نساء مخمور تؤكدن على استمرار وقفتهن الاحتجاجية
مضى عام على الوقفة الاحتجاجية في مخيم مخمور بإقليم كردستان، حيث أخذت النساء على عاتقهن تحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، مؤكدات على أن وقفتهن لن تنتهي عند يومها 365.
نوبلدا دنيز
مخمور ـ تُفرض على القائد عبد الله أوجلان عزلة مشددة في جزيرة إمرالي منذ 25 عاماً ولم يتم الحصول على أي معلومات عنه منذ 40 شهراً، إلا أن المؤمنين/ات بفكره وفلسفته لم يتوقفوا عن تنظيم الفعاليات والنشاطات في جميع أنحاء العالم للمطالبة بإنهاء العزلة عنه ومنحه الحرية الجسدية.
عنوان حياتهم المقاومة والنضال ومطالبهم لا رجعة فيها
منذ 30 عاماً يناضل لاجئو مخيم الشهيد رستم جودي أو مخيم مخمور بإقليم كردستان، من أجل حصول الشعب الكردي على حقوقه وتحرير بلادهم من براثن الدول المهيمنة إلى جانب القبول بلغتهم رسمياً، ففي تسعينات القرن الماضي تركوا قراهم ومدنهم وتوجهوا إلى إقليم كردستان ليصبحوا لاجئين فيها، وقد تعرضوا للعديد من الهجمات والتهديدات والمخاطر خلال رحلة اللجوء هذه، لكنهم لم يتراجعوا أبداً عن موقفهم وبنوا حياة جديدة قائمة على المقاومة والنضال في مخمور.
وعند اعتقال القائد عبد الله أوجلان في 15 شباط/فبراير 1999 بمؤامرة دولية، وبينما قامت الانتفاضات والاحتجاجات تحت شعار "لا حياة بدون القائد" وتصاعدت في عموم المناطق الكردية، وصلت موجة هذه الانتفاضة إلى ذروتها في مخيم مخمور، ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن يناضل ويكافح أهالي مخمور ضد الأنظمة القمعية من أجل الحرية الجسدية لقائدهم من خلال تنظيم أنشطة وفعاليات مختلفة.
خلال هذه السنوات الثلاثين من اللجوء، نظم أهالي مخمور العشرات من الإضرابات الدورية عن الطعام، والمسيرات والندوات، وورش العمل كما أرسلوا رسائل إلى إمرالي، ولجنة منع التعذيب والأمم المتحدة، وذلك عبر مختلف الأنشطة المطالبة بالحرية الجسدية للقائد أوجلان.
بقيادية نسائية بدأت الوقفة الاحتجاجية
لذات المطلب، بدأ أهالي مخمور وقفتهم الاحتجاجية في 20 تموز/يوليو 2023 في منظمة عوائل الشهداء بقيادة نساء مخمور اللواتي قدن شعبهن ومجتمعهن في كافة مجالات الحياة منذ بداية اللجوء، وهن ذاتهن لعبن دوراً كبيراً في نشاطات الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان بشكل خاص.
وفي غضون عام، أظهرت نساء المخيم لونهن وطابعهن بأقوى صورة تمثلت بالوقفة الاحتجاجية، حيث يستمر أهالي مخيم مخمور في فعاليتهم ووقفتهم بإصرار وعزيمة ثابتتين منذ ذلك التاريخ.
إحدى تلك النساء الرائدات في الوقفة خانه بنيك، التي تشارك بشكل مستمر في هذه الفعالية منذ عام، وأصبحت على الرغم من تقدمها في السن، رمزاً للصمود والثبات.
وتقوم الوقفة الاحتجاجية على نظام المناوبات بين مجموعات أفرادها من المخيم كل منها لمدة 5 أيام، وأصغر واحدة بينها تتكون من 10 أشخاص وأكبرها تتألف من 30 شخصاً.
