رسائل من خمس سجينات سياسيات: صوتنا كان قوياً بما يكفي ليصل إلى آذانكم... سننتصر معاً

نشرت صحيفة لوموند في عددها الجديد خمسة رسائل من خمس سجينات معتقلات في السجون الإيرانية، قلن من خلالها "سنكون في جبهة المظلومين والمهمشين ضد الظالمين حتى تحقيق النصر".

مركز الأخبار ـ وجهت خمس سجينات معتقلات في سجن إيفين ويزد رسائل أشرن فيها إلى نضالات الشعب الإيراني ومعاناة السجناء/ات السياسيين، مؤكدات على أن النظام الإيراني سينهار أمام انتفاضة النساء.

الرسائل الخمسة هي من الناشطات السياسيات المعتقلات السجينات زينب جلاليان، وسبيده قليان, وجلرج إيرائي، ونرجس محمدي ونيلوفر بياني، وسيتم قراءتها في اجتماع "السجناء السياسيون من إيران وخارجها، أصوات قوية خارج أسوار القمع" الذي سيعقد في 22 أيلول/سبتمبر في باريس.

زينب جلاليان، سجينة سياسية كردية أمضت أكثر من 16 عاماً من حياتها في مختلف سجون إيران وتتواجد حالياً في المنفى في سجن يزد وعلى بعد 1500 كيلومتر من مسقط رأسها، أشارت في رسالتها إلى جرائم أيران في السجون "خلال سنوات سجني الطويلة، شهدت العديد من الجرائم. لقد شهدت الكثير من الإهانات والافتراءات والشتائم، وتعذيب السجناء، والأصعب من ذلك كله أنني شهدت إعدام رفاقي. فهل هناك ألم أعظم من هذا؟ لكن هؤلاء الظالمين يريدون مني أن أعبر عن الندم، وأنا الذي رأيت كل هذه القسوة بأم عيني، هل يجب أن أعبر عن الندم؟".

وأشارت إلى أنها أمضت أكثر من 16 عاماً من السجن والتعذيب الجسدي والعقلي والتهديد بالاغتصاب والضرب المبرح والإصابات الجسدية الشديدة الناجمة عن التعذيب الوحشي الذي تمارسه السلطات الإيرانية والنفي من مختلف السجون "الحرب والتعذيب والقتل والذبح، يتم والظالمون يبررون جرائمهم. ولكنني لا أتمنى موت الظالمين. بل أريد أن نقاتل معاً ونطردهم من أرضنا، حتى لا نخجل من المستقبل".

وأضافت من خلال الرسالة "منذ أكثر من 16 عاماً، أعيش في سجون ومعتقلات هؤلاء الظالمين من أجل الحرية والعدالة والمساواة. لكن ألمي ليس السجن، بل فقدان الحرية وفقدان الأحبة الذين لن تُسمع صرخاتهم من أجل الحرية. أولئك الذين لم ينضموا إلى الحكومة المتعطشة للدماء وضحوا بحياتهم بشرف واعتزاز في طريق الحرية. وطالما حييت، سأكون في جبهة المظلومين والمهمشين في مواجهة الظالمين حتى تحقيق النصر".

وكتبت الناشطة في مجال حقوق المرأة والسجينة السياسية المسجونة في سجن إيفين نرجس محمدي، في رسالتها "هل تسمعون صوت تصدع جدار الخوف في إيران؟ وقريباً ستسمعون صوت سقوطها بفضل إرادة الإيرانيين وتصميمهم".

وأشارت نرجس محمدي إلى وضع المرأة الإيرانية في ظل النظام الديني والأبوي للبلاد "لكننا كسرنا القيود واحدة تلو الأخرى حتى بدأت انتفاضة Jin jiyan azadî".

وتتذكر نرجس محمدي من خلال الرسالة انتقالها من الجامعة إلى العمل مع مركز المدافعين عن حقوق الإنسان، وتكتب أنه في كل مرة كانت هناك عقبة أمام أنشطتها "إن نشر هذه الرسالة يظهر أن صوتنا كان قويا بما يكفي ليصل إلى آذانكم... سننتصر معاً".

وكتبت الناشطة في مجال حقوق المرأة والسجينة السياسية المسجونة في سجن إيفين سبيده قليان، في رسالتها "صوتي يأتي من خلف الجدران التي شهدت التعذيب والخنق خلال خمسين عاماً من حياتها، لكنه في الوقت نفسه أصبح بمثابة صرخة للحرية".

وتصف الانتفاضة الثورية "Jin jiyan azadî"، بأنها كانت تجربة كبيرة ورائعة من قبل الأهالي، والتي استندت إلى التجارب والنضالات السابقة، مؤكدة على أهمية الحركة العمالية.

كما خصصت نيلوفر بياني، الباحثة والناشطة البيئية التي حكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات بتهمة التجسس، الجزء الرئيسي من رسالته لذكرى ضحايا الانتفاضة، وكتبت عن تعذيب السجناء والضغط على نشطاء البيئة، مطالبة الجميع بالاهتمام بالبيئة.

جلرخ إيرائي، كاتبة تبلغ من العمر 34 عاماً، قبعت في السجن لمدة ست سنوات، وتم اعتقالها مرة أخرى مع بداية الانتفاضة الثورية "Jin jiyan azadî"، وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات، وكتبت في رسالتها "لا شك أن الشارع هي السبيل الوحيد نحو الثورة ونهاية الدكتاتورية".

وأضافت "لقد أرسل المجتمع الدولي رسالة إلى المتظاهرين الإيرانيين مفادها "أنتم وحدكم"، ولهذا السبب، فهو يعتقد أن الطريقة الوحيدة للفوز هي تعبئة جماهير الناس في الشوارع".

وأكدت "مهما كانت الطريقة، فلنتأكد من أننا سنزيل القبضة الخانقة بشكل أكثر حسماً من أي وقت مضى".