المرأة المصرية سيدة التاريخ ترزح تحت وطأة الذهنية الذكورية (1)

تعد الحضارة المصرية من أكثر الحضارات زخماً وتطوراً من حيث اعطاء قيمة للمرأة، مقارنة بالحضارات القديمة سواء في الشرق الأوسط أو روما أو غيرها

صفحات منسية من تاريخ المرأة المصرية في مصر القديمة

مركز الأخبار ـ ، ووثقت الكثير من الآثار والوثائق التاريخية التي عثر عليها الباحثون وعلماء الأثار في وادي النيل الحياة في تلك الحقبة، ومكانة المرأة المتميزة في ذلك المجتمع، ما يطرح سؤالاً حاضراً غائباً عن سبب انحدار مكانة المرأة المصرية خاصة في العصر الحديث، إذ تشهد مصر نسب مخيفة في جرائم قتل النساء، إضافة لمجتمع يحتكر لنفسه حرية المرأة لدرجة تصل إلى التعدي على كرامتها، مثل الختان وجرائم الشرف وفحص العذرية، وغيرها الكثير من الممارسات التي سنذكرها في هذا الملف، الذي سيناقش أوضاع المرأة قديماً وحتى وقتنا الحاضر. 
 
المرأة... التاريخ المنسي 
يشير التاريخ المكتوب والآثار المكتشفة إلى أن الحضارة المصرية ممتدة لأكثر من ثلاثين قرناً بدأت في العام 3150 ق.م تقريباً، وهذا التاريخ بدأ منذ سيطرة الرجل على الحياة وقيادة المجتمع من قبل النظام الذكوري.
لكن هناك تاريخ غير مكتوب يتم تجاهله عن قصد عند الحديث عن تاريخ مصر، وعن معظم الحضارات وهو التاريخ المخفي للمرأة الممتد لأكثر من خمسة آلاف عام ق.م، بالمقابل يتم الحديث عن التاريخ منذ بدأ السيطرة الذكورية على المجتمع، وظهور النظام الطبقي وما له من مساوئ.
يعد اكتشاف الزراعة في مصر، وخاصة حول النيل من أهم الاكتشافات التي ساهمت في تشكيل إمبراطورية عظيمة فيما بعد، ويعود الفضل بذلك للمرأة التي اكتشفتها مما زاد من مكانتها في المجتمع. 
حملت الأساطير قُدسية كبيرة للمرأة لا يختلف عليها اثنين في ذلك الوقت، وصفت بأنها رمز للحياة استناداً لقدرتها على الإنجاب، وفي موضع آخر لا يقل أهمية اعتبرت آلهة للخير والبركة والعطاء فهي تمنح طفلها الحليب، وبعد اكتشاف الزراعة أصبحت آلهة للخير وتم تجسيد ذلك من خلال إطلاق اسماء آلهة إناث أمثال إيزيس إلهة الفلاحة والأمومة والجمال و"حتحور" ربة الحب والأمومة و"سخت" إلهة الحقول.  
ربط المصريون القدماء بين الخصب والأمومة فاحتفلوا بعيد الأم في موسم فيضان نهر النيل، وتقام طقوس العيد في شهر هاتور أو حتحور وهو الشهر الثالث في التقويم المصري القديم يبدأ من 11تشرين الثاني/نوفمبر إلى 9 كانون الأول/ديسمبر، اختير هذا التاريخ نسبة للإلهة حتحور رمز الحب والجمال، ويتم الاحتفال من خلال وضع تمثال ايزيس وهي تحمل ابنها حورس محاطاً بالأزهار والقرابين والهدايا ويبدأ الاحتفال مع شروق الشمس.  
تشير أسطورة إيزيس وأوزوريس إلى تضحية المرأة من أجل ابنها ففي هذه الأسطورة حافظت المرأة المتمثلة بإيزيس على مكانتها بكونها المحرك الأساسي للأحداث ومثال للوفاء والتضحية. 
بحسب ما كشف لنا الفيلسوف والقائد الكردي عبد الله أوجلان فإن الفترة التاريخية المفقودة (تاريخ المرأة أو النظام الأمومي) تمتد لأكثر من 98 بالمئة من التاريخ، مما يؤكد لنا بأن ما وصلنا إليه إلى الآن ليس سوى أجزاء قليلة من التاريخ.
للجانب الروحي مكانة خاصة لدى جميع الشعوب قديماً وحديثاً، ولأن البشر في ذلك الوقت لم يستطيعوا تفسير الكثير من الظواهر الطبيعية لجأوا إلى عبادة قوة خارقة هي الآلهة، وكما يقال لو لم يكن الله موجوداً لاخترعناه، ولأن الجانب الروحي من أهم جوانب حياة الإنسان كان لتسمية آلهة إناث أهمية كبرى في تاريخ المرأة، تكشف لنا مكانة ليست بقليلة لها فهي المخّلصة والوجهة التي يقصدها البشر، ولما كان للحمل والولادة مكانة خاصة لدى الشعوب فقد كانت كما أسلفنا آلهة تهب الحياة.
وعلى ذلك انتشرت مجموعة كبيرة من الآلهة التي تحمي المرأة أثناء المخاض منها الإلهة "حقات" وهي على شكل ضفدع، وكذلك الإله "تاورت" الذي أخذ شكل وهيئة فرس النهر له صدر أنثى بشر ويساعده في مهمته الإله "بس" الذي هو على هيئة قزم.
ظهر الإله الذكر مقابل الآلهة الأنثى لكن بقيت المكانة الروحية الأكبر للآلهة الأنثى أمثال إيزيس وباخت وحات محيت وغيرها، وبعد فرض الرجل نفسه بدأ انتشار الآلهة الذكر وبذلك تشارك الجنسين مناصفة المكانة الروحية لدى الناس. 
توترت العلاقة بين الآلهة الذكور والآلهة الإناث وبدأ الصراع بعد أن تآمر الرجل على المرأة، لكن مع ذلك لم يستطع الرجل أن يتخلص من تأثير المرأة، تكشف الآثار الباقية تماثيل لآلهة ذكور برؤوس أو أجساد إناث منهم إله الحرب "باخت" الذي صور بجسد امرأة ورأس لبوة عليه قرص الشمس، كذلك كان إله الموتى "حتحور" على شكل امرأة تحمل تاج من قرنين بينهما قرص شمس، وصور في بعض الأحيان على شكل لبوة وبقرة وثعبان وشجرة وغيرها.
أما الكهنوتية فكانت وظيفة متوارثة وتستطيع النساء أن يكن كاهنات بغض النظر عن الطبقة التي ينحدرن منها (وتجدر الإشارة هنا إلى بدأ نظام طبقي في مصر القديمة)، وينحصر نشاطهن الكهنوتي في الغناء والرقص، والعزف الذي أبدعت فيه المرأة المصرية منذ نعومة اظفارها، وتشكل النساء الموسيقيات مجموعات تترأسهن "كبيرة الموسيقيات" وتكون عادة زوجة أحد كبار الموظفين، كما يقوم الملك بتعيين كاهنات للآلهة الإناث يحظين بدخل مادي كبير ومركز اجتماعي مرموق، وهناك نوع آخر من الكهنوتية وهو كاهنات جنائزيات يعملن في المسرحيات الدينية والجنازات وتحضير القرابين للموتى. 
 
