تحذيرات أممية من موجة جديدة من الممارسات الوحشية في كردفان

حذّرت الأمم المتحدة من تفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان، في ظل تصاعد القتال العنيف بمنطقة كردفان، مشيرةً إلى مقتل مئات المدنيين خلال الشهرين الماضيين جراء الغارات الجوية والقصف والهجمات بالطائرات المسيّرة.

مركز الأخبار ـ يشهد السودان أزمة إنسانية متفاقمة مع دخول النزاع عامه الثالث، وسط تصاعد أعمال العنف والانتهاكات الواسعة ضد المدنيين، وتؤكد التقارير الأممية أن أعداد الضحايا ارتفعت خلال الأشهر الماضية، معظمهم في دارفور وكردفان والخرطوم.

أصدر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، أمس الخميس الرابع من كانون الأول/ديسمبر، تحذيراً بشأن الأوضاع في السودان، معبّراً عن خشيته من اندلاع "موجة جديدة من الأعمال الوحشية" في ظل تصاعد القتال العنيف بمنطقة كردفان، ودعا الدول والمنظمات إلى التحرك العاجل لوقف القتال ومنع تدفق الأسلحة التي تزيد من اشتعال النزاع.

 

أحداث مروعة تشهدها الفاشر

وأكد المفوض، أن ما يحدث في كردفان يثير صدمة كبيرة، مشيراً إلى أن التاريخ يعيد نفسه بسرعة بعد "الأحداث المروعة" التي شهدتها مدينة الفاشر، مضيفاً أن المجتمع الدولي يجب ألا يسمح لكردفان بأن تتحول إلى نسخة أخرى من الفاشر.

وقال المفوض، إن ما لا يقل عن 269 مدنياً قُتلوا في شمال كردفان منذ الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، نتيجة الغارات الجوية والقصف والإعدامات الميدانية، وفي جنوب وغرب كردفان، أسفرت هجمات نُسبت إلى الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن مقتل 15 شخصاً على الأقل بينهم أطفال، خلال اليومين الماضيين، وفق مصادر محلية وإغاثية.

وأوضح مسؤول محلي في بلدة كالوقي بولاية جنوب كردفان، أن تسعة أشخاص بينهم أربعة أطفال قتلوا نتيجة قصف بطائرة مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع، مشيراً إلى أن إحدى القذائف أصابت روضة أطفال والأخرى مستشفى.

وفي غرب كردفان، أفادت غرفة الطوارئ بأن طائرة مسيّرة تابعة للجيش قصفت بلدة ناما، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل، وأدانت الغرفة الهجمات المتواصلة التي تسببت في تعطيل الحياة اليومية وتشريد المدنيين وتدمير البنية التحتية والخدمات، فيما يصعب الحصول على بيانات دقيقة بسبب انقطاع الاتصالات وانهيار المنظومة الصحية في معظم أنحاء البلاد.

وأفادت الأمم المتحدة، بأن النزاع الدائر في السودان أدى إلى مقتل نحو 40 ألف شخص، في حين أشار خبراء حقوقيين إلى أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى بكثير، كما وصفت المنظمة الوضع بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم حالياً، حيث تسبب النزاع في نزوح أكثر من 14 مليون شخص.

وخلال سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، ارتُكبت انتهاكات جسيمة شملت إعدام مدنيين ووقائع اغتصاب واعتداءات جنسية، بحسب تقارير حقوقية، ومنذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فرّ أكثر من 100 ألف شخص من المدينة، وسط مخاوف من أن يكون آلاف آخرون محاصرين أو قد قُتلوا أثناء محاولتهم الفرار، وتشير المصادر إلى أن قوات الدعم السريع حققت مكاسب ميدانية كبيرة منذ ذلك الحين.