'يمكن للمرأة أن تكون قوة الحل لجميع مشاكل الشرق الأوسط'
قالت سهام داود سكرتيرة حزب سوريا المستقبل "نريد الوصول لسوريا ديمقراطية تعددية"، وبتنظيم المرأة وطرح مواقفها، يمكن أن تكون قوة الحل لكافة القضايا في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يخص واقعها".
ديرن أنكيزك
الرقة ـ أكدت الأمين العام لحزب سوريا المستقبل سهام داوود على أن منطقة الشرق الأوسط تمر بفوضى كبيرة، والحروب والنزاعات والصراعات الدائرة في بلدانها تشكل حرباً عالمية ثالثة.
لتقييم الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحركة حماس وهجمات الدولة التركية ومرتزقتها على أراضي شمال وشرق سوريا ونضال المرأة مع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة على العنف ضد المرأة، الذي يصادف ٢٥ تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، كان لوكالتنا لقاءً مع الأمين العام لحزب سوريا المستقبل سهام داوود، التي أوضحت أن "تدخل القوات الدولية عام 2003 في العراق جلبت معه التغيير والتحول، تقع حوادث جديدة في المنطقة يومياً، مع رحيل الحكومة القمعية في العراق، بدأت الحرب في الشرق الأوسط بأكملها، ومع النزاعات التي دارت في لبنان وفلسطين وانطلاق ربيع الشعوب عام ٢٠١١ دخلت المنطقة فترة حساسة جداً".
وحول الحرب التي بدأت بين القوى الدولية والإقليمية في الشرق الأوسط وتعمق النزاعات تدريجياً قالت "الحرب الدائرة في المنطقة هي في الواقع حرب عالمية، العديد من الدول لديها خطط ومشاريع هناك، فمثلاً مشروع إيران في الشرق الأوسط هو إنشاء هلال شيعي، بينما تعمل الدولة التركية تحت راية الإسلام السني، وهناك مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يتم السعي لتحقيقه من قبل الأمم المتحدة والدول الغربية في المنطقة، إن القوة الرأسمالية التي تحكم النظام العالمي تمر بأزمة، لذا تعتقد القوى المهيمنة على الشرق الأوسط بأنها ستخرج من هذه الأزمة، من خلال هذه النزاعات، ولهذا السبب يواصلون هذه الحروب".
ولفتت إلى أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا والتوتر بين الصين وتايوان كان من أجل المصالح الاقتصادية "إنهم يريدون فتح ممرات اقتصادية من الهند إلى إسرائيل وأوروبا، ومن إيران إلى تركيا وأوروبا، وهذا الوضع يظهر بوضوح في الهجمات على شمال وشرق سوريا والحرب التي بدأت بين إسرائيل وحماس".
"الهجمات التركية على سوريا تفاقم الأزمة"
وأكدت على أن الشعوب هي المتضررة من هذه الحروب "تواصل القوى الدولية تحالفاتها ونقيضها على هذه الجغرافيا، والمتأثر هنا هم شعوب الشرق الأوسط، تلحق هذه الحرب الضرر بالجميع سواء كان الكرد أو الأرمن أو الشركس والآشوريين والعرب بالإضافة إلى التركمان، الشعب السوري يعاني منذ عام ٢٠١١، فالهجمات التركية على مناطق سوريا أدت إلى تعميق هذه الأزمة يوماً بعد يوم، رغم عقد اجتماعات أستانا وجنيف، وكذلك اجتماعات لإعادة كتابة الدستور السوري من جديد، لقد أصدرت الأمم المتحدة القرار ٢٢٥٤ لكن لم يتم تنفيذ أي من بنوده على أرض الواقع".
وأضافت "شعب شمال وشرق سوريا يدفع الثمن كل يوم، فيما تلتزم المنظمات الحقوقية الصمت حيال ذلك، وقد تبين من خلال الوثائق أن مواطنين سوريون يتعرضون للقتل، كما قد تم اغتصاب النساء وخاصة في المناطق المحتلة، إن ما يشهده ويعاني منه أهالي شمال وشرق سوريا هو ذاته ما يعاني منه أهالي غزة"، مشيرةً إلى أنه بينما يتعرض أهالي غزة للقصف منذ ٤٨ يوماً، فإن الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بدأت حديثاً في مناقشة ما إذا كان ينبغي فتح ممر آمن وتوصيل المساعدات لهم "يتم التضحية بكل من الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل القوات الدولية، في حقيقة الأمر يتم التضحية بهم من أجل مصالح القوى الدولية".
"يمكن الوصول للحل من خلال الحوار"
وأشارت سهام داوود إلى أن أراضي سوريا وغزة أصبحت مناطق تستخدمها الدول المهيمنة لإرسال رسائل لبعضها البعض "نحن ضد كل أشكال العنف والموت والمجازر وإلحاق الضرر بالشعب، يجب حماية الحق في الحياة بغض النظر عمن يكون، إننا نؤمن بأنه من الممكن وضع حل للمشاكل من خلال الدبلوماسية والحوار، وفي قضية إسرائيل وفلسطين أيضاً نعتقد بأن حلها ممكن من خلال الحوار".
ونوهت إلى أنهم كحزب سوريا المستقبل يؤمنون بأنه بالإمكان التوصل إلى حل للمشاكل داخل شمال وشرق سوريا من خلال الحوار "هذه المشكلة يمكن حلها تحت مظلة الأمم المتحدة، بإمكاننا بناء سوريا تعددية وديمقراطية ولا مركزية لبدء مرحلة جديدة".
"يجب أن نتخذ من فلسفة jin jiyan azadî أسلوبا لحياتنا"
وشددت على أن النساء هن من تدفعن الثمن الأكبر لكافة الأزمات "إننا نتجه نحو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، الذي يصادف ٢٥ تشرين الثاني، يجب أن تصبح فلسفة "jin jiyan azadî" أسلوب حياتنا بالنسبة لجميع النساء، وخاصة نساء شمال وشرق سوريا، وعلينا أن نشارك في الحياة بروح هذا الشعار، نحن النساء يمكننا أن نكون قوة الحل للمشاكل في المنطقة، بقوة نساء العالم وبصوت ولون وموقف مشترك، يمكننا إنهاء العنف ضد المرأة".
وفي ختام حديثها وجهت سهام داود تحية لكافة النساء المقاومات حول العالم "إنني أنحني احتراماً أمام النساء المناضلات، بدءاً من الأخوات ميرابال وإلى زريفة، وهفرين، وبريتان، كامرأة كردية وسياسية، أوجه نداءً لكافة النساء، بإمكانكن أن تكن قوة الحل لكافة القضايا في الشرق الأوسط، وذلك من خلال تنظيم أنفسهن وإبداء مواقفهن وآرائهن، نريد سوريا ديمقراطية تعددية، وعلى هذا الأساس سنواصل نضالنا تحت شعار "jin jiyan azadî" وسنتمكن من تحقيق ذلك".