حقوق المرأة... مساواة كاملة
تكشف بعض الوثائق والكتابات التاريخية حق المرأة في التملك، وإدارة أعمالها الخاصة دون الحاجة إلى وصي فكانت تمتلك الأراضي والعبيد والمال، وتكتب وصيتها وتمنح العبيد حريتهم، ولها الحق في التبني، وترث وتورث من تشاء وتحرم من تشاء من أملاكها. 
إضافة إلى أنها تستطيع إبرام العقود وتشهد على عقود الزواج، وتتمتع بحق التقدم بشكوى إلى المحاكم الموجودة آنذاك كما تبين بعض النصوص القديمة المكتوبة على الألواح الطينية والجير.
وأيضاً تمتعت المرأة بحقوق اجتماعية مساوية للرجل بحيث لم يتم التفريق بين مقابر النساء والرجال، وكانت المرأة المصرية تدفن في مقابر خاصة وتمنح القرابين والشواهد ونفس تجهيزات قبور الرجال، وتم اكتشاف مقبرة خاصة في وادي الملكات غرب مدينة الأقصر وهي عاصمة مصر في العصر الفرعوني تقع جنوب مصر، دفنت فيها ملكات وأميرات. 
 
ملكات جسورات 
مع بدأ عصر الأسرات وهي 30 أسرة حاكمة صنفها أحد الكهنة بدءً من الملك مينا بعد توحيده مملكتي مصر العليا والسفلى حوالي العام 3200ق.م، تقلدت المرأة مناصب مختلفة سواء في السياسة أو القضاء فكان يتم تعيبن النساء في المحاكم والقضاء.
لكن القلائل من المصريات القديمات استطعن أن يكن ملكات أو أن يستلمن إدارة البلاد بشكل منفرد وكما ذكرنا سابقاً كانت الملكة ترتبط دائماً برجل أو إله ذكر فيقال الزوجة الملكية أو زوجة الإله، إن أكثر ما يلفت الانتباه هو عدم وجود "فرعونة" مقارنة بـ "الفرعون" وكان يتم توريث العرش عن طريق الذكور بشرط مشاركة المرأة للرجل في الحكم، تقول الأسطورة إن من يستبعد زوجته عن الحكم يتعرض لغضب الشعب.
إذاً لم يكن يسمح للمرأة تولي العرش واستلام مقاليد الحكم بشكل منفرد، لكن يمكن لها ذلك في حال موت الملك ولم يكن له وريث، أو في حال كان الوريث بعمر صغيرة فتكون بذلك أمه وصية على العرش. 
وكحال جميع الممالك والقصور كان يوجد بيت للنساء، وكان يشرف عليه رجل يكون عادة متزوج على عكس الحضارات في الشرق الأوسط التي تعمل على إخصاء الرجال الذين يستوجب تواجدهم دائماً مع نساء الأسرة الحاكمة، وتساعده مجموعة من النساء، يتم اختيارهن على أساس الجمال، وفي حال موت الملك "الفرعون" فإن ابنه يرث كل شيء حتى زوجاته.
مع تطور الحضارة المصرية برزت المرأة بشكل أقوى في نهاية الأسرة السابعة عشرة أي بعد طرد المحتلين الهكسوس الذين استغلوا ضعف حكم الدولة الوسطى في عهد الأسرة الرابعة عشر وسيطروا على الحكم في مصر قرابة المئة عام.
