نساء مقاطعة الفرات: هجمات المحتل التركي لن تثنينا عن النضال والمقاومة

استنكرت نساء مقاطعة الفرات هجمات وانتهاكات الاحتلال التركي التي تم تصعيدها في الآونة الأخيرة على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا.

نورشان عبدي

كوباني- أكدت نساء مقاطعة الفرات على أن هجمات الاحتلال التركي لن تثني من عزيمتهن وقوتهن، بل تزيدهن إصرار على المقاومة والنضال لحماية أرضهن ومكتسبات ثورتهن.

شن الاحتلال التركي هجمات جوية على إقليم شمال وشرق سوريا منذ 23 كانون الأول/ديسمبر الجاري، أسفرت عن مقتل 8 مدنيين كحصيلة غير نهائية وإصابة 18 آخرين بعضهم بحالات حرجة، فضلاً عن الأضرار المادية الجسيمة، واستهداف البنى التحتية والمنشآت الحيوية والمستشفيات بالطائرات المسيرة، وفي 25 من الشهر ذاته تم استهداف مقاطعة الفرات في إقليم شمال وشرق سوريا بالطائرات المسيرة وتم قصف مركز مشته نور الطبي التابع لهيئة الصحة الذي يقدم خدمات صحية مجانية للأهالي بأربع ضربات متتالية، ومرآب للسيارات تابع لبلدية كوباني وشركة أحمد تمر الخاصة للمقاولات وتعهدات البناء.

 

"باستهدافها للمراكز الصحية ترتكب جرائم حرب في مناطقنا"

افتتح مركز مشته نور التابع لهيئة الصحة في عام 2015، كان يستقبل بشكل يومي 500 مريض من نساء وأطفال، ويوجد فيه أقسام عدة وهي "قسم العيادات وقسم الأطفال وأمراض السكر وقسم العيادات النسائية، قسم اللقاحات وقسم الدعم النفسي"، ويعمل فيه كادر طبي يقدر عددهم بـ 59 طبيب/ة وممرضين/ات.

وحول موقف هيئة الصحة من انتهاكات تركيا على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا وبشكل خاص استهدافها للمراكز الصحية قالت الرئيسة المشتركة لهيئة الصحة في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا عزيزة إبراهيم "يستهدف الاحتلال التركي بين الفينة والأخرى المراكز الحيوية والبنية التحتية في مناطقنا، حيث استهدف منذ عدة أيام المركز الصحي في المقاطعة، فهدف المحتل من الاستهداف زعزعة أمن واستقرار المنطقة وزرع الخوف والرعب في نفوس الأهالي لتهجيرهم للسيطرة على المنطقة".

وأوضحت أن "المركز الصحي منذ أعوام يعمل لخدمة الأهالي وتقديم المساعدة لهم وكان يستقبل ما يقارب 500 حالة مرضية من أمراض السكر والأمراض النسائية واستقبال أمراض أخرى، لكن بعد تعرضه للقصف خرج عن الخدمة بالكامل"، مشيرة إلى أن الشعب الكردي يتعرض للكثير من الانتهاكات والممارسات من قبل الاحتلال التركي لكن العالم لا يحرك ساكناً ويكتفي بالصمت، فازدواجية المعايير ظهرت عندما تم قصف مستشفى في غزة حينها صرح اردوغان أن هذا الاستهداف هي جريمة حرب لكنه في المقابل يقوم باستهداف المستشفيات في مناطق شمال وشرق سوريا وعلى مرأى العالم".

 

"الاحتلال التركي يستهدف المدنيين أيضاً"

ونددت الرئيسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا هدلة حسن بالهجمات على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا "قبل أيام بدأ الاحتلال التركي باستهداف مقاطعة الجزيرة بالطائرات المسيرة وتم استهدف مركز صحي في كوباني ونقاط أخرى، فتركيا تهدف من خلالها استهدافها القضاء على الشعب الكردي وإرادته وتهجيره لكنه لن يستطيع بهذه الهجمات تخويفنا وإجبارنا على الخروج من أرضنا وتركها لكي يسهل عليه احتلالها".

وأكدت أنه "مهما صعد الاحتلال التركي من هجماته سنقاوم وسنحمي أرضنا ونحن كنساء لن نتراجع وسنرفع من وتيرة نضالنا من أجل الحافظ على مكتسبات ثورتنا".

من جانبها قالت عضوة مكتب المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا سارا خليل "الاحتلال التركي لم يتقبل هزيمة مرتزقة داعش في مناطقنا لذلك بشكل مستمر منذ أعوام يشن هجماته البرية والجوية على كامل الشريط الحدودي ويستهدف المدنيين والمنشآت الحيوية في المنطقة، ولأن مشروع الإدارة الذاتية وثورة ونضال المرأة هنا يشكل خطر كبير على ذهنية الاحتلال التركي لذلك يستهدفنا بين الفينة والأخرى ويقتل أبناءنا من أجل إضعاف إرادتنا لكنه سيفشل كما هزم في السابق".

وأكدت أن الشعب لم يقف صامتاً حيال الهجمات التي بدأت قبل أيام على البنية التحتية والمنشأة الحيوية والمستشفيات بل نظم العديد من الفعاليات وأصدر بيانات تستنكر هذه الهجمات، ليؤكد للاحتلال بأنه سيواجه ضرباته وهجماته بالإرادة والقوة "بروح حرب الشعب الثورية سنستمر بالنضال والمقاومة حتى نحقق النصر".