'سنرفع من وتيرة نضالنا أمام الذهنية الأبوية'
أصدر مؤتمر ستار بالتنسيق مع دار المرأة بياناً للتنديد بجرائم القتل التي ارتكبت مؤخراً بحق عدة نساء من مناطق مختلفة بإقليم شمال وشرق سوريا.
الحسكة ـ طالبت التنظيمات النسائية في مدينة الحسكة بإقليم شمال وشرق سوريا بتحقيق العدالة وتطبيق القوانين الصارمة بحق مرتكبي الجرائم بحق النساء بكافة أشكالها وإصدار أقسى العقوبات من دون رادع.
شهدت كل من مدينة الدرباسية وتربسبيه والحسكة في مقاطعة الجزيرة إضافة لمقاطعة منبج بإقليم شمال وشرق سوريا جرائم قتل بحق النساء، في وقت لا تزال فيه التحقيقات جارية لكشف ملابسات الجرائم، وأدلى مؤتمر ستار بالتنسيق مع دار المرأة اليوم الاثنين 13 أيار/مايو بياناً إلى الرأي العالم تنديداً بجرائم القتل التي ارتكبت مؤخراً بحق عدة نساء من مناطق مختلفة بإقليم شمال وشرق سوريا، وذلك في مدينة الحسكة بمقاطعة الجزيرة، بحضور العشرات من عضوات التنظيمات والحركات النسائية.
وجاء في نص البيان "في ظل الظروف التي تعيشها مناطقنا من محاولات الأعداء المتربصين بإرادة الشعوب في أن تحيا الحرية والعدالة والمساواة إلى جانب تبعيات العقلية والذهنية السلطوية السائدة والعادات والتقاليد البالية التي تنعكس بدورها على تطور ورقي المرأة ووعيها، تم العمل على إبعاد المرأة على طبيعتهن وحولتها إلى أداة لتحقيق مصالحها الشخصية وأهدافها، لتغدو سلعة للبيع وآلة للإنجاب، كما أصبحت ضحية لتلك الذهنية وتعاني من التهميش وتتعرض لكافة أشكال الانتهاكات من تشهير واغتصاب وزواج قسري وحتى القتل الذي أصبح الوسيلة للخلاص من مقاومة المرأة تجاه العقلية التي تواجهها".
وأضاف البيان أنه في مواجهة كل الضغوط والعنف والعبودية التي تواجهها النساء الآن يمكن للمرء القول بأن النضال والكفاح الذي تقوم به المرأة والمقاومة التي تبديها ضد هذه الظواهر في إقليم شمال وشرق سوريا لاقت صدى على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي مستلهمة في ذلك من المكتسبات التي حققتها ثورة المرأة، وأمام هذا المشهد من التطور الذي تحققه المرأة لا يخلو الأمر من التحديات والصعوبات والترهيب ومنع مشاركتها في بناء المجتمع والتعرض للقتل تحت مسميات كثيرة منها جرائم الشرف والانتحار الذي يحمل في باطنه جرائم مخيفة".
وأشار البيان إلى أن الأسباب التي تؤدي إلى قتل النساء ما هي إلا ذرائع واهية "تتعدد الأسباب ولكن الهدف يبقى واحد وهو قتل النساء، فقتلهن يعني قتل الحياة وقتل نضالهن التاريخي وقتل كل الإنجازات التي حققنها، فالمرأة هي مصدر الحياة الحرة فبدون حرية المرأة لا يمكن للمجتمع أن يكون حراً ولا للطبيعة أن تكون جميلة، وأغلب الأحيان يقوم القاتل بخدع ماكرة من أجل تضليل العدالة ويحاول قدر الإمكان أن تكون القضية لصالحه ويخرج حراً طليقاً بعد أن أزهق روحاً كان من حقها أن تحيا".
وأكد البيان في ختامه على ضرورة رفع وتيرة النضال أمام الذهنية الذكورية ومحاسبة قتلة النساء "من خلال ما سردناه عن جرائم القتل التي ارتكبت بحق النساء مؤخراً لن نقف مكتوفي الأيدي بل سنرفع من وتيرة نضالنا أمام الذهنية السلطوية الأبوية، متخذين فلسفة تحرير المرأة أساساً في ذلك، كما نحث كافة المؤسسات النسائية التحرك سريعاً لنجعل قضية قتل النساء في واجهة كل القضايا ولنعمل معا في الحد من قتل المزيد منهن، ونطالب بتحقيق العدالة وتطبيق القوانين الصارمة بحق مرتكبي جرائم قتل النساء بكافة أشكاله وإصدار أقسى العقوبات بحقهم".
والجدير ذكره أن مدينة الحسكة شهدت مقتل امرأة تدعى "رثاء محمود" وهي حامل في الشهر الرابع بذريعة "الشرف"، كما شهدت ناحية الدرباسية جريمتي قتل عن عمد، الضحية الأولى وتدعى "جيهان بيجو" قتلت نحراً وقد قيل أنها أقدمت على الانتحار، بينما تم قتل "رشا صلاح" حرقاً، فيما شهدت بلدة تربيسبية ومدينة قامشلو جريمتان، إحداهما راحت ضحيتها امرأة كبيرة في السن.