تحذيرات أممية من مجاعة في السودان
حذرت منظمات عالمية من أن 26 مليون شخصاً في السودان يواجهون "انعدام الأمن الغذائي الحاد" وهو وضع فاقمته الحرب المدمرة في البلاد.
مركز الأخبار ـ أودت الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعشرات الآلاف من المدنيين ودفعت الملايين للنزوح وتسببت بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
أصدرت كل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" ومنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي بياناً مشتركاً، أمس الخميس 27 حزيران/يونيو، أكدوا فيه أن نحو 26 مليون شخص في السودان يواجهون مستويات مرتفعة من "انعدام الأمن الغذائي الحاد"، وهو وضع فاقمته الحرب الدامية في البلاد.
ولفت البيان إلى أن الأزمة قد تؤثر على حوالي 25.6 مليون شخص، بينهم 755 ألف شخص يعانون من الجوع، حيث يواجه 8.5 ملايين شخص ظروفاً طارئة، ووفقاً للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي "آي بي سي" فهناك تدهور شديد وسريع للأمن الغذائي في السودان.
وأشار البيان إلى "تدهور صارخ وسريع في وضع الأمن الغذائي" مقارنة بالأرقام السابقة التي نشرت في كانون الأول/ديسمبر الماضي مع زيادة بنسبة 45 بالمئة في عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وأوضح البيان أن "النزاع لم يتسبب بنزوح جماعي وتعطيل طرق الإمدادات فقط، بل تسبب في تقييد شديد لإمكانيات الوصول إلى المساعدات الإنسانية الأساسية، مما أدى إلى تفاقم الوضع المتردي"، بالإضافة إلى "اختلال كبير في الخدمات الصحية وتلوث المياه وسوء الصرف الصحي وظروف النظافة".
التجويع سلاحاً
وجاء تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي بعد يوم على اتهام خبراء في الأمم المتحدة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع باستخدام التجويع سلاحاً في الحرب، ونوهوا إلى أن الحكومات الأجنبية التي تقدم دعماً عسكرياً للطرفين في النزاع "متواطئة" في جرائم الحرب.
ولفت التقرير إلى أن 14 منطقة في البلاد تواجه خطر المجاعة الذي يمكن أن يصبح واقعاً بين حزيران/يونيو وأيلول/سبتمبر عام 2024.
وتعتبر المناطق التي تشمل الفاشر المحاصرة في شمال دارفور وأجزاء من العاصمة الخرطوم ومراكز رئيسية للنازحين في دارفور وجنوب كردفان، الأكثر تأثراً بالقتال المباشر حيث تخضع بعضها بما فيها جزيرة توتي وسط الخرطوم لحصار من قبل الطرفين منذ أكثر من عام.
ونوهت هيئات إغاثية والأمم المتحدة مراراً إلى أن الأزمة الإنسانية الحادة يمكن أن تتدهور أكثر مع اتساع رقعة القتال، مما سيدفع المزيد من السكان إلى النزوح.