت "قسمنا ليس كقسم المهاجرات فنحن لا نؤذي أحد ونحب أن يزورنا الناس لكن أطفالنا محرومون من المدارس ويتشاجرون فيما بينهم لأن أجواء المخيم ليست مناسبة لنشوئهم".
أما النساء في قسم المهاجرات هن الأخطر على الإطلاق، ومصرات على أن قيام "دولة الخلافة" أمر محتم، والمسألة مسألة وقت بحسب مسؤولات أمنيات في المخيم، لأنه لا يمكن إجراء أي مقابلة مع إحداهن فعندما غامرنا للتصوير قريباً من السياج ركض أطفالهن لضربنا بالحجارة وشتمونا.
تبين جيهان حنان أن قسم المهاجرات يضم نساء وأطفال من 42 دولة وأيديولوجيتهم هي الأكثر تطرفاً بالمقارنة مع باقي الأقسام "النساء تقلن بشكل صريح أن داعش سيعود من جديد، ولذلك نواجه صعوبة في التعامل معهن، وبلدانهن لا تستجيب لمطالبنا في إجلاء رعاياها، وكذلك لا يوجد شيء بخصوص إنشاء محكمة دولية للبت في ملفهن".
أما النساء في قسم العراقيات والسوريات فتشددهن أقل وهذا يعود كما توضح جيهان حنان إلى أن "هناك عراقيين هربوا من داعش قبل عام 2019 ومن السوريين من هرب من القصف في عدة مدن، وحتى الذين عملوا مع داعش منهم من كان مرغماً وهؤلاء لا يمتلكون عقيدة التطرف كما في قسم المهاجرات اللواتي قدمن من بلاد عدة وحتى اللواتي تظهرن ندمهن يتم قتلهن من قبل المتطرفات".
أمينة حسن براهيم 60 عاماً من النساء اللواتي نفت أي ارتباط لها بداعش وقالت عن قدومها إلى المخيم أنه نهاية رحلة من النزوح "خرجنا من حلب نتيجة القصف واتجهنا إلى الصناعة ثم إلى كفر ناها ومن بعد ذلك إلى الجويم ثم قصدنا الشعفة ومنها إلى السوسة وبعدها إلى الباغوز بريف دير الزور، وانتهى بنا المطاف في مخيم الهول".
وتطالب الحكومة الانتقالية بالتحرك لإعادتهم إلى حلب "معي في المخيم عائلتّي ابني وابنتي، ونريد العودة إلى منازلنا التي سمعنا أنها نهبت، كما أن ابني يعاني من حصى في الكلى ولا يوجد له علاج في المخيم"، واصفةً الوضع بالمخيم بـ "السيء"، وتحتاج كفيل لتتمكن من الذهاب إلى مدينة الحسكة لعلاجه وتقول "لا نريد غير السلام".
تكثيف العصيان
ورغم أنهن تعترضن على سياسته التي بدت أقل تطرفاً بعد أن خفف أحمد الشرع "الجولاني" من ذقنه وارتدى ربطة العنق ليبدوا أقل تطرفاً ليتناسب مع منصب رئيس سوريا، ويحاول ضبط تطرف قواته التي تضم جهاديين من عدة بلدان، إلا أن هذا السقوط أحيا أملهن فمن استلم الحكم في دمشق طرف يعد مناصراً لفكر داعش، وهو ما رفع آمال النساء في قسم المهاجرات لتبدأ العائلات بالعصيان ما جعل الخطر قاب قوسين أو أدنى.
عن ذلك قالت عضوة قوى الأمن الداخلي في مخيم الهول نورشين حسين "مهمتنا ضبط الأمن في المخيم، فوجود عوائل داعش أدى لأن يكون هذا المخيم الأخطر في العالم، وهذا ما يجعلنا أمام تحديات بسبب العصيان الذي يقومون به بين فترة وأخرى، ولقد فرحوا بسيطرة هيئة تحرير الشام على الحكم في سوريا فقاموا بعصيان هو الأعنف على أمل أن ينصرهم جهاديو هيئة تحرير الشام ولكن ذلك لم يتحقق، ونفعل ما بوسعنا لمنعهم من الهروب لأن ذلك سيشكل خطراً على المنطقة وسكانها لما تحمله هؤلاء النساء وأطفالهن من أفكار متطرفة ونيتهم القيام بأعمال إرهابية كالتفجيرات وغيرها من خلال التنظيم مع الخلايا النائمة في المنطقة".
