سوزان أبو سعيد

بيروت ـ بدعوة من الهيئة النسائية في اللقاء الشبابي اللبناني الفلسطيني أقيمت أمس الخميس 12 تموز/يوليو، ندوة في مركز اللقاء في مخيم "شاتيلا" في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت تحت عنوان "الأمهات الفلسطينيات واللبنانيات هن بوصلة التربية الوطنية"، وكان اللقاء برعاية المديرة العامة لوزارة الشباب والرياضة الدكتورة فاديا حلال.

ألقت المديرة العامة لوزارة الشباب والرياضة وفاء حلال كلمة قالت فيها "خلال فترة الاحتلال للجنوب بين 1982 ـ 2000، قدمت المرأة الجنوبية الدعم اللوجستي، وشاركت في التظاهرات والاحتجاجات وقاومت وعانت عذابات الأسر والاعتقال، وإلى جانب كل هذا، ساهمت في إعادة الإعمار والتنمية، وعملت على الحفاظ على الهوية الثقافية والتراثية من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية والمهرجانات ونقل القيم للأجيال الجديدة لترسيخ تمسكهم بأرضهم واستعدادهم للتضحية في سبيلها، وما قوافل الشهداء في لبنان وفلسطين سوى خير دليل على أهمية المرأة في المجال التربوي".

وأضافت "المرأة الفلسطينية التي تلاقت مع المرأة الجنوبية في لبنان في كل الميادين التربوية والجهادية، فالمرأة الفلسطينية والمرأة في جنوب لبنان، كلاهما رمز للمقاومة والصمود في وجه الاحتلال، ولا تزال تلعب دوراً محورياً في النضال من أجل الحرية والكرامة والعدالة، فقد شاركت في الانتفاضتين عام 1987 و2000، حيث قادت المسيرات وشاركت في التظاهرات وساهمت في نشر التوعية حول حقوق الفلسطينيين وقضيتهم، وتعرضت للاعتقال والسجن والتعذيب، إلا أن هذا الأمر لم يثنها عن القيام بدورها خاصة على الصعيد التربوي للحفاظ على الهوية الوطنية".

وقالت فاديا حلال لوكالتنا "عندما تم عرض الفكرة عليّ من قبل لجنة اللقاء مع الأمهات اللبنانيات والفلسطينيات، أحببت الفكرة جداً، لأننا تربينا على ضرورة مناصرة القضية الفلسطينية، وأحببت الدخول إلى هذا المخيم لمشاهدة معاناة النساء عن كثب، وهي زيارتي الأولى لهذا المخيم".

ولفتت إلى أنها شهدت مدى مقاومة الأم الفلسطينية، ليس داخل الأرض الفلسطينية فحسب، بل في الشتات أيضاً، نتيجة الجهد الذي تبذله والدور الكبير الذي تلعبه لتظل متمسكة بمبادئها وقضيتها، ولتربي الأجيال على ضرورة التمسك بحق وفكرة العودة، وهي فكرة كافية للتثمين على دورها.

وعن الأزمات الاقتصادية وأثرها على التربية، فضلاً عن محاربة المنظمات الإنسانية كالأونروا وغيرها التي تساعد الفلسطينيين، قالت "بالنسبة لتربية الأجيال فهي مهمة صعبة للغاية، وهو ما نشهده، مهما عملنا على تحسين وضع الأبناء والبنات في المنزل، فإن الظروف تكون أقوى منا، لكن ما حصل في السابع من تشرين الأول الماضي علمنا أمراً مهماً للغاية حيث أظهر الطفل الفلسطيني يتكلم كأكبر رجل فلسطيني، مهما كانت ظروفنا صعبة، سنظل منتمين لهذه الأرض وندافع عن قضيتنا أينما كنا لنحرر ما تبقى من الاحتلال ونعود للأقصى".

 

 

من جانبها قالت الشاعرة أريج الكردي "أود أن أذكر بأنني عضو في لقاء الشباب اللبناني ـ الفلسطيني، لقد اعتدنا دائماً على استقبال وفود وشخصيات تأتي إلى المخيم، وذلك لدعم المرأة الفلسطينية والمرأة اللبنانية".

وأضافت "كان هدف الندوة مركزاً حول أهمية المرأة ودورها في تربية الأجيال وتنشئتها، لأن المرأة التي تسير على الخط الصحيح، تقوم بتوفير الأمان لتنشئة الأجيال الواعية المثقفة المدركة لحقوقها، وفي الوقت ذاته فهي امرأة منتجة ومثابرة وصامدة رغم التحديات".

وعن اللقاء الشبابي، قالت "معظم أعضاء اللقاء مع النساء، نقوم بالعديد من النشاطات النسوية في مجال التوعية الصحية والاجتماعية والقانونية، لذلك تم تنظيم هذه الندوة بهدف التأكيد على دور المرأة في مجال تربية الأجيال المستقبلية، وهو دور تقوم به المرأة الفلسطينية على الرغم من أوضاع المخيمات الصعبة، وكذلك المرأة اللبنانية وخصوصاً الجنوبية على الرغم من الأزمات المتلاحقة والحرب".