تونس... نساء تؤكدن أنه حان الوقت لكسر الصور النمطية للمرأة

أجمعت النساء التونسيات خلال ندوة علمية على أنه حان الوقت لكسر الصور النمطية للمرأة التي تروج عبر الإعلام والسينما.

زهور المشرقي

تونس ـ أكدت النساء المشاركات في ندوة علمية، على أنه حان وقت تضافر الجهود للقطع مع الصورة النمطية التقليدية التي يروجها المجتمع الذكوري وتستهدف النساء.

نظّم مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة "كريديف" بالتّعاون مع صندوق الأمم المتّحدّة للسّكان بتونس، أمس الجمعة 22 أيلول/سبتمبر، ندوة علمية تحت عنوان "دور الصورة في المساواة الجندرية في قطاع الصحة".

وعلى هامش الندوة العلمية أوضحت المديرة العامة للكريديف ثريا بالكاهية أن الندوة تهدف إلى فهم مقاربة النوع الاجتماعي في قطاع الصحة وضرورة العمل من أجل تنفيذها انطلاقاً من السينما القادرة على إيصال الرسائل بشكل أسرع وأنجع تزامناً مع التطور التكنولوجي الحاصل والذي سهل بلوغ الطموحات في مجال خدمة قضايا النساء بشكل أفضل.

وأكدت على أهمية الصورة للحد من العنف ضد المرأة وخطورتها من جانب آخر في تفشي الظاهرة إن اُستغلت بالشكل الخاطئ، مشيرةً إلى أن عالم الصورة مرتبط بالسينما والمسرح وحتى مواقع التواصل الاجتماعي، ويمكن أن يساهم في محاربة الظواهر السلبية التي تستهدف النساء بشكل أوسع، وهو ما يحتم على "الكريديف" التعاون مع صُنّاعها لبلوغ الهدف المرجو.

 

 

من جانبها أكدت المختصة في الاتصال والجندر كوثر صفر قندورة على أن دور السينما يتمثل في مقاومة الصورة النمطية والقوالب التي وُضعت فيها النساء للتسويق لشيء ما سواءً عبر جسدها أو غيره، وهي صورة مستهلكة وجب العمل على تجاوزها، لافتةً إلى أن الحديث ليس عن امرأة بل عن نساء وهي ليست قصة فرد أو مجموعة "النساء متعددات ومختلفات وكل واحدة تتميز بخاصيات معينة ولا يوجد نمط واحد فقط، ودور السينما هو تثقيفي وتوعوي يبزر مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي أو الجنس".

وأضافت "في الدراما تُعرض مشاهد لامرأة تتعرض للعنف ويقابل على أنه أمر عادي، والأصح هو أن نفضح ذلك التصرف ونكشف للمشاهد ماذا يمكن أن نفعل وكيف يمكنني كامرأة أن اتصرف حين اتعرض للعنف وأن هناك قانون لمكافحة العنف، وبالتالي هنا بينا مشهدين العنف والمعالجة، وهو دور السينما والدراما، أي أن نقوم أولاً بدور توعوي وثانياً مقاومة الصورة النمطية المترسخة في المجتمع حول النساء".

وحول كيفية مواجهة تلك الصور أوضحت "يجب أن نوضح عبر السينما أن المسؤولية الأكبر لا تقع على عاتق النساء، وهن لسن مطالبات أن تجلسن ببيوتهن وتقمن بالتربية والطهي والتنظيف والاهتمام بالأبناء، حتى الرجل  تقع عليه تلك المسؤولية وهو مطالب بذلك، ووجب إبراز أن المرأة قادرة على القيام بعدة أعمال باستثناء تلك التي يقبل المجتمع القيام بها، فنحن في مجتمع يقبل الطبيبة ولا يقبل المرأة الأمنية وذلك في تأنيث للأعمال بين نسائية وذكورية، وهي مسائل وجب أن يتناولها الفن ويعالج النظرة نحوها لتحرير المرأة ومحاربة تكبيلها ومنع وضعها في قالب ما".

 

 

وترى المخرجة التونسية والعالمية سلمى بكار أن السينما التونسية حاولت تقديم الصورة التي تعكس الحقيقية الاجتماعية في تونس وإبراز الدور الحقيقي للمرأة كفاعلة في المجتمع.

وأكدت على أن السينما التونسية حاولت وضع المرأة في الإطار الصحيح والقيام بدورها في المجتمع كفنانة وسياسية وحقوقية وكادحة وربّة بيت.

 

 

وترى الجامعية أسماء بن عياد أنها لم تكن محايدة وقد تعود المُشاهد سواءً في تونس أو خارجها على تراكمات شكلت المخيلة الجماعية، وقد عمل منذ الخمسينات على تقديم المرأة في قالب معين في فضاء المطبخ في رسالة وكأن ذلك المكان هو "جنة المرأة".

وأكدت على أنه عبر الشعارات التي وصفتها بـ "المخادعة" أوهم المجتمع الذكوري النساء وأقنعهن بالحقيقة التي صنعها، ومفادها أن مهمتها خدمة أعمال البيت، مشيرةً إلى السعي الدائم لإقصاء المرأة من كافة الجوانب "نلاحظ أن معظم المجالات في تونس أو خارجها يهيمن عليها الرجال، حيث تم التعامل مع المرأة بتلك الصورة النمطية لا على أساس الكفاءة".

وشددت في ختام حديثها على أنه حان الوقت لكسر الصور النمطية للمرأة، في ظل تطور الفكر النسوي وبروزه ورفض اعتبار المرأة كسلعة.