ومنذ 13 آذار/مارس جرى عصيان في قسم العراقيات والسوريات للخروج، كما كثفت المهاجرات من هجماتهن ودفعن الأطفال لإحراق مراكز المنظمات الإنسانية القريبة من السياج الفاصل، وقال موظف في إحدى المنظمات أن وحشية هؤلاء الأطفال دفعتهم لضرب بعضهم فأصيب طفل برأسه بينما قطع لسان آخر لكنهم لم يستطيعوا المساعدة لأنه لا أمان في دخول هذا القسم.
جيهان حنان أكدت أن هناك صعوبة في التعامل مع المهاجرات بسبب طبيعة ذهنية التطرف الموجودة لديهن "نواجه صعوبة في التعامل معهم، فخلايا داعش في المخيم نشيطة في مساعيها لاستمرار أدلجة القاطنين والقاطنات، وقسم المهاجرات يعد التحدي الأبرز لنا وقد شهد المخيم، وخاصة هذا القسم توتراً أمنياً في الأشهر الماضية لأن الآمال ارتفعت مع سيطرة جهاديو هيئة تحرير الشام، وكانت لديهم آمال بأن تمتد هذه السيطرة على جغرافيا إقليم شمال وشرق سوريا، وقد أخذ هذا العصيان شكل المظاهرات ومقاطعة السوق والمنظمات، ولكن في الوقت الراهن الوضع هادئ نسبياً".
وقالت المسؤولة الأمنية، أن جرائم قتل تحصل في قسم المهاجرات، ولا يمكنهم التدخل وقبل فترة تم قتل امرأة ودفنها ولم تُعرف هويتها، كما قالت إن المهاجرات يقمن باستغلال الأطفال الذين بلغوا، لإنجاب المزيد من الأطفال، وقد كشفت حملة الإنسانية والأمن الأخيرة عام 2024 عن وجود رُضع رغم عدم وجود رجال في هذا القسم.
وهو ما أكدته أيضاً نورشين حسين فرغم المراقبة والضبط الصارم لكل ما يدخل المخيم إلا أنه يتم في كل حملة أمنية العثور على الأسلحة والمواد المتفجرة "يصنعون المتفجرات يدوياً باستخدام بعض المواد الأولية التي يتم تهريبها لهم من قبل المتواطئين، ولدرء الخطر يتم تنظيم حملات بشكل دوري لتمشيط المخيم لنخفف قدر الإمكان من خطورتهم لأنهم يهددون أمن وسلامة المنطقة، فمخيم الهول وخاصة قسم المهاجرات قنبلة يمكن أن تفنجر في أي لحظة".
دولة مزعومة قائمة على جثث النساء وذواتهن
القتل ليس أن يفقد الإنسان روحه فهؤلاء الـ 11 ألف و700 امرأة وفتاة، عدا عن 3503 طفلة، فقدن ذواتهن بانضمامهن لهذا الفكر الأصولي المتشدد الذي يستهدف شخصية المرأة وأصالتها؛ لأن الدولة الإسلامية المراد تأسيسها لا تقوم إلا على جثث النساء لتصبحن مجرد أدوات لإنجاب المزيد من "أشبال الخلافة"، وإحياء الدولة الأكثر ذكورية في العالم، وتعيد موروثات تمتهن المرأة كسبايا وجواري.
فلتثبيت دعائم الإرهاب في العالم كان الضحية أيضاً 21908 طفلاً في هذا المخيم نتيجة مؤامرة ليست حديثة العهد بل نسجت خيوطها في حقبة الثمانينات فيما سمي "الصحوة لإيقاظ الناس من غفوتهم"، وكان من أجزاء هذا المخطط دعم أمريكا تأسيس تنظيم القاعدة في تسعينيات القرن الماضي، والأب الروحي لهذا الفكر الوحشي هو حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928.