ومن أشهر الملكات في مصر القديمة  الملكة "نفرتيتي" التي حكمت اثناء حكم زوجها "اخناتون" فرعون الأسرة الثامنة عشر في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ويعدها التاريخ من أقوى النساء في مصر القديمة، لكن وللأسف تم تشويه صورتها ومحو اسمها من السجلات التاريخية بعد وفاتها، وتظهر نفرتيتي في الآثار بتمثال من الحجر الجيري نحت عليه نصف وجهها، وعثر عليه عالم الأثريات الألماني "لودفيج بورشاردت" عام 1912م في تل العمارنة بمحافظة المنيا بصعيد مصر، وقام بتهريبه خارج البلاد، ولها تمثال آخر من الكوارتز الأحمر لكنه أقل شهرة.
من الملكات الشهيرات أيضاً الملكة "حتشبسوت" التي حكمت في الفترة الممتدة ما بين (1458ـ 1473 ق.م) كوصية على أبنها، وساد البلاد أثناء حكمها الأمن والاستقرار وبرز الفن والعمارة بشكل كبير، وأرسلت بعثات إلى الصومال واليمن بقصد التجارة وجلب البخور والعطور والتوابل وغيرها، وأعادت فتح مناجم الفحم والنحاس في شبه جزيرة سيناء.
وهناك ملكات لم يلقين شهرة كبيرة ولا يذكر التاريخ كثيراً كالملكة "مريت نيت" والتي يعتبرها علماء الآثار مفتاحاً لحكم الفراعنة، بعد أن عثر على مقبرة لها في عام 1900م في مدينة أبيدوس الأثرية. وهي تعود للعام 2970 ق.م، بعض المخطوطات أشارت إلى الاعتقاد بأنها حكمت البلاد بمفردها. 
وكذلك الملكة "خنت كاوس" من الأسرة الرابعة، والتي لعبت دوراً هاماً في تعاقب الأسرتين الرابعة والخامسة. يعتقد علماء الآثار أنها حكمت كوصية على ابنها، كتبت على باب الهرم الذي بنته في هضبة الجيزة "ملك الوجهين البحري والقبلي والأم الملكية وبنت الإله".
الملكة "سبك نفرو" هي أول امرأة تحكم مصر بشكل فعّلي ودون أن تكون وصية على العرش، لقبت بـ "سيدة كل النساء" تُذكر في التاريخ على أنها آخر ملوك الأسرة الثانية عشرة حيث حكمت في عام 1789 ق.م لمدة أربع سنوات فقط وهو ما ذكرته بُردية "تورين" التي تعد المصدر المباشر للبحث في تاريخ الحضارة المصرية، وقد ذكرت أكثر من 300 ملك وتفاصيل حكمهم، من منجزاتها الهامة استكمال بناء هرم والدها في منطقة هوارة، وبنت هرماً لها بالقرب من منطقة دهشور.
الملكة "أرسينوي الثانية" ولدت عام 316 ق.م وتوفيت عام 270 ق.م، حملت لقب ملكة مقدونيا بعد زواجها اثنين من ملوكها، أشارت الدراسات التاريخية إلى أنها حكمت مصر بمفردها، وحملت لقب "ملكة مصر العليا والسفلى".
الملكة "برينيكي الثانية" أو "برنيقة" ولدت عام 280 ق.م وتولت حكم مصر إلى جانب ابنها خلفاً لزوجها بطليموس الثالث، في العام 2010 كشفت بعثة أثرية عن بقايا معبد لها في منطقة كوم الدكة في الاسكندرية.
الملكة توسرت آخر ملكة تحكم مصر في الأسرة التاسعة عشرة، ليس هناك تاريخ دقيق حول مدة حكمها لكنها لا تزيد عن أربعة أعوام، المعلومات التاريخية عنها قليلة ومتضاربة.
الملكة نفرتاري ولدت عام 1300 وتوفيت عام 1250 ق.م، هي واحدة من أكثر الملكات شهرة، اشتركت مع زوجها في حكم البلاد، اكتشفت مقبرة لها عام 1904م وهي من أفخم وأعظم المقابر في وادي الملكات.   
 
