شمال وشرق سوريا... مطالبات بفتح تحقيق دولي بشأن الهجمات التركية
دعت الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بالخروج عن صمتهم وتوضيح موقفهم حيال ممارسات تركيا وهجماتها على مناطق شمال وشرق سوريا.
قامشلو ـ طالبت الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، بفتح تحقيق دولي بشأن الهجمات التركية المستمرة على المنطقة، داعيةً المجتمع الدولي والأمم المتحدة وحقوق الإنسان بضرورة إبداء مواقف واضحة حيال الممارسات التركية.
أصدرت الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، اليوم الأربعاء 18 تشرين الأول/أكتوبر، بياناً إلى الرأي العام، ندد فيه باستمرار الهجمات على المنطقة والتي أودت بحياة عشرات المدنيين وإصابة آخرين، وتضرر في البنية التحتية.
وجاء في البيان "استمراراً لسياساتها العدائية وبهدف تدمير مقدرات المنطقة الاقتصادية والبشرية والأمنية وبحجج واهية قامت الدولة التركية بعدوان غاشم على مناطق شمال وشرق سوريا في الفترة الممتدة من الخامس إلى التاسع من تشرين الأول الجاري بمختلف أنواع الأسلحة المدمرة مستهدفة منشآت خدمية وحيوية وبنى تحتية بهدف ضرب أمن واستقرار المنطقة وإضعاف جهود الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في تطوير الواقع الخدمي والاقتصادي. ومنع القوات الأمنية والعسكرية من إتمام مهامها في الدفاع وحماية المنطقة من مخططات الفتنة ومكافحة خلايا داعش والمآرب المتعددة للقوى والأطراف المتربصة بمناطقنا وبمكاسب شعبنا ومشروعه الديمقراطي التعددي وشراكة مكوناته فيما بينهم".
وأضافت "في الوقت الذي نؤكد في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن استمرار نضالنا في حماية مكاسب شعبنا ومكافحة الإرهاب والعمل المستمر نحو بناء تجربة ديمقراطية رائدة في سوريا الواحدة الموحدة، ننادي جميع القوى الفاعلة في سوريا ومؤسسات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان ومجلس الأمن والفعاليات المجتمعية والمدنية بضرورة الخروج بمواقف واضحة حيال ممارسات تركيا ضد مناطقنا وشعبنا وعرقلتها العلنية لمساعي شعبنا في مكافحة الإرهاب وضمان الاستقرار وتهديدها المستمر لمكاسبنا المشتركة مع التحالف الدولي ضد داعش والقوى المتطرفة مع إصرارنا على ضرورة فتح تحقيق علني وحيادي وشفاف حيال ممارسات تركيا ضد مناطقنا من قبل لجان دولية مختصة".
وشدد على أنه "يجب تقديم كل المسؤولين عن عمليات التدمير واستهداف سبل العيش لشعبنا وتسببهم لفقدان أبناؤنا لحياتهم لمحاكم مختصة. تركيا اليوم ترتكب جرائم حرب متكاملة الأركان في مناطقنا وهذه الجرائم يجب ألا يتم السكوت عنها، من رؤيتنا نؤمن بأن العنف يعمق الأزمات لذا كل ما يؤدي للعنف وزهق الأرواح ندينه بشده، كما ندين أيضاً ما حصل في غزة من استهداف المشافي وذهاب إثر ذلك ضحايا مدنيين بينهم أطفال، هذه الأعمال مدانة وجرائم حرب، لابد للجميع أن يسعى لمنع تطور العنف وحل الأمور جميعها بالحوار".
ونادى البيان جميع المنظمات والجهات التي ساهمت في تحقيق الاستقرار مع القوات العسكرية في شمال وشرق سوريا بهدف تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، إن تضاعف جهودها في دحر الإرهاب والهجمات نحو إعادة التأهيل للمرافق والبنى المدمرة بالتعاون مع جهود الإدارة الذاتية لضمان سير العمل نحو تحقيق الاستقرار والحفاظ عليه من خلال إعادة ما تم تدميره ليعود ويدعم سبُل العيش ومساعي توفير الخدمات.
وأكد البيان على أن "هذه الهجمات مهما ارتفعت وتيرتها تزيدنا إصراراً على الدوام على مسيرة شهداؤنا وإحقاق حقوق شعبنا الذي سينتصر بوحدته وتآلفه وقوة تماسكه بمختلف مكوناته وهنا تعويلنا على وعي شعبنا وتمسكه بمشروعه الديمقراطي كبير كذلك التفافه المستدام حول مؤسساته وقواته الأمنية والعسكرية حيث بهذا الوعي والالتفاف نضمن إفشال كل مخططات استهداف شعبنا وضمان نصره كما انتصر على الإرهاب ومخططاته".
وتضمن البيان حصيلة الهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا والأضرار الناجمة عنها إلى وقت كتابة هذا الخبر، مشيراً إلى أنه تضرر أكثر من 5 مليون مواطن نتيجة استهداف قطاع النفط من خدمات الغاز والمحروقات وذلك نتيجة استهداف 17 موقع ومنشأة منها محطة السويدية الحيوية التي تغذي عموم مناطق شمال وشرق بالكهرباء والغاز ومواقع أخرى في ريف تربسبية وجل آغا وديرك.
وأوضح البيان أنه تم استهداف 11 موقعاً لمحطات الكهرباء وتضرر ما يزيد عن مليوني نسمة من هذا الاستهداف في مناطق الحسكة وعامودا ورميلان وتربسبية وقامشلو والدرباسية وأريافهم جميعاً، كما تضرر موقعين للمياه أدى لتوقف 18 محطة في منطقة الجزيرة نتيجة الاستهداف وقطع الكهرباء وخرجت عن الخدمة؛ منها محطة علوك الاستراتيجية بالنسبة للحسكة وريفها.
ولفت البيان إلى أن الهجمات تسببت في خروج مستشفيين عن الخدمة في منطقة الجزيرة وكوباني بشكل كلي، في الوقت الذي أدى فيه إلى توقف العملية التربوية وتضرر آلاف الطلاب من اللذين لم يتمكنوا من متابعة تعليمهم نتيجة استهداف 48 موقعاً تعليمياً وتربوياً، مؤكداً استشهاد طفلين إثر ذلك، وجرح طفلة وبتر ساقيها.
وأشار البيان إلى خروج 3 مواقع لمنشآت صناعية عن الخدمة في عدة مناطق من الجزيرة وكوباني، بالإضافة إلى تدمير أكاديمية لتدريب قوى الأمن الداخلي المختصة بمكافحة المخدرات بشكل كامل في منطقة رميلان في الجزيرة، وتوقف جهود وعمل هذا المركز في حماية المجتمع من هذه الآفة الخطيرة وتعطلت برامج الحماية والتوعية.
ووصلت عدد المواقع والمنشآت ومراكز الكهرباء والنفط والتعليم المستهدفة من قبل الاحتلال التركي إلى 104 مواقع بين مدمر، متضرر وخارج عن الخدمة، كما جاء في البيان الذي نوه إلى أنه تم تنفيذ 580 ضربة جوية وبرية من أقصى ديريك وصولاً إلى الشهباء لتشمل هذه الضربات عموم مناطق الإدارة الذاتية وذلك حتى 9 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
واستشهد على إثر تلك الهجمات 44 شخصاً وإصابة 55 آخرين بينهم مدنيين وأطفال وقوات الأمن الداخلي- الأسايش ، منهم 29 شهيد من قوات مكافحة المخدرات.