ورشة نقاشية تؤكد على أهمية تعزيز دور المرأة في الوساطة المجتمعية
أكدت المشاركات في الورشة النقاشية حول دور المرأة في الوساطة المجتمعية على أهمية تأهيل وتدريب النساء الراغبات في العمل بهذا المجال، ونشر الرسائل التوعوية بأهمية دورها.
رانيا عبد الله
اليمن ـ كانت المرأة المتأثرة الأكبر في ظل الحرب التي تشهدها اليمن، فقد خسرت الكثير وكانت المتضرر الأكبر، لذلك عملت كثير من النساء في اليمن لإيجاد سبل لإنهاء الصراع وتحقيق سلام ينعم به الجميع، ومن هذه المعاناة وجدت المرأة نفسها أن تكون وسيطة لإنهاء أي صراع قد يسبب لها المزيد من المعاناة.
في مدينة تعز الواقعة جنوب غربي اليمن نظم الائتلاف المدني للسلام ورشة نقاشية حول دور المرأة في الوساطة المجتمعية أمس الأربعاء 6 كانون الأول/ديسمبر، وذلك ضمن أنشطة مشروع وطن 3، وحضرت الورشة عدد من الناشطات والصحفيات وشباب عاملين في المجتمع المدني، وتم خلالها التأكيد على أهمية تسليط الضوء على النساء العاملات في مجال الوساطة في عموم اليمن.
وعن أهمية الوساطة قالت منسقة الائتلاف المدني لمدينة تعز شروق الرفاعي "تأتي هذه الورشة ضمن حملة مناصرة أطلقناها تحت هاشتاغ هن السلام، والتي ستستمر حتى 12 كانون الأول وتسلط الضوء على النساء العاملات في الوساطة المجتمعية لما لها من أهمية كبيرة ودور كبير، برزت فيها المرأة مؤخراً ولاقت استحسان كبير في حل قضايا كثيرة، وصلت فيها إلى حلول وسلام دائم".
وأوضحت أن "المشروع بدأ بتدريب حول المناصرة في مدينة عدن لعدد من المحافظات اليمنية منها، حضرموت والمهرة وشبوة وسقطرى وتعز وعدن وبالتالي قمنا بعمل خطة لحملة المناصرة والتي تحتوي على أنشطة كثيرة منها جلسات تصوير نماذج لنساء عملن في مجال الوساطة المجتمعية والمحلية".
ومن جانبها قالت الناشطة الحقوقية نوره حجيرة "تحدثنا اليوم عن الوساطة وكانت هذه الورشة مهمة لأهمية دور المرأة في الوساطة على المجتمع، ومن خلال إدراج المرأة وإدماجها في منهجية هذه الوساطة يتم تعزيز دورها المهم جداً في المجتمع"
وأوضحت أن "المجتمع بات متقبل لدور المرأة في الوساطة ولكن في إطار محدد تحت قضايا وأسماء محددة، وهذه خطوة أولى ونأمل في السنوات القادمة أن تكون المرأة وسيطة في أعلى المراتب والمراكز".
وعن إشراك المرأة في الوساطة ترى أنه يجب أن تمر بعدة مراحل أهمها التدريب والتأهيل للانخراط في هذا العمل، وخلق مراكز ومراجع هامة لها لأن هناك قصص كثيرة جداً لنجاح الوسيطة اليمنية في كثير من القضايا.
وبينت أنه من ضمن الحلول يجب تسليط الضوء على قضايا النساء اللواتي شاركن في الوساطة من قبل وتصبحن قصة للنساء القادمات.
وحول التدريب أوضحت المخرجة الإذاعية رندا شرف الحمادي أن "إشراك المرأة في الوساطة مهم كونها هي المتضررة في الحرب، ونتمنى قبل أن تأخذ المرأة دور الوساطة يجب أن تحظى بالتدريب عبر مراكز للتدريب والتأهيل النفسي كونها تتأثر نفسياً من هول القضايا التي تناقشها في هذا المجال".
وعن مشاركة المرأة الفاعلة في الوساطة ودورها في حل العديد من القضايا قالت "النساء اللواتي شاركن في الوساطة المجتمعية كثيرات، ولكن للأسف تغيب عنها الإعلام بشكل عام سواء المرئي أو المسموع أو المكتوب ولم تظهر للعلن، ولكنها تعمل بكل جدية وبكل ثقة، لذلك يجب على وسائل الإعلام نقل تجارب النساء واظهارها للعلن".
وأكدت "الوساطة مهمة لتعزيز فكرة التعايش والمشاركة المجتمعية لذا من المهم أن نحظى نحن النساء بفرص أكثر تدريبياً ومهنيا وعملياً والنزول الميداني والمعرفة أكثر وأن يكون هناك مراجع لنا كقصص نجاح موثقة نأخذ تجاربهن ونستفيد منهن".
وبينت مديرة البرامج والمشاريع في الائتلاف المدني للسلام نادرة نادر عن حملة المناصرة أن "المشروع يعمل على بناء قدرات منظمات المجتمع المدني المنضوية في الائتلاف المدني للسلام في ثمان محافظات يمنية ليكون لديها المعرفة والقدرة الكافية على التخطيط، والتنفيذ لحملات مناصرة بالإضافة إلى ناشطين/ات من هذه المحافظات".
وأوضحت أنه "تم اختيار قضية تعزيز دور المرأة كوسيط مجتمعي لمناصرتها من قبل المشاركين كنتيجة لمسح أولي تم قبل انعقاد التدريب ونظراً لأهميتها وتفاعل الكثير من أفراد المجتمع معها خلال الأعوام المنصرمة، ومن ثم تم إعداد خطة مناصرة شاملة للمشاركين على المستوى الوطني وبالتالي عمل خطط مناصرة محلية لكل محافظة تابعة لخطة المناصرة الشاملة تراعي السياق في كل محافظة، والورشة النقاشية هذه كانت الانطلاقة للحملة الميدانية بالتوازي مع الحملة الإعلامية التي نقوم بها حالياً على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "تعزيز دور المرأة كوسيط مجتمعي" تحت هاشتاغ هن السلام والتي نتمنى أن تحدث تغيير وترفع الوعي في هذه القضية الهامة والحساسة".