صحفية يمنية: القيود تنهك الصحفية في طريقها لرئاسة التحرير

في عالمٍ تهيمن عليه العقلية الذكورية والتحديات السياسية والأمنية، تطمح الصحفيات اليمنيات للوصول إلى مناصب قيادية في المرافق الإعلامية والحكومية، اللتين تفتقران لوجود أي امرأة في منصب يخولها من اتخاذ قرار إعلامي يوجه الرأي العام بشكل جيد.

فاطمة رشاد

اليمن ـ تواجه الصحفيات في اليمن عقبات متعددة، وهو ما يجعل منصب رئيسة التحرير حكراً على قرينها، وفي حال حصلت عليه النساء إما يكون تشرفياً أو في صحف ومؤسسات خاصة وليست حكومية.

حظيت الصحفية منال أمين بفرصة أن تكون رئيسة تحرير لكن في القطاع الخاص، وبعيداً عن أي وسيلة إعلامية حكومية رغم أنها تعمل في مرفق إعلامي حكومي، إلا أنها حظيت بهذا المنصب لرئاسة صحيفتين في القطاع الخاص تهتمان بقضايا النساء.

وعن تجربتها في هذا المنصب قالت منال أمين "أضافت ليّ تجربتي في تولي منصب رئيسة تحرير لصحيفة صوت الأمل وصحيفة المرأة في التنمية والسلام الخاصة، بعدما تدرجت في السلم الوظيفي لمركز معلومات اليمن، الذي يهتم بقضايا النساء في اليمن ويسعى إلى إبراز المشاكل التي تعاني منها المرأة في مجتمع يمتاز بالتهميش المتعمد للنساء".

وعللت ما سبق إلى أن "المرافق الحكومية لوسائل الإعلام لا تعطي مساحة كافية للمرأة الصحفية للإبداع والابتكار والتطوير، إلى جانب أن أغلب من يسيطر على تلك المناصب القيادية لرئاسة التحرير أو منصب مدير التحرير هم الرجال بدرجة رئيسية بل وأن هناك تمييز في المعاملة ولا تمنح الصحفية الثقة الكافية لتولي هذه المناصب القيادية في الصحف الحكومية".

وعن الفروقات بين إعلام القطاع الحكومي والخاص في عمل الصحفية، أوضحت "حظيت الصحفية في القطاع الخاص في الفترة الأخيرة بفرصة لا بأس بها، ومع انتشار المنصات والمراكز الإعلامية والمواقع الإلكترونية الخاصة زاد ذلك من استقطاب وقبول عمل الإعلامية".

وأضافت "على عكس القطاع الحكومي فإن القطاع الخاص يعمل على تطوير مهارات الصحفية بشكل مستمر، حيث يستثمر طاقات الصحفية ويعطيها مساحة من العمل والتطور والابتكار، وبما أن أغلب مؤسسات الإعلام تنشط في القطاعات الخاصة فإن الإعلام الخاص قد يتبع سياسة معينة لجهة معينة أو حزب".

ولفتت الانتباه إلى أن "الإعلام الحكومي لا يعمل على تأهيل الصحفيات وإعطائهن فرص في تقلدهن مناصب إدارية في الصحيفة بعكس القطاعات الخاصة التي نرى  فيها الكثير من الصحفيات رئيسات تحرير في مواقع ومنصات وكذلك مراكز، فالشيء الذي افتقرته الصحفية في الإعلام الحكومي وجدته في الخاص وهذا يعد من التحديات التي تواجهها الصحفيات في الوقت الحالي".

وكأي صحفية يمنية، تعترض مسيرة منال أمين العديد من الصعوبات "تعاني الصحفية في اليمن خاصة في الفترة الأخيرة صعوبات كثيرة أبرزها الوضع الأمني والتقسيم السياسي في اليمن الذي قيد من حركة الصحفية، فأصبحت في بعض المحافظات اليمنية معتقلة ومتهمة ومهددة بالقتل والتصفية، فهناك صحفيات لا تستطعن ممارسة عملهن بحرية تامة في محافظات معينة فتضطررن للتوقف عن العمل الصحفي وتكتفين بأن تكن ربات منازل أو أنهن تطلبن لجوء أو تسافرن وتغادرن البلاد، أو تواجهن التحديات القائمة في تلك المحافظات وهذا للأسف يعرضهن للخطر".

وأضافت أن "التحدي الأصعب يكون مالياً، فهناك صحفيات لا تحصلن على رواتبهن بشكل شهري بسبب تأخير الرواتب إلى عدة شهور وهذا ما يجعلهن تتجهن إلى القطاع الإعلامي الخاص والسبب أنه هو الذي يسيطر في الغالب ويعطي راتب منتظم، فالإعلامي الحكومي يفتقر إلى الكثير إلى جانب ضعفه في إعطاء الصحفيات التأهيل الذي تردنه في تطوير أنفسهن وتطوير مردودهن المالي، وبذلك يصبح القطاع الخاص ملجأهن".

وأشارت إلى أن "التحدي الاجتماعي أيضاً يقف عائقاً في طريق الصحفية، حيث اعترض طريق الصحفيات في الفترة الأخيرة باعتبار أن عملهن بشكل عام يعد معيباً بسبب العقلية الذكورية التي ما تزال تنظر لعمل النساء العاملات على أنه عيب خاصة الإعلاميات بدرجة أساسية أي بالنسبة لهم تعد من الخطوط الحمراء".

وبحسب دراسة قدمها مركز الإعلام الاقتصادي في اليمن، فإن امرأة واحدة استطاعت أن تصل إلى رئاسة التحرير لصحيفة حكومية وهي الصحفية نادرة عبد القدوس التي تعرضت إلى حملات تشويه لإجبارها على التنازل عن هذا المنصب، كان ذلك في عام 2015 ولم تكمل العام.

بينما تصل نسبة الصحفيات اللاتي تقلدن منصب رئيسة تحرير في القطاع الخاص أكثر من عشر صحفيات ويزيد العدد كلما ظهرت منصات صحفية تهتم بالشأن الصحفي في اليمن.