قصف وحصار مستمر ومطالبات بإعلان المجاعة رسمياً شمال غزة
بعد تحذيرات من انتشار المجاعة شمال قطاع غزة في ظل استمرار الإبادة الجماعية، طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المنظمات الدولية والأممية بـ إعلان المجاعة رسمياً في شمال القطاع، مع مرور أكثر من 50 يوماً على منع إدخال المساعدات إليها.
مركز الأخبار ـ يخضع شمال قطاع غزة منذ أكثر من شهر لحصار بعد عملية عسكرية شنتها القوات الإسرائيلية، ليواجه السكان أسوأ أيام التجويع والقصف والتهجير وإبادة جماعية وتطهير عرقي أمام مرأى العالم وسط دوي.
أدت غارة جوية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة اليوم الاثنين 11تشرين الأول/نوفمبر، إلى مقتل أربعة مدنيين وإصابة آخرون، بينهم مسنة، كما قامت بقصف خيام النازحين في منطقة السوارحة غرب مخيم النصيرات مما أدى لمقتل ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية.
مطالبات بإعلان المجاعة في شمال غزة
طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المنظمات الدولية والأممية في بيان لها اليوم بـ إعلان المجاعة رسمياً شمال قطاع غزة، مع مرور أكثر من 50 يوماً على منع إدخال المساعدات والبضائع لمئات الآلاف من السكان المحاصرين، الذين يتعرضون لأعنف حملة إبادة جماعية للقضاء عليهم بالقتل والتهجير القسري والجوع.
ونوه البيان إلى أنه يواجه عشرات الآلاف المدنيين بينهم عشرات المرضى في ثلاثة مستشفيات شمال القطاع خطراً محدقاً بالموت جوعاً، أو الخروج بتداعيات صحية دائمة جراء الحصار غير القانوني التي فرضته القوات الإسرائيلية.
وأوضح البيان أن القوات الإسرائيلية منعت إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وشمالها، منذ الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر الماضي، كما منعت إدخال البضائع في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضي لتشن بعدها عملية عسكرية واسعة النطاق بحق المدنيين من سكان مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون ما فصل فعلياً شمال غزة عن باقي القطاع.
وقال المرصد الأورومتوسطي أن القوات الإسرائيلية دمرت مئات المنازل والمراكز الصحية ومراكز والمدارس التي تأوي نازحين منذ الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مما أسفر عن مقتل قرابة 1900 مدني وإصابة أكثر من 4 آلاف آخرين، كما أجبرت عشرات آلاف المدنيين على النزوح قسراً من منازلهم.
ولفت المرصد إلى أن السكان الذين لا يزالون في المناطق الشمالية من قطاع غزة يعيشون تحت الحصار الخانق الذي فرضته القوات الإسرائيلية ويتعرضون لقصف متواصل ومتعمد، ويفتقدون لأبسط مقومات الحياة اليومية من مياه صالحة للشرب وغذاء ودواء، في وقت تستهدف فيها الأخيرة كل من يحاول الخروج بحثاً عن الطعام.
ولفت المرصد إلى أن الفلسطينيين الذين يواجهون حاليا أسوأ أيام التجويع والقصف والتهجير لم يكونوا تعافوا أصلا من موجات التجويع السابقة، التي برزت في محطات مختلفة نهاية العام الماضي وعدة مرات في الأشهر السابقة.
وتقوم القوات الإسرائيلية بعملية تطهير عرقي شمال القطاع، حيث يجري إجلاء للسكان المتبقين في المنطقة بالقوة، وتقوم بتدمير منازلهم والبنى التحتية، وشق طرق واسعة في المنطقة لاستكمال فصل التجمعات السكانية في شمال القطاع عن وسط مدينة غزة.
بقايا الذخائر غير المنفجرة تهدد الإعمار
قال مسؤول أممي إن بقايا الذخائر غير المتفجرة في غزة تشكل تهديداً طويل الأمد في القطاع وتعيق الأنشطة المستقبلية وإعادة الإعمار والتعافي، الأمر الذي يتطلب استجابة عاجلة بمجرد أن تضع الحرب الحالية أوزارها.
وأفاد رئيس قسم إدارة ودعم البرامج في دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام "أونماس" في بيان أنهم قاموا بإجراء 379 تقييماً لمخاطر المتفجرات، وقامت بمرافقة 271 قافلة إنسانية إلى غزة، حيث رصدت فرقها بقايا متفجرات من قذائف وصواريخ غير متفجرة.
وشدد على ضرورة تركيز الجهود على التوعية بمخاطر الذخائر غير المتفجرة من خلال ووضع علامات لتحذير المدنيين، مطالباً بضرورة وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن في القطاع وأنهاء الحرب المستمرة بين حركة حماس والقوات الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام.
وأعرب عن قلقه من بقاء الذخائر غير المتفجرة لفترة طويلة جداً، والتي تهدد حياة المدنيين وتعيق الأنشطة المستقبلية وإعادة الإعمار والتعافي.
وتستمر الحرب بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 146ألف شخص، معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 10آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال.