'نضالات المرأة البطولية ممتدة من كوباني إلى أفغانستان'

للتخلص من الحروب المستمرة في الشرق الأوسط، لا ينبغي أن تبقى الشعوب صامتة، فكلها يجب أن تكون صوت شعب فلسطين وسوريا وروج آفا وكوباني حتى يتمكنوا من النصر.

بهران لهيب

أفغانستان ـ يعيش البشر في عالم تقوده دول ذات أنظمة فاشية وإمبريالية وأصولية، إنهم يقتلون الأبرياء وفي بعض البلدان يشعلون حروباً داخلية لجعل القوى المناهضة للإنسانية في السلطة.

لم يعد تدمير الممتلكات العامة للدول، وتشريد شعوبها وارتكاب الجرائم كافياً، بل تقوم الدول المهيمنة والاستعمارية بالمزيد من الانتقام، حيث يتم تعريض النساء لانتهاكات جسيمة منها اغتصابهن أو بيعهن أو قتلهن.

اليوم، الولايات المتحدة من جهة، وروسيا من جهة أخرى، وحتى عدد من الدول الأوروبية، متورطة في إشعال الحرب العالمية الثالثة، حيث تُركت شعوب فلسطين وسوريا وأوكرانيا ولبنان في حالة من الفوضى.

في هذه الأثناء استغلت الدولة التركية الفرصة لمهاجمة إقليم شمال وشرق وسوريا وانتهاك حق شعوبه في حياة حرة كريمة، ونتيجة لهذه الهجمات لفتت النساء الانتباه للمصير البشع الذي ينتظرهن.

من ناحية أخرى ونظراً لكثرة المضطهدين في العالم، كانت النساء دائماً رائدات في النضال، إذا لم نذهب بعيداً في التاريخ عن هذه النضالات، فيمكن تصور البطولات التي لا يمكن لأحد أن ينكرها للنساء، فعندما هاجم داعش مدينة كوباني، سحقت مقاتلات وحدات حماية المرأة أعدائهن ومردغن أنوفهم في التراب، بطريقة لن ينساها داعش ومناصروه أبداً، حيث كان داعش قد قال مراراً وتكراراً "لن نذهب إلى الجنة إذا قتلتنا النساء".

إلا أنه في كوباني كانت النساء تشاركن في المعارك بمختلف الأعمار وحملن السلاح وقدمن درساً في الشجاعة لكافة نساء العالم لكي تتعلمن النضال من أجل نيل حقوقهن.

أما في إيران وشرق كردستان فقد قادت النساء انتفاضة Jin Jiyan Azadî، الانتفاضة التي أخافت نظام الملالي في إيران البلاد التي تطبق في سجونها على حرية الناشطات مثل زينب جلاليان، فريشة مرادي، بخشان عزيزي، شريفة محمدي والمئات من الرجال والنساء المناضلين من أجل حرية التعبير والرأي.

ولم تقتصر جرائم السلطات الإيرانية على الاعتقال والتعذيب والإعدام بل أطلقوا النار على عدد كبير من المتظاهرين والمتظاهرات، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لردعهم.

وفي أفغانستان انتفضت النساء الأفغانيات في وجه طالبان والحكم الأبوي على الرغم من الظروف السيئة التي تعانينها، لتسرن على طريق أخواتهن الكرديات والإيرانيات، لقد تعرضن لانتهاكات جسيمة لكنهن مصرات على الاستمرار.

وحتى الآن، عندما التقليب في وسائل الإعلام، غالبيتها تتحدث عن نضال نساء إقليم شمال وشرق سوريا اللاتي تعانين أسوأ الظروف، إلا أنهن لم تستسلم ضد حكومة أردوغان الفاشية وتقاتلن في الخطوط الأمامية، والخوف واضح على وجه هذه الحكومة التي تصر على الانتقام من النساء وكسر إرادتهن.

لكن أردوغان نسي أن شعوب إقليم شمال وشرق سوريا يتوقعون تحركاته وأنهم سيتعرض للهجوم براً وجواً وللضغوطات، ومثل شعب فلسطين وكوباني، فإنهم لا يستسلمون ويواصلون نضالهم، ويمكننا أن نقول بثقة أن أنف أردوغان سيتمردغ هذه المرة على أرض روج آفا، كما أنه سيهزم فيها.