تونس... ريفيات تتحدين الصعوبات في قطاع الأغذية الزراعية

تحتاج المرأة الريفية إلى الدعم لتذليل الصعوبات التي تواجهها حتى تتمكن من ايجاد مصدر رزق تحقق من خلاله استقلالها المادي والذاتي.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ في ظل الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها تونس والتي أثرت على النساء لاعتبارهن من الفئات الأكثر هشاشة وخاصة منهن الريفيات وفي ظل العودة إلى الأغذية البيولوجية المرتبطة بالمنتوجات الطبيعية الموجودة بكل جهة تونسية، انخرطت مجموعة من الريفيات في تونس في مشروع إقليمي يهتم بالإدماج الاجتماعي للمرأة بالوسط الريفي تحديداً في قطاع الأغذية الزراعية.

في هذا الإطار قالت ذكرى توهامي من محافظة باجة أنها تقوم بتحويل الحليب إلى أجبان بطريقة طبيعية أي باستعمال زيت الزيتون وزيوت أعشاب الغابة عوضاً عن استعمال المواد الحافظة الصناعية.

وأوضحت أنها انخرطت ومجموعة من الريفيات مكونة من ١٢امرأة كل واحدة منهن تهتم بنشاط يتماشى مع خصوصية الجهة التي تنتمي إليها مثلاً الطماطم في سيدي اسماعيل، الرمان في تستورد، الكرموس في دجبة.

وبينت أن مجموعة من الفلاحات تحولن إلى حرفيات بتحويل هذه المنتوجات إلى مواد استهلاكية بطرق تقليدية، لكنهن تواجهن بعض الصعوبات في التحويل وفي الحصول على شهادة الاعتماد كمنتوج تقليدي بيولوجي.

 

 

ابتسام غرار تنتمي إلى منطقة ريفية بالجنوب التونسي تحديداً بمحافظة مدنين تقول إنها تقوم بتربية الأحياء المائية بمساعدة مركز كوثر متحدية جميع الصعوبات لأنه لا مجال للفشل بالنسبة إليها.

وأشارت إلى أن العائلة في البداية عارضوا الفكرة لأنها فتاة ولن تنجح كما أن تربية الأحياء المائية من اختصاص الرجال بالجهة، لكنها أصرت على بناء الأحواض المائية والانطلاق في عملية تربية الأسماك رغم ارتفاع تكلفة التربية مع ارتفاع ثمن اللحوم والدجاج والأسماك في تونس.

 

 

هناء الطرابلسي المسؤولة عن الاتصال بمشروع الابتكار الاجتماعي في مشروع قطاع الأغذية الزراعية لتمكين المرأة في منطقة البحر الأبيض المتوسط تقول إن المشروع استهدف النساء في حالة هشاشة واللواتي تفتقرن إلى التكوين والتأطير وأن المنتفعات عملن على ذلك لبعث مشاريعهن أو القيام بوظائف مستدامة.

وأوضحت أن المشروع يهتم بالإدماج الاجتماعي للمرأة بالوسط الريفي تحديداً في قطاع الأغذية الزراعية لأنه قطاع كان حكراً على الرجال وفي البداية انجزنا دراسة أكدت أنه سوف نواجه صعوبة لعدم قدرة النساء على اقتحام القطاع.

وأشارت إلى أنه تم تكوين 140 امرأة في عدة مجالات وتمويل 52 امرأة للقيام بمشروعها سواء بصفة فردية أو في إطار مجامع فلاحية.