ندوة علمية تؤكد على ضرورة حماية الطفل والمرأة من العنف
أكدت المشاركات في الندوة العلمية التي نظمت بقفصة في تونس، على ضرورة توعية ونشر ثقافة تناهض العنف وتدعو إلى الحماية من أجل بناء أسرة متوازنة وخلق جيل متسامح.
إخلاص الحمروني
تونس ـ نظمت المندوبية الجهوية للأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن بقفصة في تونس، أمس الأربعاء 20 كانون الأول/ديسمبر، ندوة علمية بعنوان "العنف المسلط على الطفل والمرأة: بين الموجود والمنشود".
على هامش الندوة، أوضحت المندوبة الجهوية للأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن هدى عليمي أن هذه الندوة نُظمت ختاماً لجملة من النشاطات والتظاهرات التي نظمتها المندوبية في الفترة الأخيرة بمناسبة شهر حماية الطفل الممتد من 20 تشرين الثاني/نوفمبر حتى 20 كانون الأول/ديسمبر الجاري، وأيضاً بمناسبة حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة.
وأضافت أن إدارتها قامت في هذا الإطار بالعديد من الحملات التوعوية بخصوص حماية كل من المرأة والطفل من العنف في أغلب مناطق محافظة قفصة (المظيلة، السند، المتلوي وأم العرائس)، إضافة إلى تنظيم قوافل متنقلة بهدف نشر المعلومة وإيصالها إلى كل المواطنين/ات.
وفيما يخص هذه التظاهرة، بينت هدى عليمي أن تنظيم الندوة العلمية تسلط الضوء على ظاهرة العنف في تونس وتمس بالأساس الطفل والمرأة وذلك بحضور كل الإدارات المعنية وقد تم خلالها تقديم جملة من المداخلات القيّمة.
وتشير الاحصائيات الرسمية التونسية، إلى ارتفاع نسب العنف المعنوي المسلط على الأطفال لتبلغ 43.33 بالمائة والعنف المادي بنسبة 39.14 بالمائة، كما تتعرض الفتيات إلى العنف الجنسي بنسبة 70.76 بالمائة مقابل 29.24 بالمائة للشباب.
وتضمنت البيانات الإحصائية لنشاط مكاتب مندوبي حماية الطفولة لعام 2021 مؤشرات مرتفعة على مستوى تعرض الأطفال للعنف، حيث تعرض 7100 طفل لشتى أشكال العنف منهم 2981 طفل تعرضوا إلى العنف المعنوي و2877 طفل تعرضوا إلى العنف الجسدي.
من جانبها، أوضحت المكلفة لمصلحة التربية والتثقيف في الديوان الوطني الأسرة والعمران البشري سعاد علياني أن الديوان انخرط مبكراً في مناهضة العنف الأسري وخاصة المسلط ضد النساء قد قام بأول دراسة ميدانية توثق هذه الظاهرة.
وأشارت إلى أن "مداخلتي الخاصة بالعنف المسلط على المرأة تتمحور حول دراسة أشكال هذه الظاهرة الاجتماعية التي انتشرت في كل البلدان وتأثيراتها السلبية والتي تمس المرأة والطفل بدرجات متساوية".
وأوضحت أنها تمس المرأة لأنها الكائن الضعيف في الأسرة بسبب سيطرة النزعة الذكورية، وتمس الطفل لأنه الحلقة الرئيسية المتضررة من العنف المسلط على المرأة في الوسط العائلي.
وأكدت أن الطفل الذي يعيش في بيئة تتميز بكثرة مظاهر العنف سواء المادي أو المعنوي بصبح هو الآخر مصدر وممارس للعنف كردة فعل لما عاشه وشاهده أمامه، مشددة على ضرورة حماية الأطفال من مشاهدة أي مظهر للعنف سواء وسط العائلة أو في محيطه الخارجي حماية له من اكتساب ردود فعل لا إرادية عنيفة.
وحذرت الحاضرات في الندوة من خطورة تداعيات انتشار ظاهرة العنف الأسري الذي يمس كل أفراد الأسرة لاسيما المرأة والطفل الذين رغم وجود ترسانة من القوانين بقيا الحلقة الأضعف المسلط عليهما شتى أشكال العنف.