وقد بلغ الإرهاب ذروته بتأسيس داعش عام 2014 هذا التنظيم الذي انشق عن جبهة النصرة وهي ذراع القاعدة في سوريا، ليكون أحمد الشرع "الجولاني" ثاني قيادي في أخطر التنظيمات الإرهابية يحكم بلداً بعد سيطرة طالبان على حكم أفغانستان عام 2022.
كما أن خطر داعش لم ينتهي فالإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا تمسك كرة من اللهب، وربما في ساعات من عدم الحرص أو التآمر الخارجي تركياً كان أو حكومياً مع المتشددين ستنتهي المنطقة، ويكون العالم أمام ثالث حكومة جهادية في العالم ويتحول الشرق الأوسط لخلافة جديدة تقطع الرؤوس في الشوارع وتصبح فيها النساء سبايا وعبيد.
وقد امتدت هذه الدولة المزعومة من محافظات غرب العراق إلى إقليم شمال وشرق سوريا، والخلاص منه كلف التضحية بآلاف الشبان وحتى البنية التحتية التي دمرت بفعل قصف التحالف الدولي لأوكارهم التي تعمدوا ربما أن تكون المدارس والمشافي والدوائر الخدمية، وقد أنهك إقليم شمال وشرق سوريا أمنياً واقتصادياً، وبدلاً من أن يستفيد الأهالي من كل هذه الخيرات التي تأتي من المنظمات الإنسانية تذهب جميعها لمخيم الهول، وإن كفت هذه المنظمات عن الدعم سيضطر أهالي إقليم شمال وشرق سوريا إطعام قاطني المخيم من أرزاقهم.
وعلى ذلك قالت جيهان حنان أن المخيم "يشكل عبء على الإدارة الذاتية التي تتعرض للهجمات الخارجية لذلك على هذه البلاد أن تعيد رعاياها، وقد رفعنا العديد من المطالب والنداءات من أجل ذلك لأن لا حل لهذا المخيم إلا بعودة كل شخص إلى بلده".
قرابين الإرهاب
يلعب الأطفال بالحجارة والأتربة وسط خيام مهترئة، تم حشو رؤوسهم الصغيرة بالانتقام والقتل واحتقار المرأة، ويضربون من يحاول الاقتراب منهم بالحجارة ويلقون الشتائم، فهؤلاء الأطفال من أقسى الجوانب التي ممكن أن تشاهدها في زيارتك لمخيم الهول.
ولذلك وجهنا هذا السؤال للرئاسة المشتركة للمخيم جيهان حنان، ما وضع برامج التأهيل؟ لتؤكد بكل أسف أن البرامج المقدمة من المنظمات الإنسانية تقتصر على برامج الدعم النفسي والتعليم أما برامج إعادة تأهيل فلا توجد ابداً "الظرف الذي يعيشه أطفال المخيم سيء فلقد عانوا من ذهنية داعش والمخيم يضاعف من الحقد والتعصب لأن المخيم مغلق وخلايا داعش تستهدف الأطفال في دعايتها".
وحتى المراكز التعليمية لا يرتادها جميع الأطفال والأنشطة الترفيهية كالملاعب وغيرها غير كافية لأن عدد الأطفال كبير جداً "الخدمات والدعم المقدم غير كافي لتغطية احتياجات جميع هؤلاء الأطفال وفي قسم المهاجرات لا تسمح الأمهات لأبنائهن بارتياد مراكز التعليم أو الأنشطة المقدمة من المنظمات".
أما نورشين حسين فتؤكد أنه لا يمكن التساهل مع هؤلاء النساء وأطفالهن لأنهم "ينظمون أنفسهم ويعاقبون كل من يخرج عن عقيدتهم أو القوانين التي يفرضوها ويحاكمون بعضهم، وهناك حالات من القتل وقد عثرنا على العديد من الجثث، عدا عن تصرفاتهم العدوانية تجاه كل من يقترب منهم بالحجار والاعتداء بأساليب مختلفة".