'ساكينة جانسيز أيقونة النضال من أجل حرية المرأة'

ذكرت عضو مجلس عشتار في مخيم مخمور للاجئين، ليلى أرزو إيلهان، أن نضال ساكينة جانسيز أصبح وعداً للارتقاء بنضال جميع النساء.

برجين كارا

مخمور ـ مر 11 عاماً على المجزرة التي قتل فيها ثلاث نساء مناضلات ومقاومات وهن المناضلة ساكينة جانسيز (سارة)، وفيدان دوغان (روجبين)، وليلى شايلمز (روناهي)، في العاصمة الفرنسية باريس على يد الاستخبارات التركية، ولم تتخذ الحكومة الفرنسية أي إجراءات لملاحقة مرتكبيها مما يؤكد تعاونها مع الدولة التركية.

في الثمانينيات، شن الاحتلال التركي حملة لإبادة الشعب الكردي ونفذ هجمات وحشية. في ذلك الوقت، مع بداية ثورة الشعب الكردي، عاد أمل النضال من أجل الحرية وكانت ساكينة جانسيز من القياديات اللواتي أحيين هذا الأمل، كانت قائدة حركة حرية المرأة في أجزاء كردستان الأربعة وأصبحت الأساس لنضال المرأة ومثالاً للمقاومة والوعد بالنضال من أجل جميع نساء العالم.

وتحدثت عضو مجلس عشتار في مخيم مخمور، ليلى أرزو إيلهان، لوكالتنا عن شخصية وموقف ونضال قائدة الحركة النسوية الكردية ساكينة جانسيز (سارة) التي خلقت قوة النضال بين النساء "عندما يتمعن المرء في شخصية سارة ويقيمها، خاصة عندما يعيش معها، يمكن أن يرى في شخصيتها معاناة المرأة الكردية على يد النظام الحاكم بوضوح".

وأضافت "كانت قد جاءت من مكان ألقت فيه النساء والفتيات الكرديات أنفسهن من فوق الصخور وقدموا حياتهن هدية لحياة كريمة حتى لا يقعن في أيدي الغزاة، وحتى لا تنتهك أجسادهن وأرواحهن ودمائهن. لقد كانت من مدينة ديرسم التي كانت عبر تاريخ الشعب الكردي المكان الذي يمكنه دائماً حماية استقلاله وعدم قبول الاستسلام. وقد نشأت سارة وترعرعت مع ذكريات ومعاناة المجزرة التي ارتكبت في مدينتها. عندما تتحدث عن كفاحها قبل تأسيس حزب العمال الكردستاني، وعندما يقرأ المرء كتبها، نجد كيف ناضلت ضد ظلم الدولة والنظام الحاكم".

 

"كل لحظة من حياتها نضال"

وأشارت ليلى أرزو إيلهان إلى أنه قبل ظهور الحركة الآبوية، تمردت ساكينة جانسيز على الضغوط التي كانت تمارس على المجتمع حتى في طفولتها، وجاء في كتابها "كان هناك شيء لم أكن راضية عنه، ولم أكن أعلم ما الذي لم أكن راضية عنه".

وعن وضع الشعب الكردي في الثمانينات، تقول "في تلك الأوقات لم تعد الأسماء الكردية تؤخذ بعين الاعتبار وتم تغييرها، لكن شخصيات مثل سارة انتفضن ضد ذلك التجاهل حيث لم تقبل النظام الذي فرضه علينا الاحتلال وحاربت ضده، وعلى الرغم من كافة الصعوبات والعقبات كانت تقول يمكننا أن نحارب هذا الظلم ونحقق النصر من خلال هذا النضال وبهذا الشكل أصبح نضالها في السجن روحاً لنمو النضال".

وبينت أن استهداف ساكينة جانسيز هو استهداف لفكر القائد عبد الله أوجلان القائم على حرية المرأة "اليوم لم يعد نموذج القائد أوجلان يقتصر على الشعب الكردي فقط، بل نساء العالم لديهن أيضاً اهتمام بنموذجه وخط حرية المرأة ونرى أمثلة على ذلك في إقليم شمال وشرق سوريا، كيف تكافح المرأة العربية على نهج القائد أوجلان ونرى ذلك في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الأماكن التي تتجمع فيها المجتمعات التي ترغب في العيش في مجتمع طبيعي".

وذكرت ليلى أرزو إيلهان أنه بسبب موقفهن المقاوم فإن قادة حركة حرية المرأة الكردية مستهدفون دائماً من قبل الدولة التركية والقوى التي تريد القضاء على الحركة النسائية "لقد حاول العدو دائماً خنق خط حرية المرأة، واستهدف القيادات النسائية لكي تتراجع النساء عن هذه القضية. وقد رأينا ذلك بوضوح في مجزرة باريس الثانية، كيف تم استهداف المرأة الكردية الرفيقة أفين كوي التي أخذت زمام المبادرة في تجييش النساء وحاربت عصابات داعش الوحشية وانتصرت".

 

"المجزرة الثانية تمت بسبب عدم الكشف عن المجزرة الأولى"

وأوضحت ليلى أرزو إيلهان أن القوى التي تريد تدمير حركة حرية المرأة وضربها واجهت الهزيمة "مرت 10 سنوات على ارتكاب مجزرة وسط باريس، لكن لم يتم الكشف عن مرتكبيها ومحاسبتهم وبسبب ذلك تم تنفيذ المجزرة الثانية، ولا تختلف القوى التي تحكم باريس حالياً عن الدولة التركية. أنهم يلونون وجوههم باسم الحرية والديمقراطية، لكن عند النظر إلى المضمون والنظام فإنهم لا يختلفون عن الدولة التركية".

وفي ختام حديثها قالت "سنكون قادرين على محاكمة أولئك الجناة من خلال التنظيم ورفع وتيرة النضال الذي بدأته ساكينة جانسيز، كلما كبر نضالنا وانتشر أدى إلى النجاح وتحقيق النتائج".