تراجع مستمر في معدلات التطعيم للأطفال والصحة العالمية تطلق تحذيراً أحمر

رصدت منظمة الصحة العالمية استمرار انخفاض تغطية التطعيم العالمية في 2021، مع فقدان 25 مليون طفل للقاحات المنقذة للحياة.

مركز الأخبار ـ أطلقت منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، اليوم الجمعة 15حزيران/يونيو، تحذيراً أحمر لصحة الأطفال، وذلك بعد رصد أكبر تراجع مستمر في معدلات التطعيمات منذ 3 عقود بسبب وباء كورونا.

أظهرت البيانات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية واليونيسف، استمرار انخفاض تغطية التطعيم العالمية في 2021، مع فقدان 25 مليون طفل للقاحات المنقذة للحياة.

وتم تسجيل أكبر انخفاض مستمر في لقاحات الأطفال منذ ما يقارب من 30 عاماً في البيانات الرسمية، إذ انخفضت النسبة المئوية للأطفال الذين تلقوا اللقاح الثلاثي البكتيري (لقاح ضد الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي) بمقدار 5% بين عامي 2019 و2021 إلى 81%، ونتيجة لذلك فقد 25 مليون طفل جرعة واحدة أو أكثر من تلك اللقاحات من خلال خدمات التحصين الروتينية في عام 2021 وحده.

وازداد هذا الرقم بمقدار 2 مليون عن أولئك الذين فاتهم في عام 2020 و6 ملايين أكثر من عام 2019، ما يسلط الضوء على العدد المتزايد من الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بأمراض مدمرة يمكن الوقاية منها باستخدام التطعيمات.

وأوضحت المنظمة أن الانخفاض يرجع إلى العديد من العوامل، بما في ذلك زيادة عدد الأطفال الذين يعيشون في ظروف النزاع والأوضاع الهشة، إذ غالباً ما يكون الوصول إلى التطعيم صعباً، إضافة إلى زيادة المعلومات الخاطئة والقضايا ذات الصلة بكورونا، مثل اضطرابات سلاسل الخدمات والإمداد، وتحويل الموارد لجهود الاستجابة للوباء.

ويحدث هذا التراجع التاريخي في معدلات التحصين على خلفية ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد الوخيم بسرعة، إذ يعاني الطفل المصاب بسوء التغذية بالفعل من ضعف المناعة، وقد يعني تفويت اللقاحات أن أمراض الطفولة الشائعة تصبح مميتة بالنسبة له.

وتقول المنظمة إن تقارب أزمة الجوع مع فجوة التحصين المتزايدة يهدد بتهيئة الظروف لأزمة بقاء الطفل، داعيةً إلى تكثيف جهود التطعيم واللحاق بالركب، لمعالجة التراجع عن التحصين الروتيني، وتوسيع خدمات التوعية في المناطق المحرومة للوصول إلى الأطفال المفقودين، وتنفيذ حملات لمنع تفشي المرض.

كما حثت على تنفيذ استراتيجيات قائمة على الأدلة ومركزة على الناس ومصممة خصيصاً لبناء الثقة في اللقاحات والتحصين، ومكافحة المعلومات الخاطئة وزيادة استخدام اللقاح، خاصةً بين المجتمعات الضعيفة، مع ضمان التأهب لمواجهة الجائحة والاستجابة لها.

وأكدت منظمة الصحة العالمية على ضرورة ضمان الالتزام السياسي من الحكومات الوطنية، وزيادة تخصيص الموارد المحلية لتعزيز واستدامة التحصين داخل الرعاية الصحية الأولية، وإعطاء الأولوية للمعلومات الصحية، وتعزيز أنظمة مراقبة الأمراض لتوفير البيانات والمراقبة اللازمة للبرامج لتحقيق أقصى قدر من التأثير.

وشددت على ضرورة زيادة الاستثمار في البحوث، لتطوير وتحسين اللقاحات الجديدة والموجودة، بما في ذلك خدمات التحصين التي يمكن أن تحقق احتياجات المجتمع.

وقالت المديرة التنفيذية لـ "اليونيسف" كاثرين راسل، إن ذلك التراجع يُمثل "تحذيراً أحمر لصحة الطفل"، مشيرةً إلى أنه "سيتم قياس العواقب في الأرواح".

وأضافت أن الوباء الحالي "ليس عذراً"، لافتةً إلى أن العالم بحاجة إلى تدارك التحصين للملايين المفقودين أو "سنشهد حتماً المزيد من حالات تفشي الأمراض، والمزيد من الأطفال المرضى، وضغط أكبر على النظم الصحية المتوترة بالفعل".

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسيوس، إن التخطيط والتصدي لفيروس كورونا المستجد "يجب أن يسير جنباً إلى جنب مع التطعيم ضد الأمراض الفتاكة الأخرى، كالحصبة والالتهاب الرئوي".

ولم يتلق أكثر من 18 مليون طفل من أصل 25 مليون، جرعة واحدة من اللقاح الثلاثي البكتيري خلال هذا العام.