ورشة عمل تسلط الضوء على أهمية ترسيخ التعايش المشترك في سوريا
شدد مجلس المرأة السورية في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا، خلال ورشة عمل، على دور المرأة في ترسيخ مفهوم التعايش المشترك بين مكونات المجتمع السوري، خاصة في ظل الانتهاكات بحق الطوائف.

الرقة ـ أكدت مشاركات في ورشة عمل تحت شعار "التعايش المشترك بين المكونات أساس بناء المجتمع"، أن التعايش يقوم على قيم الاحترام والتنوع، وهو مفتاح لبناء مجتمع ديمقراطي متماسك.
في ظل تصاعد الأحداث الطائفية والاضطرابات السياسية الأخيرة في سوريا، عقد مجلس المرأة السورية ورشة عمل في مدينة الرقة اليوم الأربعاء 9 تموز/يوليو، تحت شعار "التعايش المشترك بين المكونات أساس بناء المجتمع"، بمشاركة عدد من الشخصيات النسوية والسياسية وناشطات ميدانيات ومستقلات، حيث ناقشن أهمية ترسيخ مفاهيم العيش المشترك ونشر الوعي الثقافي والاجتماعي بين مختلف مكونات المجتمع السوري.
وعن دور المرأة في الحوار وبناء التماسك الاجتماعي، أكدت المشاركات أن المرأة تشكل حجر الزاوية في بناء الأخلاق المجتمعية، وأنها تلعب دوراً محورياً في تعزيز الحوار والتماسك بين المكونات، لاسيما في ظل التحديات والتهديدات التي تعيشها البلاد.
واستُهلّت الورشة بتعريف مفهوم التعايش المشترك بأنه قائم على القيم الإنسانية والتعاون بعيداً عن التمييز بين الطوائف والمكونات، وقد اعتُبر أساساً للاستقرار والازدهار، وجزءً لا يتجزأ من بناء مجتمع متماسك يعزز الاحترام المتبادل ويكرّس مبدأ التنوع.
كما أُشير إلى أن هذا المفهوم لا يقتصر على الجانب النظري، بل ينعكس عملياً على الأسرة والتعليم والعمل والثقافة، ويدعم الهوية الوطنية من خلال الاعتراف بالتنوع المجتمعي.
وعن أهداف الورشة كما ورد على لسان المشاركات، قالت عضوة مجلس المرأة السورية اعتماد أحمد "ارتأينا عقد الورشة في هذا التوقيت نظراً لما تمر به البلاد من أحداث سياسية وفتن طائفية، مثل المجزرة التي ارتكبت بحق الطائفة العلوية والتفجير الانتحاري في كنيسة ماري إلياس، والتي أسفرت عن تفكك اجتماعي واضح، لذا سعينا إلى إبراز دور النساء في تقديم مقترحات عملية لترسيخ مفهوم التعايش المشترك وبناء مجتمع ديمقراطي وأخلاقي بقيادة المرأة".
من جانبها، أوضحت المنسقة في مؤتمر ستار الشهباء-عفرين حنيفة حبش، أن المرأة تمثل حجر الأساس في تعزيز الثقة والحوار بين جميع مكونات المجتمع، مشيرةً إلى نجاح تجربة المرأة في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، حيث برز دورها من خلال النظام الإداري القائم على الرئاسة المشتركة، ما أسهم بشكل ملموس في التشارك المجتمعي الفعّال.
وأشارت المتحدثات إلى أن ثورة روج آفا، المستندة إلى مشروع الأمة الديمقراطية، اتخذت من التعايش المشترك ركيزة أساسية، إذ جمعت بين الأرمن، والمسيحيين، والسريان، والعرب، والكرد، وشكّلت نموذجاً فريداً يحتذى به، وطالبن بنقل هذه التجربة إلى باقي مناطق سوريا بهدف تعزيز الوحدة الوطنية.