"عندي أمل" حملة رقمية تسعى لمحاربة تزويج القاصرات في المغرب

أطلق ائتلاف دنيا لمنع تزويج القاصرات الذي يضم أكثر من 26 جمعية حملة رقمية تحت عنوان "عندي أمل" في مرحلتها الثانية بهدف منع تزويج الطفلات في المغرب.

حنان حارت

المغرب ـ أكدت المشاركات في الندوة الصحفية أن إطلاق حملة "عندي أمل" الرقمية جاءت في سياق مراجعة مدونة الأسرة، ومن أجل توعية المواطنين/ات بخطورة تزويج القاصرات، والوصول إلى جميع مكونات المجتمع.

خلال ندوة صحفية نظمت أمس الاثنين العاشر من حزيران/يونيو، بمدينة الدار البيضاء تم إطلاق المرحلة الثانية للحملة الرقمية "عندي أمل" من أجل تحسيس الرأي العام بالآثار السلبية لتزويج الطفلات.

وتم بهذه المناسبة عرض فيديو تحسيسي توعوي جديد بعنوان "أحلام منكسرة"، الذي يحكي مشاعر فتاة شابة تزوجت في سن السادسة عشر، ويوضح التأثيرات النفسية على الفتيات، خاصة عندما استوعبت أنها لن تستطيع الاستمتاع بطفولتها ومتابعة دراستها لتحقيق حلمها في أن تصبح أستاذة، والتمكن من قضاء لحظات مع صديقاتها.

وحول إطلاق الحملة قالت منسقة ائتلاف "دنيا" لمنع تزويج الطفلات أمل الأمين إن الائتلاف المكون من أكثر من 26 جمعية تعمل في مجال النهوض بالحقوق الإنسانية خاصة حقوق النساء والأطفال في جميع جهات البلاد، وأطلقت الحملة من أجل التذكير بتوصيات الائتلاف الرامية إلى الحد من تزويج الطفلات من خلال إلغاء المواد 20 -21 -22 من مدونة الأسرة المتعلقة بتزويج القاصرات.

وأوضحت أن المرحلة الثانية من الحملة الرقمية التحسسية "عندي أمل" تتميز بتقديم محتوى جديد توعوي وهو عبارة عن فيديو تحسيسي يحمل اسم "أحلام منكسرة"، مشيرةً إلى أن المحتوى البصري يتطرق إلى ظاهرة تزويج الطفلات ويبين مشاعر الخوف من المستقبل، خاصةً عندما تعلم الفتاة أنها لن تعيش طفولة عادية ولن تتمكن من اللعب ولن تكمل دراستها وهنا تحدث الصدمة لها.

وحول إطلاق حملة "عندي أمل" قالت إنها جاءت في سياق مراجعة مدونة الأسرة، ومن أجل التحسيس وتوعوية المواطنين/ات بخطورة تزويج القاصرات، مؤكدة على أن تعديل القوانين يتطلب تغيير العقليات خاصة وأن الحملات التي يقودها الائتلاف بينت أن 90% من المواطنين/ات هم مع زواج القاصرات ويربطون زواج الفتيات في سن مبكر بالخوف من "عنوستهن".

وحول رسائل الائتلاف المراد إيصالها من خلال هذه المبادرة قالت أمل الأمين "نريد أن نوعي الرأي العام بخطورة زواج الطفلات ونبين لهم لماذا نطالب بإلغاء زواج الطفلات، لأنه وبكل صراحة هو هضم لحقوق الطفولة".

وعن الأسباب الكامنة وراء الاعتماد على الحملات الرقمية بدل من النزول للشارع أضافت "كما نعلم باتت اليوم وسائل التواصل الاجتماعي تحتل مكانة كبيرة في حياة المجتمع، فكل الطبقات الاجتماعية موجودة بوسائل التواصل الاجتماعي أو الفضاءات الرقمية، لذلك كائتلاف أخذنا هذه المبادرة لإطلاق هذه الحملة الرقمية للوصول لهذه الفئات التي تمثل شريحة مهمة".

ولفتت إلى أن الحملة لا تقتصر على الفضاءات الرقمية، ولكن هناك أيضاً حملات توعوية على أرض الواقع، مشددةً على ضرورة التواصل مع جميع مكونات المجتمع.

 

 

ومن جهتها قالت الناشطة الحقوقية وعضوة ائتلاف دنيا بشرى عبدو "إننا ننادي بالحذف الكلي للفصول المتعلق بتزويج القاصرات في مدونة الأسرة"، مشيرةً إلى أن حملة "عندي أمل" تحاول المكونات الحقوقية من خلالها منح آمل بأن التغيير سيتحقق.

ولفتت إلى أنها تأمل أن ترى جميع الأطفال القاطنين في المناطق النائية والوعرة يتابعون تعليمهم من دون أي صعوبات، وأن يتم تقريب المدارس من القرى من أجل محاربة الهدر المدرسي، وأن يذهب التلاميذ للمدارس في المناطق النائية دون تعرضهم/هن للتحرش أو الاغتصاب.

وأوضحت أنها تأمل أن تعمل السلطات في البلاد على توفير الإمكانيات المادية للأسر الفقيرة، داعية إلى إخراج قانون مدونة أسرة ينبني على المساواة والعدل، وفق ما تنشده الحركات النسائية والحقوقية، واستمتاع الأطفال بكافة حقوهم حسب اتفاقيات حقوق الطفل، وليس حسب قانون مدونة الأسرة الحالية الذي يتحدث عن تزويج الطفلات لأقل من 18عام.