منتدى نسائي في بيروت يناقش تداعيات المستجدات الإقليمية على النساء
أكدت المشاركات في المنتدى النسائي على أن تجارب النساء في لبنان، فلسطين، وإقليم شمال وشرق سوريا أظهرت أنهن لسن فقط ضحايا، بل أيضاً فاعلات في التغيير، وتؤدين دوراً رئيسياً في المقاومة، الإغاثة، وبناء مجتمعات أكثر عدالة.
![](https://jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2025/02/20250209-almadt-jpg99ae01-image.jpg)
بيروت ـ نظّمت رابطة نوروز الثقافية الاجتماعية، أمس السبت 8 شباط/فبراير، منتدى نسائي تحت شعار "المستجدات الأخيرة في المنطقة وتداعياتها على النساء"، بمشاركة ممثلات عن جمعيات نسائية لبنانية وفلسطينية وكردية، إضافة إلى هيئات من المجتمع المدني.
بدأ المنتدى النسائي على وقع الاناشيد الوطنية، اللبنانية والكردية والفلسطينية. وأدارت الجلسة مسؤولة لجنة المرأة في رابطة نوروز، التي شدّدت على أهمية المنتدى في تسليط الضوء على القضايا المشتركة التي تواجه النساء في ظل التطورات الأخيرة في المنطقة.
تداعيات الهجمات الإسرائيلية على النساء في لبنان
تحدثت الدكتورة ماري الدبس رئيسة جمعية وردة بطرس ومساواة للعمل النسائي، عن الانعكاسات الخطيرة للهجمات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، لا سيما على النساء والأطفال، مشيرةً إلى أن الحروب والصراعات المسلحة تزيد من هشاشة أوضاع النساء، وتفاقم معاناتهن على المستويات النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
وأكدت أن النساء تدفعن الثمن الأكبر في النزاعات المسلحة، حيث يُجبرن على النزوح وفقدان الاستقرار، كما تواجهن صعوبة في تأمين الاحتياجات الأساسية لعائلاتهن، مما يزيد من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية عليهن. كما تناولت دور المؤسسات النسوية ومنظمات المجتمع المدني في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للنساء المتضررات، مشددةً على الحاجة إلى تعزيز سياسات الحماية للنساء، وضمان حقوقهن في ظل الأزمات المتكررة.
ودعت إلى موقف دولي واضح يدين الاعتداءات التي تستهدف المدنيين، وضرورة مساءلة القوات الإسرائيلية عن انتهاكاتها المستمرة ضد النساء والأطفال في لبنان. مشيرة إلى أن النساء اللبنانيات لم يكنّ متفرجات في هذه الأوضاع، بل شاركن بفعالية في جهود الإغاثة، والدعم النفسي، والمطالبة بالعدالة والمحاسبة.
نضال المرأة الكردية ومخاطر الإسلام السياسي
بدورها تحدثت ممثلة منسقية مؤتمر ستار في إقليم شمال وشرق سوريا ليلى عفرين، عن النضال الطويل الذي خاضته المرأة الكردية من أجل حقوقها، ودورها الريادي في مواجهة الإرهاب، وبناء مجتمع ديمقراطي قائم على المساواة.
وأشارت إلى أن التجربة النسائية في الإدارة الذاتية الديمقراطية تُعد نموذجاً متقدّماص، حيث نجحت النساء في تأسيس تنظيمات شبه مستقلة، ووضع قوانين تحمي حقوقهن، كما تمكّنّ من لعب أدوار قيادية في شتى المجالات.
وتطرقت إلى العداء التركي الممنهج للمرأة الكردية، مؤكدةً أن الدولة التركية تستهدف النساء المناضلات اللواتي تشكّلن نموذجاً يحتذى به في النضال والمقاومة، وتسعى إلى تقويض مكتسباتهن في إقليم شمال وشرق سوريا.
وأضافت أن خطر الإسلام السياسي السلطوي لا يقتصر على النساء الكرديات فقط، بل يهدد جميع النساء في المنطقة، حيث تسعى بعض القوى الإقليمية إلى فرض أيديولوجيات متطرفة تُقيّد حرية المرأة وتهدف إلى إعادتها إلى أدوار تقليدية تتعارض مع مكتسباتها الحديثة.
وشددت على أن فكر القائد عبد الله أوجلان لعب دوراً أساسياً في بلورة هذه الثورة النسائية، حيث اعتبر أن حرية المرأة هي أساس أي تغيير مجتمعي حقيقي. مؤكدة أن الحرية الجسدية للقائد أوجلان باتت ضرورة، ليس فقط للشعب الكردي، بل للنساء في المنطقة، باعتبارها مفتاحاً للسلام والعدالة عموماً، ولحرية المرأة خصوصاً.
كما تناولت الأستاذة سعاد عبد الرحمن معاناة اللاجئات الفلسطينيات في لبنان وبلاد الشتات، حيث تواجهن تحديات مضاعفة تتعلق بالحقوق القانونية، والتمييز، والظروف الاقتصادية الصعبة. مشيرة إلى أن المرأة الفلسطينية في لبنان تعاني من التهميش، وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية، إلى جانب تعرضها للعنف المجتمعي في ظل بيئة تفتقر إلى آليات حماية فعالة.
ودعت إلى ضرورة تضافر الجهود بين المؤسسات النسوية في فلسطين ولبنان، لتعزيز الدعم للنساء اللاجئات، والمطالبة بحقوقهن، وتحقيق حماية أكبر لهن في ظل التحديات الراهنة. مؤكدة على أن القضية الفلسطينية والمرأة الفلسطينية ستبقيان في صلب النضال من أجل الحرية والكرامة، رغم كل المحاولات لكسر إرادتهن.
"دعوة إلى التضامن والعمل المشترك"
اختُتم المنتدى بالتأكيد على أهمية تعزيز التضامن النسائي الإقليمي في مواجهة التحديات الراهنة، وشددت المشاركات على أن النساء في المنطقة تواجهن معاناة مشتركة، سواء في ظل الاحتلال، الحروب، أو السياسات التمييزية، مما يتطلب تضافر الجهود لتقديم حلول مستدامة تدعم حقوق المرأة وتضمن حمايتها.
ودعين إلى تعزيز العمل المشترك بين الحركات النسائية في المنطقة، من خلال إطلاق مبادرات نسوية مشتركة، وتبادل الخبرات، وتشكيل جبهة تضامن قادرة على مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية التي تهدد حقوق النساء.
واتفقت المشاركات على ضرورة إيصال أصوات النساء إلى المحافل الدولية، والمطالبة بحماية النساء في مناطق النزاع، وضمان مشاركتهن الفعالة في عمليات صنع القرار السياسي والاجتماعي، باعتبار ذلك جزءاً أساسياً من تحقيق العدالة والاستقرار في المنطقة.