"ثورة المرأة تزدهر بالفن" يختتم فعالياته بالتأكيد على أهمية الفن في تجسيد قضايا المرأة

استطاعت الفنانات المشاركات في المعرض الختامي النسوي الذي أقيم في مدينة الرقة بشمال وشرق سوريا من خلال لوحاتهن تسليط الضوء على مواضيع تهم المرأة وتحاكي روح مقاومتها وثقافتها.

يسرى الأحمد

 الرقة - اختتمت فعاليات اليوم الأول من معرض الفن التشكيلي في مدينة الرقة بشمال وشرق سوريا الذي افتتح من قبل حركة الهلال الذهبي في شمال وشرق سوريا، بمشاركة مؤسسات نسوية وحركات للثقافة والفن و20 فنانة من إقليم الفرات.

حملت اللوحات الأربعين التي تم المشاركة بها في معرض الفن التشكيلي الذي انطلق اليوم السبت 28 تشرين الأول/أكتوبر، في مدينة الرقة وحمل شعار "ثورة المرأة تزدهر بالفن"، مواضيع مختلفة أبرزها قضايا تهم المرأة، بالإضافة إلى تراث وثقافة كافة مكونات المرأة ومناطق شمال وشرق سوريا.

على هامش المعرض الذي نظمه مركز الهلال الذهبي على مستوى أربع مناطق كوباني والرقة والطبقة ومنبج بمشاركة 11 فنانة تشكيلة من الطبقة والرقة، قالت الفنانة التشكيلية هيلن احمى عباس من مدينة كوباني "استطعت من خلال لوحاتي تسليط سلطت الضوء على الإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق نساء شنكال على يد مرتزقة تنظيم داعش عام 2014، والمقاومة الأبية التي أبدتها النساء وقوتهن التي حاربن وتصدين بها لأبشع ممارسات هذا التنظيم الذي يعد من أخطر ما قد يمكن أن يسلبها هويتها ووجودها، وترمز الجدايل المقصوصة إلى النضال والمقامة والسلام والانتصار لهؤلاء النساء".

وعن أهمية المعرض في إبراز تآخي شعوب المنطقة قالت "المشاركين/ات من جميع مكونات المجتمع، حيث أن هذه التجربة افسحت لنا المجال لنتعرف على ثقافات بعضنا البعض وتبادل الخبرات لتطوير وتنمية مواهبنا".

وأشارت "جميع رسوماتي تحاكي واقع المرأة ومقاومتها ونضالها والقضايا التي تتعلق بها، والأدوار الريادية التي لعبتها في الحروب، والتضحيات التي قدمتها في سبيل الدفاع عن أرضها". 

 وعبرت عن مدى سعادتها بالمشاركة "اعتز بمشاركتي كفنانة ولي الفخر بعرض لوحاتي على أمل أن تراها نساء العالمي".

 من جانبها قالت الفنانة التشكيلي من مدينة الرقة ناهد الهندي "تمكنا اليوم من انطلاقة جديدة وخطو نحو الأمام، وتخلل المعرض  بوجود مكونات من ثقافات متنوعة وكان أحد أسباب تطوير المواهب الفنية، فقد استطعت المشاركة بأكثر من لوحة تطرقت فيها لموضوع مختلفة أبرزها قضايا المرأة ولوحات أخرى سلطت الضوء على تراث المرأة الرقاوية، إحدى اللوحات حملت عنوان صمود تعبيراً عن للتعبير عن قوة المرأة وشجاعتها أثناء الحروب مع محافظتها على مبادئها السامية رغم كل الظروف القاسية والمآسي إلا أنها ما زالت محافظة على  طبيعة جمالها الداخلي وزينتها، اتسمت هذه اللوحة بالتناقض بوجهاً ساطع وجسد معتم بألوان خريفية لتدل على التعب والإرهاق".

وفي ختام حديثها قالت "أشعر بسعادة عارمة كوني حققت طموحي في تطوير مهاراتي الفنية ووصلت لهذا المستوى، وعدم اعتماد قالب واحد في الرسم والإبداع والتفنن برسومات مختلفة، كما تعرفت على ثقافات من مناطق مختلفة".

من جانبها قالت عضوة في مركز الهلال الذهبي سمر جمعة "هذا الملتقى اجتمعت فيه كافة ثقافات شمال وشرق سوريا لتعزيز وتطوير وتنمية المواهب الفنية، وفي فترة سيطرة تنظمي داعش غاب الفن التشكيلي عن الساحة الفنية لسنوات عدة، الهدف الأول الذي أقيم من أجله المعرض هي إعادة إحياء تراث وثقافة المرأة في المنطقة والنهوض بالواقع الفن التشكيلي، وتكمن أهمية هذا المعرض كونه المعرض النسوي الفني التشكيلي الأول من نوعه في المنطقة، وكان هناك حضور واسع وتفاعل كبير وهو أول خطوات النجاح والتقدم".

 بينما قالت أمل عبد الله إحدى الحضور "إنني فحورة بحضور هذا المعرض الذي احتضن عدة ثقافات ومكونات مختلفة وهذا ما أعطى المعرض طابع خاص جميل ومميز، أستطيع القول إن المرأة تمكنت من خلال تنوع مواضيع لوحاتها، تمكنت من إيصال صوتها وصورة واقعها من خلال لوحاتها الفنية إلى كافة أنحاء العالم، فبعضها تحدث عن الظلم والتهميش الذي تعانيه المرأة ومنها تحدث عن ثقافات المنطقة".