وقد أثرى الناشطون/ات فعالياتهم وأنشطتهم من خلال الاستماع إلى ندوات حول حياة القائد أوجلان وأفلام وثائقية عن العزلة ومقاومة مقاتلي الحرية في أعالي الجبال وحرب الأنفاق والحرب الخاصة، ومن خلال الاستماع إلى تحليلات القائد أوجلان، حاولوا فهم قائدهم بشكل أفضل، كل ذلك وطد العلاقات بين الأهالي وازدادت قوتهم.
كما تم خلال عمر الوقفة إطلاق حملة كتابة الرسائل لكسر العزلة في إمرالي وضمان الحرية الجسدية لقائد أوجلان، وفي تبادل للمناوبات يجدد أعضاءها عزمهم ويكررون إصرارهم على العمل والمطالبة بالحرية له من خلال البيانات الصحفية.
الأمهات تعززن الروح المعنوية والإضراب عن الطعام أبرز الفعاليات
تزيّن النشاط الاحتجاجي للناشطين/ات بأداء الأغاني الشعبية التراثية، كما أن الأمهات المشاركات في الفعالية منحن القوة ورفعن معنويات زميلاتهن الناشطات بأصواتهن الرنانة.
كما قام أطفال المخيم وأعضاء من Stêra Zêrîn وTEV-Çandê وحركة الشابات في مخمور في فرقتهم التي تعزف على الدف بمشاركة أعمالهم الفنية مع الناشطين/ات عشرات المرات خلال العام لرفع الروح المعنوية لديهم بالأغاني الثورية.
ومن ضمن فعاليات الوقفة الاحتجاجية المستمرة أنه في ذكرى المؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان، بدأ المشاركين/ات في 13 شباط /فبراير 2024 بحملة إضراب عن الطعام لمدة 3 أيام.
"نحن مرتبطون بالقائد أوجلان فكرياً وجسدياً"
تحدثت كريمة قناة عضوة لجنة الوقفة عن العزلة "قائدنا محتجز في سجن إمرالي منذ 25 عاماً ولم نتمكن من الحصول على معلومات عنه منذ 4 سنوات، نحن كشعب كردي، لم يعد لدينا أي تسامح تجاه العزلة المفروضة على قائدنا، نحن مرتبطون بالقائد أوجلان فكرياً وجسدياً".
وعن الوقفة الاحتجاجية قالت "في مخمور، أنهت الوقفة الاحتجاجية التي بدأناها لكسر العزلة وضمان الحرية الجسدية للقائد أوجلان، عامها الأول، وستستمر الفعالية بمشاركة قوية حيث تقود النساء والشباب في المخيم الأنشطة، وخلال عام من الوقفة الاحتجاجية تم الاستماع إلى كلمات وتحليلات القائد أوجلان ومشاهدة أفلام وثائقية عن حياة الشهداء الذين ضحوا من أجلنا وتقديم الدورات التدريبية والاطلاع على كتب القائد أوجلان".
"المرأة تلوّن الفعالية بمشاركاتها ومناقشاتها"
ذكرت كريمة قناة أن نساء وشباب مخمور قادوا الوقفة الاحتجاجية "أمهاتنا وشبابنا أثروا الفعالية بأصواتهم، تمنح النساء الحيوية للنشاط بمشاركتها ومناقشاتها، وهذا مدعاة للفخر، الغرض الوحيد من وقفتنا هو الحرية الجسدية للقائد أوجلان، فأفكاره وفلسفته الخاصة بالمرأة لها مكانة هامة، بفضل جهوده ومساعيه تتمتع المرأة بالحقوق والهوية والاعتراف بالذات".
وفي ختام حدثها دعت لجنة منع التعذيب CPT للقيام بواجباتها، "باسم أهالي المخيم والشعب الكردي ندعو الجنة إلى القيام بواجباتها ومسؤولياتها فيما يتعلق بالقائد أوجلان وإعطاء معلومات واضحة عن حالته، كما ندعو الشعب الكردي إلى الثبات وزيادة الدعم للقائد أوجلان والمقاتلين/ات من أجل حرية كردستان واتخاذ موقف ضد الهجمات".