ندوة افتراضية تناقش التحديات التي تواجهها النساء للوصول إلى مراكز صنع القرار
عقدت منصة "نسوان" ندوة افتراضية تحت عنوان "المرأة اليمنية.. تحديات الوصول إلى مراكز صنع القرار" لمناقشة أهم التحديات التي تواجهها المرأة اليمنية في مواقع صنع القرار وسبل حلها.

رانيا عبدالله
اليمن - شاركت نخبة من الأكاديميات والمحاميات والناشطات في جلسة نقاش افتراضية نظمتها منصة "نسوان" اليوم السبت 27 أيلول/ سبتمبر، تحت عنوان، "المرأة اليمنية... تحديات الوصول إلى مراكز صنع القرار"، وأكدت المشاركات في الندوة أن الإقصاء المستمر للنساء يعكس الهيمنة الذكورية والانهيار المؤسسي والأمني في البلاد، مشددات على ضرورة تكاتف الجهود لإعادة الاعتبار لدور المرأة وتمكينها من مواقع صنع القرار.
التحديات التي تواجهها المرأة اليمنية
وفي مداخلتها قالت رئيسة اتحاد نساء اليمن بمدينة تعز صباح راجح إن الهيمنة الذكورية وغياب الدعم المؤسسي يشكلان عائقاً رئيسيا أمام وصول النساء إلى مراكز صنع القرار، مضيفة أن "الاعتداءات الممنهجة، سواء الجسدية أو اللفظية، إضافة إلى التحريض الديني، جميعها تستخدم كوسيلة لإقصاء المرأة عن العمل العام".
وأشارت إلى حادثة اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين في مدينة تعز افتهان المشهري قائلة "أغتيال أفتهان المشهري دليل على فشل السلطات في حماية موظفيها وناشطيها"، مؤكدة بأن الأمر الذي ضاعف من شعور الناشطات بالخطر وحدّ من مشاركتهن السياسية.
مشاركات تؤكدن على أهمية تفعيل دور المرأة
من جهتها، بينت المحامية أمل الصبري أن تهميش المرأة لا يقتصر على السياسة، بل يمتد إلى الإجراءات الإدارية، موضحة أن "النساء غالباً يتم تعينهن في مناصب شكلية تفتقر إلى الصلاحيات الفعلية، بينما تدار التعيينات الجوهرية وفق المحسوبية بدلاً من الكفاءة".
واختتمت مشاركتها بأن الجلسة وفرت دعماً نفسياً مهماً للمشاركات، مؤكدة أن اللحظة الحالية تشكل فرصة حقيقية لتغيير السياسات والقوانين بما يضمن مشاركة أوسع للمرأة.
وفي محور مداخلتها وصفت الكاتبة والأكاديمية الدكتورة بلقيس علون تراجع حضور المرأة بأنه "انتكاسة كبيرة" ناجمة عن سطوة القوى التقليدية الاجتماعية في ظل هشاشة الدولة وغياب القانون"، موضحة بأن الإعلام يلعب دوراً كبيراً في تكريس الصورة النمطية للمرأة.
وأكدت الإعلامية حنان طه أن التحديات لا تقف عند التهديدات الأمنية للنساء كما حدث في عملية اغتيال افتهان المشهري، بل تتجسد في محاربة النساء وإقصائهن لمجرد سعيهن لإثبات كفاءتهن.
وحذرت من تفاقم ظاهرة تسرب الفتيات من التعليم الأساسي والجامعي، معتبرة ذلك مؤشراً خطيراً على مستقبل مشاركة المرأة.
"التكاتف النسائي الطريق الوحيد لحل قضايا المرأة"
ومن جهتها، شددت المحامية رغدة المقطري على أن الأحزاب السياسية تتحمل مسؤولية كبيرة في تهميش النساء من خلال حرمانهن من الترشيح، في ظل رسائل ترهيب مجتمعية تدفع بالكثيرات إلى العزوف عن المشاركة. ودعت إلى إعادة إحياء مسودة قانون العنف القائم على النوع الاجتماعي والعمل بجدية لتشريعه، باعتباره خطوة أساسية لضمان بيئة آمنة للنساء في المجال العام.
وأكدت صباح راجح أن الإدانة الواسعة لجريمة اغتيال افتهان المشهري ووصولها إلى مكتب المبعوث الأممي عكست قوة التكاتف النسائي وقدرته على تحريك القضايا دولياً، مشددة على أن وحدة النساء قادرة على الضغط على الفاعلين المحليين عبر المجتمع الدولي.