ثورة 19 تموز... أعوام من المقاومة والنضال
شددت نساء كوباني بشمال وشرق سوريا على ضرورة المحافظة على مكتسبات ثورة 19 تموز التي عرفت بثورة المرأة بعد أعوام من المقاومة والنضال.
نورشان عبدي
كوباني ـ تعتبر الثورة هي الوقوف بوجه النظام القائم وتقديم نظام ديمقراطي، وفي كافة الثورات الكردية وغيرها النساء هن من تتقدمن في الثورة والمثال الأصح على الثورات هي ثورة 19 من تموز التي انطلقت من مناطق روج آفا شمال وشرق سوريا لتحرير الشعب من النظام الحاكم وتحويله إلى نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي يساهم بتوحيد واحتضان كافة المكونات التي تعيش في تلك المناطق.
انطلقت ثورة 19 تموز من مدينة كوباني عام 2012، وبعد 11 عاماً من انطلاقتها تحولت إلى ثورة المرأة لأن النساء قبل انطلاقة هذه الثورة لم تستطعن لعب دورهن السياسي والعسكري في الحياة كون المجتمع الذي كن تعشن فيه مبني على الذهنية الذكورية والنظام الحاكم والسلطوي، ولكن بعد انطلاقة الثورة وبشكل مباشر تمكنت النساء من الانخراط في كافة مجالات الحياة لكي تقدن الثورة بنضالهن ومقاومتهن.
هناك العديد من النساء اللواتي لعبن الدور الرئيسي ضمن ثورة 19 تموز التي عرفت بثورة المرأة، وأثبتن جدارتهن في الكثير من النقاط واستطعن إبداء فكرهن وآرائهن بكل قوة وإرادة وتمكنّ من الوصول إلى مستوى الرئاسة المشتركة، وارتكزت المرأة خلال ثورتها على المبادئ التي طرحها القائد عبد الله أوجلان لتصل إلى أهدافها وتمكنت من إبراز دورها في كافة مجالات الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية.
تزامناً مع الذكرى السنوية الـ 11 لانطلاقة ثورة روج آفا، أجرت وكالتنا لقاءات مع النساء اللواتي كن شاهدات على أحداث بداية انطلاق الثورة والدور الذي لعبته النساء لتغير هذه الثورة لثورة المرأة.
بنضالهن غيرن مسار ثورة 19تموز
وعن أهمية دور المرأة في انطلاقة الثورة، قالت عضوة مكتب المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي في مقاطعة كوباني سارا خليل "نعلم بأن الشعب الكردي قبل انطلاقة ثورة 19 تموز لم يكن لديه أي من الحقوق أو هوية في ظل تواجد حكومة دمشق، حُرمنا من أبسط حقوقنا من التحدث والتعلم بلغتنا الأم وكانت كافة المدارس تعلم باللغة العربية، ولكن بعدما قرر الشعب الكردي بإدارة نفسه بنفسه والقيام بثورة من أجل نيل حريته، تم التخطيط لهذا اليوم قبل أيام من انطلاقة الثورة في مدينة كوباني وكان هدفه بأن يتم كل شيء بشكل سلمي وحقيقةً حصل ذلك".
وأشارت إلى أنه بالرغم من الخوف الذي كان يسيطر على الشعب الكردي تمكن من تحرير مدنه من النظام الحاكم "عناصر حكومة دمشق الذين كانوا متواجدين في كوباني لم يتوقعون بأننا سنتعامل معهم بطريقة سلمية وإنسانية كونهم ظلموا وعذبوا الشعب الكردي كثيراً، لكننا عاملناهم عكس ذلك تماماً".
