ثلاثة عقود من المقاومة الثقافية والتعليمية في ظل التهديدات

أكدت المتحدثة باسم لجنة التربية والتعليم في مخيم مخمور هيلين كارا، أنهم بدوءا العام الدراسي الجديد في المخيم في أعقاب الهجمات التي تعرضوا لها من قبل الدولة التركية، لكنهم رغم ذلك سيواصلون تعليمهم بلغتهم الأم.

جانيا جيان

مخمور ـ على الرغم من أن أهالي مخيم مخمور يتعرضون كل يوم لهجمات الدولة التركية إلا أنهم يواصلون تعليهم وقاموا بتأسيس نظام التعليم باللغة الكردية في خيام مخيم أتروش.

قام الأهالي الذين انتقلوا إلى مخيم مخمور عام 1998 ببناء مدارسهم الخاصة بالطوب، وقاموا بتنظيم الأنشطة التعليمية تحت مظلة النظام الوطني الديمقراطي الذي قدمه القائد عبد الله أوجلان. وتم بناء 5 رياض أطفال و4 مدارس ابتدائية ومدرستين إعداديتين ومدرسة ثانوية واحدة، وتم تعليم آلاف الطلاب في مدارس المعسكرات في النظام النموذجي.

وكان الطلاب الذين يواصلون تعليمهم حتى المرحلة الثانوية، يتوجهون إلى هولير لإكمال دراستهم الجامعية، لكن مع قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني وبالتعاون مع الدولة التركية، التي بدأت عام 2019، برفض طلبات الطلاب من المخيم للانضمام إلى الجامعات. ولذلك لا يستطيع طلاب المخيم الذهاب إلى الجامعات وعلى الرغم من ذلك تحاول لجنة تعليم مخمور تعليم أطفال وشباب المخيم.

وقالت المتحدثة باسم لجنة التعليم في حي مخمور، المعلمة هيلين كارا "مررنا كأهالي مخيم مخمور بعملية لجوء طويلة، نواصل حياتنا في ظروف صعبة رغم الفرص المحدودة. خاصةً في السنوات الأولى للجوء، بدأنا التعليم وما زال نظامنا التعليمي مستمراً حتى يومنا هذا. واجهنا خلال مسيرتنا التعلمية هجمات وعقبات وعوائق. لكن على الرغم من هذه الهجمات، لم نتوقف أبداً عن التدريس بلغتنا الأم".

وعن الصعوبات التعليمية والاقتصادية التي يعيشها المخيم أوضحت "بالطبع التعليم جزء من هذه المشقة والصعوبة. نظامنا التعليمي مستمر منذ ما يقارب 30 عاماً. أثناء عملية اللجوء تم البدء بالتعليم بفرص محدودة وظروف صعبة. وكمخيم هناك دائماً دائرة ونواجه صعوبات فيما يتعلق باحتياجات الحياة الاقتصادية والسياسية والإنسانية كما أنه من الصعب جداً الخروج من المخيم. وهذا يؤثر أيضاً على المجتمع من الناحية النفسية. عندما نفكر في التعليم، فإن عدد الطلاب يتناقص كل عام لأنه لا تتاح لهم فرصة الدراسة في الجامعة بعد تدخل الحزب الديمقراطي الكردستاني في عام 2019، كما لا يستطيع الطلاب إكمال الدراسة في الجامعة. وهذا له تأثير كبير على نفسيتهم. عندما يبدأ كل طالب في التعليم فإنه يأتي إلى المدرسة بحلم وهدف كبير. ولذلك فإن الهجوم والعرقلة الحاليين لهما تأثير كبير على المجتمع.

وأشارت إلى أن "التعليم هو الجزء الأكبر من المجتمع. لكن في المخيم لدينا فرص قليلة جداً من حيث الأدوات التعليمية، ومؤسسات حقوق الإنسان التي لا تقدم أي مساعدة، ويمكن القول إن هناك عزلة كبيرة على أهل المخيم. لكن رغم كل الهجمات والعقبات وانعدام الفرص، لن نتوقف عن النضال من أجل حقوقنا وهويتنا"، مضيفةً أن الدولة التركية هاجمت المخيم مرتين خلال أسبوع واحد. وبدأنا العام الدراسي الجديد في أعقاب الهجمات التي تعرض لها المخيم. وعلى الرغم من أننا مجتمع مدني، إلا أننا نتعرض لهجمات يومية وهناك صمت كبير من جانب الحكومة العراقية ضد هذه الهجمات التي تؤثر على الأطفال نفسياً.

وعن هجمات الدولة التركية على اللغة والثقافة والفن بينت أنه تم إنشاء قاعدة صحية للتعليم باللغة الأم من أجل الحفاظ على الثقافة والفن الكردي، كل الأشخاص الذين يريدون التعايش مع اللغة والثقافة يتعرضون للهجوم بكل الطرق. فالدولة التركية تشن هجمات ضد لغة وثقافة ووجود وهوية الشعب الكردي "كشعب كردي يجب علينا الدفاع عن لغتنا وثقافتنا ضد الهجمات"، لافتةً إلى أنهم في مخيم مخمور يتلقون تعليمهم بلغتهم الأم لأنهم مؤمنين بأن أولئك الذين يتلقون هذا التعليم سيكونون قادرين على تطوير مجتمعهم وتاريخهم وثقافتهم.

وفي ختام حديثها ناشدت هيلين كارا الشعب الكردي بأن يتحدث لغته الأم "يجب على كل فرد في المجتمع الكردي القيام بواجباته ومسؤولياته من أجل منع تدمير اللغة والثقافة الكردية من خلال التحدث بلغته الأم".