استمرار النزاع في السودان رغم التحذيرات الأممية
دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر حيال النزاع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الذي أدى إلى نقص أبسط مقومات الحياة مما ينذر بكارثة إنسانية.
مركز الأخبار ـ حذرت الأمم المتحدة أمس الخميس التاسع من تشرين الأول/نوفمبر من احتدام القتال في إقليم دارفور بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مع دخول النزاع الدائر شهره الثامن، حيث تنتشر جثث لأشخاص بالزي العسكري في شوارع أم درمان غرب العاصمة.
وفقاً لوكالة فرانس برس الفرنسية، أفاد شهود عيان في مدينة أم درمان، بأن "هناك جثثاً لأشخاص يرتدون زياً عسكرياً ملقاة في الشوارع وسط المدينة بعد المعارك التي جرت خلال اليومين الماضيين"، في وقت كشف آخرون أن قذيفة سقطت على مشفى النو شمال أم درمان، وهي آخر المرافق الطبية التي تخدم تلك المنطقة، ما أسفر عن مقتل عاملة.
وجاء التحذير في وقت يستمر فيه النزاع في الخرطوم وضواحيها، وإقليم دارفور، في ظل إخفاق المفاوضات الجديدة التي جرت خلال هذا الأسبوع، حول وقف إطلاق النار تحت رعاية السعودية والولايات المتحدة.
ومن جانبه أعلن نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في دارفور عبر حسابه على موقع "إكس"، إن مئات آلاف المدنيين والنازحين باتوا معرضين لخطر كبير في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور".
وأشار إلى أنه رغم تدهور الوضع الأمني، ونقص الغذاء والماء، والخدمات المحدودة جداً، إلا أن طرفي النزاع مستمران في قتالهما من أجل السيطرة على المدينة، في وقت سيكون لاستمرار النزاع تداعيات كارثية على المدنيين.
وعبرت السفارة الأمريكية في السودان عن قلقها حيال تقارير الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان من جانب قوات الدعم السريع، بما في ذلك عمليات القتل والاستهداف العرقي في غرب دارفور.
وبدوره أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك أن 366 ألف رجل وامرأة وطفل عبروا الحدود إلى جنوب السودان منذ بدء النزاع، ليرتفع بذلك عدد الذين وصلوا إلى جنوب السودان في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بنسبة 50% على الأقل مقارنة بأيلول/سبتمبر الفائت.
وبدأ النزاع في السودان منذ الخامس عشر من نيسان/أبريل الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفر عن مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص وفقاً لبيانات منظمة "اكليد" المعنية بإحصاء ضحايا النزاعات.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق عن نزوح ولجوء أكثر من 6 ملايين شخص، كما تسبب النزاع في توقف الخدمات الأساسية في السودان وتدمير أحياء بكاملها في العاصمة وإقليم دارفور غرب البلاد.