وأضافت "في يوم التاسع عشر من تموز بعد إخراج الحكومة من المراكز والدوائر الرسمية لها تم رفع العلم الكردي عليها كان ذلك حلم بالنسبة لكل مواطن كردي يعيش في سوريا"، مبينة أن "الوضع كان هادئ حتى ساعات المساء وبعدها خرج الأهالي للساحات والشوارع احتفالاً بانطلاقة الثورة من مدينة كوباني التي فتحت طريق الحرية أمام الشعب ونستطيع القول بشكل خاص المرأة التي كان دورها محصور بأعمال المنزل وتربية الأطفال وليس لديها أي حق لممارسة أبسط حقوقها".
ولفتت سارا خليل إلى أن النساء حولن ثورة 19 تموز لثورة المرأة بنضالهن ومقاومتهن "تحررت النساء نوعاً ما من العادات والتقاليد البالية والذهنية السلطوية بفضل فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، لذلك خلال الثورة لعبن الدور الأبرز في انطلاق الثورة لتغير مسارها لتصبح ثورة المرأة في روج آفا، وذلك من خلال توجه النساء إلى المراكز والمؤسسات من أجل الانضمام للعمل لتنظيم المجتمع وأصبح هناك مراكز خاصة بالمرأة كمؤتمر ستار".
وأكدت على أن المرأة هي من خاضت هذه الثورة وعملت بجهد لتصبح ثورة تحرير النساء "المرأة عملت كثيراً من أجل إنجاح ثورة 19 تموز وناضلت وقاومت من أجل تحقيق أهدافها، لذلك أولى المراكز التي تم افتتاحها خلال الثورة كان اتحاد ستار (مؤتمر ستار) ودار المرأة وكانت هذه المراكز متواجدة قبل الثورة ولكن بشكل سري، أما بعد الثورة افتتحت هذه المراكز بشكل علني".
وفي نهاية حديثها، قالت سارا خليل "بفضل تضحيات النساء ومقاومتهن استطاعت المرأة في كافة مناطق روج آفا بتغير اسم ومسار ثورة 19 تموز لثورة المرأة وعرفت العالم بثورتها في الشرق الأوسط والعالم، فالنساء عبر التاريخ هن من تتقدمن في الثورة بوجه الأنظمة الحاكمة والسلطوية والرأسمالية مثال على ذلك ثورة فرنسا وغيرها، وبالطبع عندما المرأة هي من تبدأ بالثورة فهذه الثورة ستنجح وتنتصر وستكون ثورة مبنية على الحرية والديمقراطية والعدالة بين الجنسيين".
"سنحافظ على مكتسبات ثورتنا"
من جانبها قالت الناطقة باسم مؤتمر ستار في مدينة كوباني لطفية محمود "بمناسبة الذكرى السنوية الـ 11 لانطلاقة ثورة 19 تموز، نستذكر المناضلات اللواتي ضحين بأرواحهن في سبيل حرية المرأة وتحقيق انتصارات خلال الثورة في روج آفا، كانت انطلاقة ثورة 19 تموز بمثابة انطلاقة لحرية المرأة في المنطقة، وحتى وصلت النساء لهذا المستوى والتقدم كان هناك تضحيات ومقاومة كبيرة من قبلهن لتصبح ثورة 19 تموز ثورة المرأة".
وأشارت إلى أن النساء قاومن وناضلن بوجه كل ما يعيق طريق تحرر المرأة من عادات وتقاليد وذهنية سلطوية وأبوية، بوجه الذهنية الحاكمة"، لافتةً إلى أن المرأة لعبت دورها الأساسي في الثورة لأن كان لها بنية أساسية لتنظيم النساء قبل انطلاقة الثورة "بعد انطلاقة الثورة حققت النساء منجزات عدة في كافة الأصعدة".
وفي ختام حديثها، قالت لطفية محمود "بشعار Jin jiyan azadî وثقت النساء ثورة روج آفا وانتشرت في أجزاء كردستان الأربع، لذلك يجب علينا نحن النساء بعد أعوام من المقاومة والنضال المحافظة على مكتسبات ثورتنا التي عرفت بثورة المرأة".