"وردة لإميلي" مسرحية تسلط الضوء على معاناة النساء
سلطت مسرحية وردة لإميلي التي تم عرضها في مدينة مهاباد الضوء على معاناة المرأة والسلطة الأبوية والاستبداد والفجوة الطبقية.
يارا محمدي
مهاباد ـ يعتبر المسرح أحد الفنون الأدائية التي تخلق نوعاً من الوعي والتنوير في المجتمع، من خلال تقديم القصص للجمهور، ويمكن من خلالها للفرد أن يشعر ويتأثر بواقع الحياة وتعقيداتها من خلال العروض المسرحية.
تم عرض مسرحية "وردة لإميلي" في مدينة مهاباد شرق كردستان في الفترة ما بين 11 ـ 17 تشرين الثاني/نوفمبر، تحت أشراف مجموعة هيراني الإعلامية، ضمت عدة ممثلين اسرا کاکه رش، آیدا خاتونی، هدیه رسول بور، و بویا حاتم زاده، خلال الأشهر الماضية زاد عدد المسارح في العديد من المدن الإيرانية، وبرزت أسماء العديد من النساء في الملصقات الإعلانية، وتتمتع ممثلات المسرح بنفس سمعة ممثلي السينما، والصعوبات التي يواجهونها هي عدم انتشار عروضهم على نطاق واسع في جميع أنحاء إيران.
إنتاج الأعمال باللغة الكردية، أو المكتوبة من قبل مؤلفين كرد أو المترجمة إلى اللغة الكردية يمكن أن تؤثر على ثقافة المجتمع، تم عرض مسرحية "وردة لإيميلي" بعد ترجمتها للغة الكردية التي كتبت بقلم الكاتب والروائي ويليام فولكنر وتم ترجمتها إلى العديد من اللغات، وتظهر في هذا العرض معاناة المرأة والسلطة الأبوية، والطغيان، والفجوة الطبقية وما يترتب على ذلك من معاناة في حياة الناس.
تدور أحداث القصة حول حضور جميع أهالي المدينة إلى جنازة امرأة تدعى إميلي، التي كانت من الطبقة العليا في المجتمع وعاشت حياتها منعزلةً عن المجتمع بعدما منعها والدها من التواصل مع أحد عندما كانت صغيرة وجعل لها حياة مليئة بالقيود، بعد وفاته انتقلت إميلي للعيش مع هومر بارون، وهو شخص بسيط من الطبقة الدنيا، وقد ترددت شائعات عن خطوبتهما خلال سير القصة، يختفي هومر بارون وتعيش إميلي بمفردها لبقية حياتها.
تقول الكاتبة المسرحية شكيلا كاظمي عن هذا المسرحية "إن الهدف من قصة إميلي هو مواجهة القارئ بالتغيرات الاجتماعية التي حدثت خلال جيل كامل، كما كشفت أثر المعاناة التي تجبر الناس وخاصةً النساء، على قبولها في فترة من الزمن"، مشيرةً إلى أنه بالإضافة إلى العبء الدلالي للعمل، فإن ترجمة مثل هذه الأعمال إلى اللغة الكردية تضيف إلى ثراء هذه اللغة، كما أن وجود المرأة الكردية في موقع الإخراج والإدارة والتمثيل يدل على جهودها المتواصلة لإظهار قدراتها في مجال المسرح.
وأضافت أن المخرجون والممثلات في المسرح لا يكرسون أنفسهم لنوع واحد وينوعون في الأساليب الفنية، وتمتلك المخرجات نهجاً كلاسيكياً في المسرح وتحاولن العمل بالشكل المعتاد للمسرحية، وعلى عكس السينما، فإن النساء في المسرح لا تقتصرن على نوع إعلاني واحد، بل تصورن عالماً أوسع بكثير من عالم السينما.
وترى أن الفنانين أصبحوا الآن ناشطين اجتماعيين واستطاعوا لفت الرأي العام إليهم، وعلى الرغم من أن المرأة لا تزال تعاني من التمييز في مجال الإدارة وأن المنابر في الغالب في أيدي الرجال، إلا أنه لا يزال هناك أمل في أن تكون المرأة في المستقبل أكثر أهمية، إذا نجحنا في هذا المجال فسوف تختفي الصور النمطية، ونتمكن من نبذ التمييز.