تحالف ندى: اليوم العالمي للمرأة بمأساة عام آخر من التنكيل
حمل بيان تحالف ندى الذي يصدر قبل يومين من الاحتفال باليوم العالمي للمرأة حزناً على أوضاع النساء في الشرق الأوسط اللاتي تعانين ما تعانين من ألم الحرب والأزمات على الأصعدة الاجتماعية والحقوقية وغيرها.

مركز الأخبار ـ سلط تحالف ندى الضوء على المعاناة والآلام التي تعيشها المرأة في كل عام، في وقت يجدر بها أن تحتفل بيومها العالم بسلام وهي حاصلة على كافة حقوقها.
جاء في بيان التحالف الذي صدر اليوم الخميس السادس من آذار/مارس "يعود الثامن من آذار، اليوم العالمي للمرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على حاله، فالحروب والصراعات انهكتهن وبتن هدفاً حقيقياً للأنظمة الرأسمالية المتغطرسة التي تتغذى من أوجاع النساء ومآسيهن، فلا يمكن الحديث عن استقلال حقيقي واحتفاء بهن ويُنكل بهن من قبل المجتمع الذكوري والسلطة على سواء، ففي فلسطين المحتلة تحاول النساء تدارك ما عشنه من رعب وترهيب على يد المحتل ويقاومن في غزة المنتصرة ويحاولن ترميم أنفسهن ليعدن إلى بناء حياتهن بعد كل الخراب، وتقاسمهن في نفس المأساة السودانيات اللواتي جوعتهن الحرب المستمرة واخرجتهن من بيوتهن ليصبحن لاجئات دون مأوى وبأمراض كثيرة منتقلة بسبب التلوث وغيره".
وأضاف البيان "في سوريا تأبى النساء التأقلم مع واقع لايشبههن، فمنذ تسلم سلطة أحمد الشرع زعيم هيئة تحرير الشام جبهة النصرة سابقاً السلطة في دمشق تأزمت أوضاعهن وأصبحن مستهدفات بشكل واضح ومخيف وتم ابتزازهن في حقوقهن بفرض وصاية عليهن والادعاء ـ بعد كل هذه التضحيات التي قدمتها النساء ـ بأنهن غير مؤهلات للقيادة ومكانهن المنزل ولا يصلحن لمراكز القرار، تلك التصريحات المفجعة أثارت ردة فعل غاضبة من النساء في سوريا وحتى دول أخرى ساندتهن للتنبيه من خطورة مساعي السلطة الدينية في قمع حريتهن".
ولفت البيان إلى ما تعيشه النساء من قمع الدولة "في إيران أيضاً فإن تنفيذ أحكام الإعدام بحق الناشطات والحقوقيات والمشاركات في ثورة المرأة، الحياة، الحرية قد وصل أرقاما مرعبة."
واليمنيات هن أيضاً ضحايا للنظام الأبوي المتنكر لتضحياتهن أثناء الحرب وهن اللواتي دفعن الثمن باهظاً من صحتهن النفسية والجسدية واستقرارهن، ورغم ذلك تستمر السلطة الذكورية في اضطهادهن وقتل أو استهداف كل نفس حر وصوت ينادي بالحرية والتعددية، وهي قضايا تتشارك فيها أغلب النساء في الشرق الأوسط وحتى شمال أفريقيا وهي مقدمة لتوحيد نضالات النساء لمحاربة التسلط الأبوي والأنظمة الاوتوقراطية والرأسمالية المتغطرسة".
وأكد البيان على ضرورة الوعي بما تعيشه النساء من تحديات "مع هذا الواقع السوداوي الذي يجب وضعه حتى لا نخطئ التقدير والتوصيف، ولأن وضع الإصبع على الداء باب للإصلاح، يذكرُ تحالف ندى النسوي بأن وضع النساء ليس بالجيد حيث يحاصرهن الجوع والتهجير القسري والعنف المبني على النوع الاجتماعي والقتل والتمييز والتهميش، ولن يتغير وضعهن الا بتوحيد الصفوف والنضالات بعد أن بينت التجارب أن الأوجاع واحدة والقضايا مشتركة".
كما بين تحالف ندى أن حوالي 17 ألف فلسطينية قتلت في سنة على يد القوات الإسرائيلية، وقتلت حوالي 29 ألف سورية منذ بداية الحرب، وقتلت وعذبت آلاف السودانيات واليمنيات وغيرهن على يد الفصائل المسلحة والمتطرفين، معتبراً أن هذه "أرقام مفزعة ومخيفة دقت ناقوس الخطر لكن لم تحرك للجهات المسؤولة عن المآسي ساكناً وهو ما غذى الغضب النسوي ليس في مناطقنا فقط بل وفي العالم ويتضح ذلك عبر البيانات إن كان في بلدان المنطقة أو حتى في إيطاليا والهند والدول الآسيوية".
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، جدد تحالف ندى التأكيد على أن النضال النسائي المشترك هو ضمان الخروج من مرمى الحروب والإبادة، كما جدد تحالف ندى النسائي الإقليمي استنكاره لاستمرار قهر النساء في المنطقة، وتواصل الاعتداء عليهن من قبل الأنظمة الرأسمالية، والذي أعطى استمرار الإجرام لتطبيع المجتمع الدولي والأنظمة الإمبريالية والرأسمالية مع قتل النساء واستهدافهن.
ويرى التحالف أن "استمرار انتهاك حقوق النساء والحرمة الجسدية لهن لن يدفع إلا بنشر الفوضى والتطبيع مع العنف، وندعو المجتمع الدولي إلى التحرك فعلياً لإيقاف مآسي النساء في فلسطين وسوريا والسودان والعراق واليمن وليبيا وتركيا وإيران وأفغانستان وكل المناطق التي تشهد حروباً وصراعات أهلية وقبلية ودولية".
كما جدد دعوته لاتخاذ خطوات ملموسة لإيقاف الانتهاكات بحق النساء "التنديد وحده لم يعد كافياً، لذلك نحث الحركة النسوية العالمية على تحكيم أسس التضامن مع كل النساء دون تمييز وإقصاء، وندعو الهيئات الأممية إلى إطلاق حملات داعمة للنساء في مناطق الصراع، ونذكر بأن الوضع في العالم متشابه".
واختتم تحالف ندى بيانه بالتأكيد على "ضرورة الدفاع عن تجربة الثورة النسائية الوليدة في إقليم شمال شرق سوريا، وحمايتها من الهجمات الممنهجة التي تطالها، لأن أي ضرر جدي قد يلحق بهذه التجربة الفريدة وغير المسبوقة من حيث مستواها ومنجزاتها، سيكون له تداعيات كبرى على كل نساء المنطقة".