نتيجة الاهمال الصحي... وفاة طالبة في اليمن
في حادثة مأساوية تكشف واقع المستشفيات في اليمن، فقدت الطالبة هنادي الجهلاني حياتها نتيجة الإهمال الطبي، لتُضاف إلى قائمة ضحايا الانهيار المتواصل في القطاع الصحي اليمني.

اليمن ـ تعاني المستشفيات في اليمن من تحديات كبيرة، فنصف المرافق الصحية في البلاد غير قادرة على تقديم الخدمات بشكل كامل نتيجة الإهمال والفساد، خاصة في ظل استمرار الصراع مما يفاقم من الأزمة الصحية.
في حادثة مأساوية فجرت موجة غضب واستياء واسع في مدينة تعز اليمنية، أعلنت أسرة الطالبة الجامعية هنادي مهيوب حزام الجهلاني أمس الخميس الأول من أيار/مايو، عن وفاتها داخل مشفى الثورة العام نتيجة ما وصفته بـ "إهمال طبي جسيم وتقصير إداري" دفعت على أثرها حياتها ثمناً له، لتُضاف إلى قائمة ضحايا الانهيار المتواصل في القطاع الصحي اليمني.
وقالت الأسرة من خلال بيان، إن هنادي الجهلاني، وهي طالبة في قسم القبالة بجامعة تعز، كانت بصحة جيدة ولا تعاني من أية أمراض، وكانت تؤدي تدريبها العملي في مستشفى الثورة بكفاءة عالية، وأوضحت أن الحادث بدأت عندما دخلت مصعداً معطلاً داخل المستشفى، دون وجود أي لافتة تحذيرية، فسقطت في الهوة وأصيبت بجروح بليغة.
ورغم تدخل زملائها، أشارت الأسرة إلى أن الإهمال استمر بعد الحادث، حيث تم استخدام أجهزة طبية غير فعالة، وتم نقلها إلى العناية المركزة وسط وعود بنقلها للعلاج في الخارج حال تدهور حالتها، لكن بحسب شقيقها عبد الله مهيوب الجهلاني، لم تُقدم إدارة المستشفى أية تقارير طبية أو ملفات تساعد على تقييم حالتها من قبل المختصين، ورفضت السماح بنقلها حتى على نفقة أسرتها الخاصة.
وأكدت الأسرة أن إدارة المستشفى قدمت تطمينات غير واقعية، رغم أن حالتها الصحية كانت تتدهور باستمرار، حتى وصلت إلى لحظاتها الأخيرة، ووفق البيان نُقلت هنادي الجهلاني من العناية المركزة إلى قسم الغسيل الكلوي على سرير مكسور ومربوط بخيط، وسقطت منه مرتين قبل أن تفارق الحياة، في ظل غياب أي تدخل فعال من الكادر الطبي.
وطالبت الأسرة الجهات المعنية بفتح تحقيق عاجل وشامل، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الحادثة التي هزّت ضمير المدينة، ودعت إلى تحسين ظروف السلامة والرعاية الصحية في المستشفيات الحكومية، لتفادي تكرار مثل هذه الكوارث.