رفيقات ساكينة آرت: سنستمر بالنضال من أجل السلام

"كانت تتصف بالشجاعة والإرادة القوية" هذا ما اعربهن أمهات السلام عن شخصية ساكنية آرت، مؤكدات على استمرارهن على نهجها لتحقيق السلام.

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ تعرّف أهالي آمد بشمال كردستان على ساكينة آرت أمام بوابات السجن حيث كانت تناضل من أجل تحقيق السلام، كانت أم ورفيقة ومناضلة للشعب الوطني، وتتميز أيضاً بخطابها القوي ووقفتها الصامدة أمام انتهاكات الدولة التركية بحق الشعب الكردي في المنطقة.

وفي 12 آذار/مارس 2025، توفيت ساكينة آرات إحدى مناضلات جمعية أمهات السلام التي تأسست في التسعينيات، في آمد عن عمر يناهز 91 عاماً، ودفنت في مقبرة يني كوي في آمد بناءً على وصيتها، وشارك في مراسيم عزائها الآلاف من سكان المنطقة، خاصة النساء.

 

"كرست حياتها من أجل السلام"

تحدثت أمهات السلام اللواتي فقدن أبناءهن في النضال من أجل الحرية عن صديقتهن ساكينة آرت، ومن أحدهن أم السلام ميرفت دمير التي بينت بأن ساكينة آرات نقلت لها خبر وفاة ابنها الذي فقد حياته في النضال من أجل الحرية، فما كان منها إلا أن تتأثر بصبرها ونضالها رغم الألام الذي عانته، مؤكدةً على أنهن ستواصلن إرثها النضالي حتى تحقيق السلام.

وأضافت "لقد عانت الأم ساكينة آرات كثيراً، لقد كانت أم لنا جميعاً، كانت تمنحنا القوة في كل مرة نراها فيها، لقد كرست حياتها لنضال الأمهات من أجل السلام، عندما تلقيت هذا الخبر المؤلم، شعرت وكأنني فقدت والدتي مرة أخرى، كنا نتصل بها ونسألها طوال الوقت، آخر مرة اتصلت بي كانت قبل وفاتها، قالت إنها بخير، وسيتحقق السلام قريباً".

 

"عندما يحل السلام ستزول هذه المشاكل"

ولفتت ميرفت دمير إلى أن أعظم ما كانت تتوق إليه ساكينة آرات هو أن يتحقق السلام، "لقد عانينا كثيراً من أجل هذه القضية، فقد كانت تقول عندما يحل السلام، ستزول هذه المشاكل، وفي آخر مرة ذهبنا معها إلى مقبرة الشهداء قالت عندما يحل السلام، سآتي إلى هنا مرة أخرى، ما زال جرحي الذي دام 30 عاماً نازفاً، مهما تحدثها عن الأم ساكينة آرت فلن نستطيع أن نعطي للكلمات معنى ما كانت تتصف فيه من سمات إنسانية وقوية".

 

"نضال الأمهات هذا لن يذهب سدى"

وتعهدت ميرفت دمير بمواصلة وتوسيع نطاق نضال رفيقتها ساكينة آرات من أجل السلام، "لن نترك إرثها ودربها حتى يحل السلام، لن تذهب المعاناة سدى، سنحمي هذا العمل، لقد رحلت وهي متشوقة للسلام، ولكننا سنعمل على تحقيق آمالاها، لقد كانت أماً شجاعة جداً ومطمئنة".

 

"لقد شجعنا كفاحها ونضالها"

أشارت كودريت اريلماز، أم السلام، إلى حياة ساكينة آرات المليئة بالنضال والجهود، "لقد عانت كل الآلام ومع ذلك ظلت تكافح، على الرغم من كل هذا الألم، إلا أنها أعطتنا القوة وشاركتنا في آلامنا، لقد شكل كفاحها مصدر قوى لنا، لقد فقدت ابنتي ولم يشيعوا جنازتها إلا بعد ستة أشهر، جاءت الأم ساكينة آرات إلى منزلي ذات يوم، ووضعت يدها في يدي وقالت انظري يا كودريت، أولادنا ليسوا أولاد حداد، لا يجب أن نبكي على أولادنا، رؤوسنا عالية بشرفهم وكرامتهم، هذا الشرف ليس من نصيب الجميع، لا تفسدوا مقام الشهداء، لقد كانت صابرة، من هنا نعدها بأننا لن نمر مرور الكرام، سنستمر في مواصلة نضالها".

 

من هي ساكينة آرات؟

وُلدت ساكينة آرات عام 1934 في كوتاهية، حيث نُفي والدها بعد تمرد شيخ سعيد، كما توفي ابنها جمال آرات في عام 1984 في مرحلة الإضراب عن الطعام ضد ممارسات القعمية والوحشية التي كانت ترتكبها الدولة التركية ضد المعتقلين السياسيين في سجن ديار بكر، وبعد انضمام ابنيها الآخرين تاج الدين ومراد إلى حزب العمال الكردستاني، توفي أحد أبنائها في حادث سير، وتوفيت ابنة ساكينة آرات البالغة من العمر 17 عاماً في ظروف مريبة.

كما توفي طفلا ساكينة آرات في سن مبكر، منذ انقلاب عام 1980، ناضلت ساكينة آرات وشاركت في أنشطة جمعية أمهات السلام التي تأسست في التسعينيات.