زوزان بكر: الانتخابات البلدية خطوة مهمة نحو حل الصراع السوري
قالت المتحدثة باسم مؤتمر ستار زوزان بكر عن الانتخابات المحلية "إن الانتخابات التي ستجرى في 30 أيار، والانتخابات التمهيدية التي جرت قبلها، ستكون نموذجاً لحياة جديدة لكل القوى الداخلية والإقليمية بقيادة المرأة".
برجم جودي
كوباني ـ تقترب مكونات إقليم شمال وشرق سوريا يوماً بعد يوم من موعد الانتخابات البلدية التي ستجرى في 30 أيار/مايو الجاري في عموم مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا، وتُبذل جهود كثيرة من أجل إجراء هذه الانتخابات بالشكل الصحيح وتحقيق تطلعات المرأة والشعب بمعناها الحقيقي.
"لقد حققنا إنجازاً جديداً"
حول أهمية ومعنى وأجواء الانتخابات، قالت المتحدثة باسم تنسيقية مؤتمر ستار في مقاطعة الفرات زوزان بكر أن نساء إقليم شمال وشرق سوريا حققن إنجازاً جديداً "بعد موافقة مجلس شعب شمال وشرق سوريا على العقد الاجتماعي المعدل، تنطلق الآن فعاليات إجراء الانتخابات البلدية على جدول أعمالنا، وفي هذا السياق تم الإعلان عن القوانين البلدية والانتخابية، كما دخلنا في مرحلة التحضير للانتخابات، وكحركة نسوية، قمنا بإعداد خطتنا الخاصة، وفي الوقت نفسه عقدنا تحالفاً مع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD للمشاركة في الانتخابات معاً".
ولفتت إلى أن "تجربة إجراء هذه الانتخابات جديدة في الشرق الأوسط والعالم، وكانت مسألة اختيار المرأة للمرشحين بمحض إرادتها وتنظيم الانتخابات المسبقة خطوة يتم تجربتها لأول مرة، وبالنسبة لنا نحن النساء، كانت هذه الخطوة في غاية الأهمية والمعنى، وأؤكد أنها إحدى الإنجازات النسائية في ثورة المرأة. فكما حققت المرأة عشرات الإنجازات خلال سنوات الثورة، استطاعت أن تضيف إنجازاً جديداً بهذه الانتخابات".
"سنذهب إلى الانتخابات العامة بنفس الحماس"
وبينت زوزان بكر أن النساء انتخبن ممثليهن بشكل وإرادة حرة "في 28 و29 نيسان جرت في عموم إقليم شمال وشرق سوريا انتخابات تمهيدية لتحديد المرشحات لمنصب الرئاسة المشتركة لبلديات المنطقة، وفي هذين اليومين، رأينا أنه من الشابات إلى المسنات توجهن إلى مراكز الاقتراع واخترن ممثليهن، ولقد ظهر حماس ولون وشغف النساء بطريقة واضحة في الانتخابات التمهيدية، ووفقاً للتقييمات، كانت العملية السابقة للانتخابات إيجابية وناجحة، ومن ثم أجريت الانتخابات التمهيدية العامة في مقاطعة الفرات، وكان قد تم بالفعل تحديد المرشحات حيث اعتمدنا على إرادة النساء في ذلك، فتحدد مرشحو حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، والآن أصبح المرشحون والمرشحات جاهزين لانتخابات 30 أيار الجاري".
"موقف النساء كان الرد على قوى الاحتلال والإبادة"
وتحدثت زوزان بكر عن أهمية إجراء الانتخابات البلدية "إن استكمال هذا العمل في هذه المرحلة له أهمية كبيرة على المستوى العام أيضاً، ومن المعروف أن الصراع في سوريا مستمر منذ سنوات ولم يتحقق أي استقرار على المستوى السياسي، وفي الشرق الأوسط أيضاً، الأزمة تتعمق والمشاكل تكبر يوماً بعد يوم. وفي مثل هذا الوقت، تعتبر تجارب إقليم شمال وشرق سوريا نموذجية، فالنظام المطبق هنا حيث تعيش جميع مكونات المنطقة بسلام وأمان وديمقراطية بقيادة المرأة يصبح أكثر وضوحاً يوماً بعد يوم بحماس وطريقة مختلفة، والانتخابات التي ستجرى والتي سبقتها الانتخابات التمهيدية تشكل مرة أخرى نموذجاً جديداً للقوى الداخلية والمحلية، ولا ننسى أن هذه الجهود والخطوات يتم اتخاذها رغم التهديدات والقصف اليومي الذي تنفذه الدولة التركية بمختلف الأشكال والأساليب في مقاطعتنا، وفي الوقت الذي كانت فيه نساء مقاطعة الفرات تستعدن لتنظيم الانتخابات التمهيدية، تعرضت مديرة منظمة إنسانية ومدنية لحماية المرأة من العنف لاستهداف بطائرات مسيرة تابعة للدولة التركية، ما أدى إلى إصابتها بجروح خطيرة".
"حل الصراع السوري أمر حيوي"
وأكدت على أن "حماس وإصرار وموقف النساء في مرحلة الانتخابات التمهيدية كان مرة أخرى الرد على القوى الغازية والإبادة التي تحاول إدامة وجودها من خلال تدمير وإبادة المرأة، وفي نفس الوقت بشكل عام فإن الانتخابات في إقليم شمال وشرق سوريا ستكون الرد على جميع القوى التي من المفترض أنها تحاول حل الصراع في سوريا وحتى الآن لم تتوصل إلى حل، لكن في إقليم شمال وشرق سوريا تقدم جميع الهياكل والمكونات الموجودة وبوحدة وتضامن قوي حلاً للشعب السوري، كما أنها المرة الأولى التي ستجرى فيها الانتخابات في المناطق المحررة من داعش مثل منبج والطبقة والرقة ودير الزور، والتي جرت انتخاباتها التمهيدية بقيادة تجمع نساء زنوبيا، وفي هذه المناطق التي كانت تقبع تحت وطأة داعش وظلامه، نرى أنهم اليوم يجرون انتخاباتهم التمهيدية ويحددون مرشحيهم حيث ستقوم النساء اللواتي تحررن من براثن المرتزقة، بقيادة عملية بناء بلديات ديمقراطية".
واختتمت زوزان بكر حديثها بالقول "إذا نظرنا إلى هذه النتائج سنرى أن هذا العمل هو إحدى الخطوات نحو حل الصراع السوري. واليوم تتحقق مطالب الشعب السوري بالديمقراطية والحرية والمساواة والسلام في إقليم شمال وشرق سوريا، لذا فإن انتخابات 30 أيار ستظهر إرادة المرأة والشباب والشعب، وهي نتيجة سنوات من العمل الجاد والنضال، ونعتقد أنه سيتم إجراء انتخابات ديمقراطية، وسيتمكن ممثلو المجتمع من لعب دورهم في دمقرطة المجتمع وحل هذا الصراع ممكن بأيدي النساء والشباب وهياكل سوريا".