الحياة الاجتماعية
تكشف الرسومات والبرديات عن بعض جوانب الحياة الأسرية لما لها من قيمة كبيرة في الحضارة المصرية القديمة. وفي هذه البرديات نجد أن تعدد الزوجات كان موجوداً لدى الملوك "الفراعنة" في مختلف العصور ومنتشر بين العامة وحتى الكهنة ولكن بشكل أقل ومقيد بموافقة الزوجة الأولى، وتعيش الزوجات في منزل واحد، مع العلم أن الزوجة الأولى هي من تحصل على الميراث، ولها الأولوية مهما كان للزوج من نساء. 
وكان المجتمع يشجع الزواج ويرفض العلاقات الخارجة عن إطاره، وفي إحدى البرديات يقول أحد حكماء الدولة القديمة وهو "بتاح ـ حتب" لابنه "إذا صرت رشيداً فأسس لنفسك بيتاً"، ونجد هذه التوصيات في الدولة الحديثة أيضاً حين يقول حكيمها ويدعى "آنى" وهو ينصح ابنه "يا بني أتخذ لنفسك زوجة وأنت شاب لترزق منها بولد".
كما قلنا سابقاً أن الحاكم الجديد يرث جميع ممتلكات الملك حتى النساء وهذا ما يندرج في خانة اعتبار المرأة أملاك خاصة، ونجد ذلك أيضاً من خلال قراءة الوصية التي نصح بها الحكيم "بتاح ـ حتب" وهو يحض الرجال على معاملة زوجاتهم معاملة طيبة حيث يقول للشباب المقبل على الزواج "احبب زوجتك داخل بيتك...اطعمها واكسها...أسعد قلبها طوال حياتك فهي حقل مثمر لصاحبها... لا تكثر من إصدار الأوامر لزوجتك في منزلها إذا عرفت أنها صالحة، لا تقل لها أين كذا؟ أحضريه لنا، إذا كانت قد وضعته في مكانه، بل راقب أعمالها بصمت". ونستنتج من الوصية شقين الأول هو سوء معاملة المرأة والذي لا بد كان منتشراً آنذاك فلم تأتي النصيحة من فراغ، أما الشق الثاني الذي يمكن فهمه من النصيحة هو وجود سلطة للرجل على المرأة.
أما عن بنود عقد الزواج وقضية الطلاق فتكشف أول وثيقة معروفة يعود تاريخها إلى وقت متأخر من القرن الرابع قبل الميلاد وتحديداً في عام (590 ق.م) أن الزواج يتم بقبول الطرفين، مع حفظ حقوق الزوجة حتى في حالة الطلاق، وجاء في البردية "لقد ربطت مشيئة الرب بيننا برباط الزواج المقدس، ولقد عرفت أنك اخترتني بحريتك، ووافقت عليَ بكامل إرادتك، وستكونين في بيتي السيدة الحرة، ولن أهملك وأهجرك أو أفرط فيكِ، وإذا قدر لنا أن ننفصل سوف أعطيكِ جميع حقوقك".
ويتم توثيق الزواج الذي يقوم بعقده الكاهن وحضور عدد من الشهود، ويشترط لإتمام الزواج دفع مهراً معين للمرأة، وعادة ما يكون من الفضة والقمح، كما ويضمن عقد الزواج التعهد من قبل الزوج بإعطائها حقوقها كاملة في حال كان هو المخطئ، أو في حال تزوج عليها أو طلقها بشكل تعسفي، ومن هنا نجد أن الطلاق وإنهاء الزواج كان بالدرجة الأولى من حق الرجل، لكن هناك حالات يمكن للمرأة طلب الطلاق فيها، ولكن في هذه الحالة ترد له نصف المهر، وتتنازل عن حقها في أملاكه.
وللزوجة حق تقديم شكوى إلى المحكمة في حال أساء لها زوجها، وعليه التعهد أمام شهود بعدم إيذائها لفظياً أو جسدياً، وتوضع شروط من قبل الزوجة لعدم تكرار الضرر مرة أخرى.
أما المرأة التي ترتكب الخيانة فإنها تتعرض للاحتقار الشديد من قبل الزوج والمجتمع، وبذلك يمكنه حرمانها من كافة حقوقها وأحياناً يقوم بقتلها مثل ما هو منتشر الآن تحت ذريعة "جريمة شرف".
كان يعتقد أن المجتمع الفرعوني المصري القديم أمومياً بشكل كامل لكن الابحاث التاريخية وجدت أن الابناء ينسبون إلى الأب أحياناً وإلى الأم في أحيان أخرى، وبدراسة سلسلة نسب من الدولة القديمة تتألف من 92 سلسلة وجد أن 44 نسب للأطفال يعود إلى الأب والأم و37 سلسلة ذكرت الأب فقط، و11 سلسلة ذكرت الأم، ويعتقد أن بعض هؤلاء الأطفال غير شرعيين، والبعض الآخر أبناء الملكات يتم نسبهم إلى الأم ليتسنى لها منحهم ميراثها ولقبها.
 
نظام الطبقية... الوجه القاتم لمصر القديمة
مع تراجع دور المرأة وانتشار النظام الطبقي باتت تتم التفرقة بين النساء على أساس طبقاتهن الاجتماعية حيث تتم معاملة المرأة الأجنبية الحرة بنفس مستوى المرأة المصرية الحرة، لكن النساء الاجنبيات اللواتي يتم جلبهن كأسيرات ليس لهن أي احترام ويعاملن كعبيد، يعملن في أراضي الإقطاعيين وفي المعابد كإماء ومملوكات خاضعات للرجال المصريين، ويتم استغلالهن كيد عاملة رخيصة، أما اللواتي يتمتعن بالجمال فيتم سوقهن إلى قصر الملك كجواري وراقصات.   
وكان نظام العبيد موجوداً في الحضارة المصرية وخاصة في الدولة الوسطى، وتتم التجارة بالعبيد ومعظمهم من النساء، فكان العبد يباع ويشترى ويؤجر كل ذلك مقابل أجر قليل. 
ومن ناحية التعليم الفتيات لم يكن يتمتعن بالتعليم كما للفتية إذا ما تم استثناء الأميرات وبنات الطبقة العليا ومع ذلك لا يوجد دليل تاريخي على ذلك.
أما الختان والمعروف بأنه جاء من مصر كان يمارس بكثرة قبل خمسة آلاف سنة كما يظهر فحص لجثث محنطة للمومياءات. 
وزواج القاصرات كان منتشراً أيضاً فكما أسلفنا سابقاً فإن المجتمع كان يولي أهمية كبيرة للأسرة ويطالب الشباب بالزواج عند البلوغ الذي يعدونه في عمر الـ 15 عاماً للفتى وأقل من ذلك للفتاة.
 
سناء العلي